وفي أحدث حالة، منعت طالبان، دخول المرأة متنزه “بند أمير” الوطني بولاية باميان بوسط البلاد.
وقال محمد خالد حنفي وزير “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” بالإنابة في كلمة ألقاها في باميان أنه بات من غير المسموح للنساء الذهاب إلى متنزه “بند أمير” إلى أن يتم صياغة “تعليمات خاصة” في هذا المجال.
ودعا مقاتلي ومنتسبي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التابعين لطالبان في باميان، لوضع هذا الأمر موضع التنفيذ وقال أن “السياحة ليست فرضا على المرأة.”
وتتكون مجموعة “بند أمير” من سبع بحيرات طبيعية تقع على بعد 70 كيلومترا من وسط مدينة باميان، وتمثل أحد أكبر نقاط الجذب السياحي في أفغانستان.
وبعد هيمنة طالبان مجددا على أفغانستان، كان معظم زوار وراد متنزه “بند أمير” الوطني، من الرجال، لكن حضور المرأة فيه لم يكن ممنوعا رسميا.
وقبل سقوط النظام الجمهوري في أفغانستان، كان ألوف الرجال والنساء يزورون باميان سنويا فضلا عن إقامة المهرجانات الثقافية المختلفة في هذه الولاية بمشاركة شبابية واسعة من البنين والبنات.
تحديد مواقيت الزيارة
وقد طبّقت طالبان سياساتها في فرض القيود على تواجد المرأة في المتنزهات العامة في أفغانستان بصورة تدريجية وعلى مدى عامين.
والبداية كانت في كابل حيث أصدرت وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تعليمات في شباط/فبراير 2022 حددت بموجبها مواعيد ومواقيت لحضور النساء والرجال في المتنزهات والأماكن الترفيهية العامة في هذه المدينة.
ووفقا لهذه التعليميات، خُصصت أيام الأحد والاثنين والثلاثاء للنساء وأيام الأربعاء والخميس والجمعة والسبت، للرجال للذهاب إلى المتنزهات العامة بمدينة كابل.
وقالت الوزارة أنه يتعين على النساء اللواتي يرتدن المواقع السياحية الأخرى بما فيها “دره بغمان و “شكر دره” و “دره استالف” مع عوائلهن “تحاشي الاختلاط بالغرباء.”
حظر مطلق
وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2022 أصدرت مجموعة طالبان، تعليمات جديدة حظرت بموجبها وبشكل مطلق ارتياد النساء للمتنزهات العامة ومراكز الترفيه بالعاصمة كابل وسائر المدن الأفغانية.
وكان مالكو هذه المواقع والمجمعات الترفيهية في كابل قد تبلغوا شفهيا، بهذه التعليمات، فيما تم في الولايات الأخرى الإعلان عنها من خلال بيانات وإبلاغات رسمية.
وقال عاكف مهاجر المتحدث باسم وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن خطة تحديد مواعيد لزيارة النساء والرجال للمتنزهات والمواقع الترفيهية لم تأت بالنتيجة المرجوة ولذلك اضطروا لفرض “حظر مطلق” على زيارة النساء لهذه المواقع.
وبعد إصدار هذه التعليمات، نُشرت بيانات في مختلف الولايات الأفغانية، تم بموجبها حظر تواجد النساء في المتنزهات العامة والحمامات العامة والملاعب الرياضية.
وبعد نوفمبر 2022، بات متنزه “بند أمير” الوطني، الموقع الترفيهي والسياحي الوحيد الذي لم يُمنع تواجد النساء فيه.
والان حيث تم منع النساء من زيارة هذا الموقع السياحي، يكون قد تم منع تواجد النساء في جميع المواقع والأماكن الترفيهية والسياحية في أرجاء أفغانستان، وانتزع هذا الحق من المرأة بشكل كامل.
طالبان، تكره كل شيء له علاقة بالمرأة
ويقول نشطاء حقوق المرأة في أفغانستان أن مجموعة طالبان ليست تعارض “ترفيه المرأة وبهجتها وفرحتها” فحسب بل تكره “كل ما هو على صلة بالمرأة.”
وقالت مونسة مبارز، وهي من النساء المعترضات الأفغانيات لمراسل شفقنا أن طالبان “قد سلبت النساء، أبسط حقوقهن في الحياة” وبدأت “عداء لا ينتهي” ضد المرأة الأفغانية.
وتقول أن منع حضور النساء في متنزه “بند أمير” الوطني وسائر المواقع السياحية والترفيهية يُظهر “المدى الذي بلغته طالبان في كُرهها للمرأة.”
وتذهب وحيدة أميري، الناشطة في مجال حقوق المرأة في أفغانستان إلى أن “طالبان لا تطيق أصلا رؤية مشاعر البهجة والفرح وهي بادية على النساء.”
وأضافت في حديثها مع مراسل شفقنا أن “سلب المرأة حقها في الترفيه، هو ضرب من سياسة الاضطهاد التي تمارسها طالبان ضد المرأة؛ لان النساء أصبحن اليوم، وحدهن ممن يبدين معارضتهن لهذه المجموعة التي تريد قمع واضطهاد المرأة في كل مكان مهما كلف الأمر.”
واُتهمت طالبان منذ أن سيطرت مجددا على أفغانستان، على نطاق واسع بممارسة سياسات معادية للمرأة وحتى أن خبراء الأمم المتحدة قالوا أنه يجب الان تسليط الضوء على موضوع “التمييز الجنسي” الذي يُمارس في أفغانستان.