تعمد هدم تراث مصر الاسلام وطمس معالم تاريخها الطويل ماذا يعني هدم قبر العز ابن عبد السلام الذي جييش الجيوش ضد التتار

ترجع أهمية الشيخ العز بن عبد السلام إلى أنه من جييش جيوش مصر وسوريا لمواجهة التتار فهل هذا يستحق طمس قبره وخدمه الا إذا كان هناك مخطط خبيث لطمس معالم دور مصر الاسلامي الريادي فهل هو التمهيد لتبديل دينها مثلا

هذه الصورة قديمة ولا علاقة لها بأعمال الهدم الجارية حالياً في القاهرة

بالتزامن مع الجدل الواسع على مواقع التواصل الاجتماعي ولا سيما في مصر حول هدم مقابر يعتقد أنها أثرية في القاهرة في الأيام الماضية، انتشرت صور على أنها تظهر هدم مقام الفقيه المسلم البارز العزّ بن عبد السلام في هذا السياق، لكنّ الصورة في الحقيقة ملتقطة عام 2018 والمقام مذذاك شبه مهدّم.

يتضمّن المنشور صورة تظهر لوحاً رخامياً معلّقاً على حائطٍ كتب عليه “هذا مقام عزّ الرجال شيخ الإسلام قاضي القضاة العزّ بن عبد السلام”، إلى جانب صورة تظهر مبنى واجهته مهدّمة وأخرى تبدو فيها عظام وجماجم.

صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 23 تموّز/يوليو 2020 عن موقع فيسبوك

وقد جاء في النصّ المرافق “في الطريق إلى هدم المقابر التاريخية كانت مقبرة هذا الرجل العظيم الفقيه العالم الذي جاهد مع المماليك لدحر التتار المهاجمين على الوطن…لكن الجرافة لا تعرف التاريخ ولا تقرأ اللوحات الأثرية ولا علاقة لها بالأوطان”.

وجاء في منشورات أخرى حظين بمئات المشاركات في موقع فيسبوك “هدم مقبرة العز بن عبدالسلام بمنطقة البساتين بالقاهرة.

ويعرف الفقيه العزّ بن عبد السلام في التراث الإسلامي بآرائه القاسية تجاه الحكّام، ويُعزى له دور كبير في ترتيب الأوضاع الداخلية في مصر للتصدّي لهجوم المغول، في زمن السلطان المملوكي سيف الدين قطز في القرن الثالث عشر.

عمليات هدم في القاهرة

بدأ تداول هذا المنشور، بحسب ما وقع عليه فريق تقصي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس في 22 تموز/يوليو 2020 مع انتشار صور ومقاطع فيديو قيل إنها لعمليات هدم بالجرافات لمقابر أثرية في منطقة صحراء المماليك شرقي القاهرة، وما أثارته من جدل على مواقع التواصل الاجتماعي بين مستائين من هدم ما اعتبروه “أقدم الجبانات الإسلامية في مصر والعالم” وبين مؤيدين لهدم ما قالوا إنها مقابر حديثة يعدّ هدمها ضرورياً من أجل إنشاء محور مروري.

صورة قديمة

لكن هذه الصورة لا علاقة لها بالأعمال الجارية في القاهرة في الأيام الماضية.

فقد تبيّن من خلال البحث أنّ الصورة منشورة عام 2018 بعنوان “كنوز القاهرة المخفية: رحلة مصوّرة لمسجد عز الرجال في البساتين”، ويبدو من الصور الأخرى أنّ المقام شبه مهدّم منذ سنوات طويلة.

صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 23 تموّز/يوليو 2020 عن موقع Cairo360

والصورة الثانية التي تظهر فيها جماحم أيضاً قديمة وتعود للعام 2019 وقد نشر فريق تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس تقريراً حولها.

أمّا الصورة الثالثة فهي منتشرة حديثاً في مواقع التواصل الاجتماعي مع المنشورات المنددة بعمليات الهدم، ولم يتسنّ لفريق تقصي صحّة الأخبار التحقق من أنّها مرتبطة بأعمال الهدم الأخيرة في القاهرة لكنّها لا تعود قطعاً لمقام الشيخ العزّ بن عبد السلام الذي يمكن مشاهدة معالمه كاملة في الفيديو.

عن مركز القلم للأبحاث والدراسات

يهتم مركز القلم بمتابعة مستقبل العالم و الأحداث الخطرة و عرض (تفسير البينة) كأول تفسير للقرآن الكريم في العالم على الكلمة وترابطها بالتي قبلها وبعدها للمجامع والمراكز العلمية و الجامعات والعلماء في العالم.

شاهد أيضاً

عاصفة “بوريس” تجتاح وسط أوروبا وتخلف ضحايا ومفقودين (فيديو)

RT : تسببت عاصفة “بوريس” التي تضرب دول شرق ووسط أوروبا بمصرع 8 أشخاص على …

اترك تعليقاً