YNP :
إبراهيم القانص :
قال ممثل حركة الجهاد الإسلامي في اليمن، أحمد بركة، أمس الأحد، إنّ الدعم اليمني لفلسطين لا مثيل له، وإنه فعل كل شيء من أجل دعم فلسطين، و”لم يترك حُجةً لأحد”، في إشارة إلى أن اليمن بدعمه الكبير للشعب الفلسطيني الذي يواجه حرباً إسرائيلية متوحشة أقام الحُجة على كل الأنظمة العربية، داعياً من أراد البحث عن العروبة إلى التفتيش عنها في اليمن، حسب تعبيره.
الهجمات الصاروخية التي نفذتها قوات صنعاء باتجاه إسرائيل، دعماً ومساندة للفلسطينيين في حربهم ضد قوات الاحتلال، وضعت عدداً من الدول العربية في موقف مُحرج للغاية، وأمام خيارات صعبة، وتحديداً أمام خيارين لا ثالث لهما، فإما أن تساند الفلسطينيين وتدخل خط المواجهة كما يجب وينبغي بحكم الانتماء للدين والعروبة، وإما أن تقف إلى جانب إسرائيل، العدو التاريخي والأزلي للأمة العربية، وهذا هو الأخيار الأصعب، إذا ما تم النظر إلى مواقف الشعوب العربية واحتقانات الغضب التي أوجدتها مواقف حكامهم وحكوماتهم المتخاذلة مع قضية العرب الأولى والمركزية، إذ أن هذه الاحتقانات ستتحول وعن قريب إلى انفجارات سيدفع أولئك الحكام ثمنها باهظاً.
وكانت السعودية من الدول التي شعرت أنظمتها بالخوف من شعوبها بعد مشاركة صنعاء رسمياً وشعبياً في معركة غزة ضد الاحتلال الإسرائيلي، فأطلقت كُتابها وجيوشها الإلكترونية لشيطنة صنعاء وقياداتها، لتصوير موقف صنعاء المتقدم لنُصرة الفلسطينيين على أنه تأجيج للحرب وتوسيعها على مستوى الإقليم.
المملكة التي انكشفت بشكل مخزٍ أعلنت اعتراضها صاروخاً أطلقته قوات صنعاء من منطقة حدودية باتجاه إسرائيل، ولم تتحرّج من كونها تجاهر بأكبر سوء على مدى التاريخ، إذ تجاوز موقفها خذلان الفلسطينيين وتأييد إسرائيل إلى مستوى أن تضع نفسها حارساً لأمن وسلامة الكيان المحتل، بالتصدي لصواريخ ومسيّرات صنعاء، موفِّرة على جيش الاحتلال أعباء الدفاع وتكاليف المضادات الجوية، لكن فئة كبيرة وواسعة من الشعب السعودي ترفض وقوف النظام الملكي إلى جانب الإسرائيليين، ولم تؤثر فيهم إلهاءات هيئة الترفيه التي تصرف اهتمامات الناس هناك عن قضية إخوانهم في فلسطين برفع وتيرة الحفلات والمهرجانات الفنية، وكأن ما يحدث في غزة إحدى الحفلات التي تقيمها، ومن أجل قمع هؤلاء شدد النظام السعودي إجراءاته القمعية لردع أي مظهر من مظاهر التأييد لفلسطين، بل وأطلق خطباء المساجد فيما يشبه حملة فتاوى حيث يعظون الناس بألّا يخرج موقفهم من حرب إسرائيل على غزة عن موقف حكومتهم، بل اعتبروا ذلك خروجاً عن طاعة ولي الأمر ومعصية لله وخيانة للوطن.
وفي إطار التأييد والدعم السعودي لإسرائيل نشر الصحافي اليمني زكريا الشرعبي، في تدوينة على موقع إكس، معلومات مرفقة بصور بيانات تطبيقات الملاحة الجوية، تفيد بأن السعودية تقدم دعماً عسكرياً للجيش الإسرائيلي في حربه على الفلسطينيين بقطاع غزة، وقال إن طائرات حربية تنطلق من قاعدة الأمير سلطان في الرياض لدعم كيان العدو الإسرائيلي، موضحاً أن القيادة المركزية الأمريكية الوسطى أعلنت أن طائرة KC-135 Stratotanker نفذت عملية تزويد بالوقود جواً في سماء المنطقة لقاذفة القنابل الاستراتيجية b1- لانسر التي أرسلتها واشنطن لدعم الجيش الإسرائيلي.
وأكد الشرعبي أن طائرة KC-135 رُصدت أثناء تحليقها في سماء الرياض للتزود بالوقود ثم اتجهت شمالاً، كما رُصدت طائرتان أيضاً من النوع نفسه تقلعان من قاعدة الأمير سلطان في الرياض وتتجهان غرباً لتزويد الدوريات الجوية القتالية الإسرائيلية والأمريكية في سماء البحر الأحمر بالوقود، وفق بيانات تطبيقات الملاحة الجوية.
المملكة الأردنية الهاشمية، هي الأخرى حريصة على أن تبقى في دائرة الرضى الإسرائيلي، ولم تدخّر جهداً في حماية الكيان المحتل ولو على حساب دماء تلك الآلاف من أبناء غزة الذين يصب فوقهم جيش الاحتلال أسوأ وأبشع أشكال الإبادة الجماعية، وعبّرت الأردن عن ولائها وتفانيها في حماية الكيان المحتل من خلال عدد من الإجراءات، بدءاً من قمعها التظاهرات الشعبية المؤيدة لفلسطين، وصولاً إلى اعترافها- غير عابئة بشيء سوى نيل الرضى الإسرائيلي- بأنها اعترضت صاروخاً باليستياً أطلقته قوات صنعاء باتجاه فلسطين المحتلة.
وسائل إعلام أردنية غير رسمية تداولت صوراً للصاروخ اليمني من نوع “قدس”، عقب اعتراضه من منظومة دفاع جوي أمريكية نوع “باتريوت”.
الاعتراف الأردني والصور التي تم نشرها وتداولها للصاروخ اليمني الذي اعترضته دفاعاتها الجوية، جاء عقب ساعات على إشارة وسائل إعلام إسرائيلية إلى فتح قوات الاحتلال تحقيقاً عن احتمالات تورط عَمّان في قصف صاروخي من اليمن استهدف قاعدة أمريكية سرية في مطار رامون بصحراء النقب لا تعرفها سوى الأردن.
ورغم أن الأردن حرصت على إظهار انحيازها لإسرائيل وأعلنت تصديها بالنيابة عنها لخطر داهم كان قادماً من اليمن، كما تقدمت بطلب للولايات المتحدة الأمريكية لتزويدها بمنظومة دفاع جوي من نوع باتريوت للدفاع عن إسرائيل، إلا أن تل أبيب لم تعترف لها بهذا المعروف، بل وجهت لها اتهامات بأنها لا تتعامل بجدية وفاعلية في مواجهة الصواريخ الباليستية العابرة للحدود- حسب وسائل إعلام إسرائيلية- وكما لو أن الجيش الأردني عبارة عن كتيبة تابعة للجيش الإسرائيلي.
وعلى صعيد حرص دول عربية على كسب رضى إسرائيل وتجنّب غضبها أو اتهامها بالتقصير في الدفاع عنها والوقوف إلى جانبها، نقلت قناة (كان) الإسرائيلية، خلال الأسابيع الماضية، عن المتخصص في شؤون العالم العربي روعي كايس، أن هناك دولاً عربية تخشى الدخول إلى دائرة النار، منذ بدأت صنعاء إطلاق صواريخها ومسيَّراتها باتجاه إسرائيل.
وأوضح المحلل الإسرائيلي أن “الإمارات هي أكثر الدول قلقاً”، مشيراً إلى أن عضواً في البرلمان الإماراتي- لم يفصح عن اسمه- قال إنّ الرد الإسرائيلي على صنعاء قد يؤدي إلى اتساع الحرب.