جاء ذلك في بيان نشره مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، وقال الأزهر في البيان إن “المستوطنين بالأرض المحتلة من الصهاينة، لا ينطبق عليهم وصف المدنيين، بل هم محتلون للأرض، مغتصبون للحق، مُتنَكِّبُون لطريق الأنبياء، معتدون على مقدسـات مدينة القدس التّاريخية، بما فيها من تراث إسلاميّ ومسيحيّ”.
أشار الأزهر إلى أن عمليات المقاومة الحالية ضد إسرائيل، “هي جزء صغير من رد الفلسطينيين للعدوان التاريخي البشع على المقدسات والأرض والشعب الفلسطيني، بلغة القوة التي لا يفهم الصهاينة غيرها”.
كما أشاد الأزهر “بصمود الشعب الفلسطيني وتشبثه بأرضه، رغم مخاطر القصف الصهيوني الغاشم”، وقال إن “شعب فلسطين يضرب أروع الأمثلة في البطولة، ويضع العالم الصامت المُتخاذل، أو الداعي والداعم لهذه الجرائم في مأزق إنساني وأخلاقي كبير، ويزيح عن وجهه الكريه وشاحَ الإنسانية المزعوم المكذوب”.
أكد الأزهر في بيانه أيضاً أن “الشعب الفلسطيني يعاني منذ ما يقرب من قرن من الزَّمان إرهـاباً مُمنهجاً واضطهــاداً وتهجيـراً وقهــراً وإبادةً وحشيَّة على يدِ مُحتــل غاصب، يضرب بالقوانين الدولية والحقوق الإنسانية عرض الحائط، ويحظى بدعم عالميّ استقوائيّ فاشــيّ ازدواجيّ المعايير”.
أضاف الأزهر أن “ما ينفذه الكيــان الصهيـ.ـوني الآن من مجــازر وحشيّــة في حقّ الشعـب الفلسطينـي جريمة حـرب مكتملة الأركان، سيحاسَب عليها عاجلاً أو آجلاً، وسيكتب التاريخ أسماء من ارتكبوا هذه الجرائم وحرّضوا عليها ودعموها بمزيد من الخِزي والعار”.
أدان الأزهر أيضاً استهداف الاحتلال الإسرائيلي للمشافي وفرق الإنقاذ والنازحين، ومنع وصول المرافق والمساعدات الإغاثية إليها تحت سمع وبصر العالم، وقال إن “جرائم إنسانية تفضح بشاعة هذا الإرهاب الصهيوني الخسيس، وبشاعة وأطماع من يدعمه ويؤيده من دول العالم”.
انتقد الأزهر كذلك ترويج وسائل الإعلام الأمريكية والغربية لأكاذيب الاحتلال الإسرائيلي، وقال إن ذلك “يُعدَّ شرعنة لمذابحـه الدموية ضد أطفال الشعـ.ـب الفلسطينــي، وتحريضاً على جرائم الكراهيـة ضد الفلسطينييــن والمسلمين في العالم”.
أضاف الأزهر في هذا الصدد: “يتناسى العالم عمداً أن الكيـان الصهيونـ.ـي المُحتَل جمرة خبيثة في قلب الأمة الإسلامية والعربية، والقوى المحتلــة -بحسب المواثيق والقوانين الدولية- لا حق لها في أرض ولا مقدرات ولا مقدسات، وردُّ عدوانها مقاومةٌ مفروضةٌ ضد الظلم والقهر والطُّغيان”.
ودعا الأزهر الداخل الفلسطيني إلى أن “يحتشد صفّاً واحداً في وجه هذا الاحتلال البغيض، وأن يستمسك بقضيته العادلة دون أن تُرهبَه آليات الاحتلال أو سياساته الهشَّة الدَّنيَّة، والتي سيؤول مصيرها حتماً إلى زوال”.
أكد الأزهر أيضاً أن “الأنظمة الأمريكيــة والغربية لن تستطيع خداع الشعوب الإسلامية والعربية بعد أن سقط قناع إنسانيتها الكاذب وتسامحها المزعوم، وبعد أن فُضِحت حقيقة كراهيتها لهم، ورغبتها في إفشالهم وتفريقهم من خلال مواقفها الأخيرة ضد القضية الفلسطينـة العادلة”.