"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

ايران وأفغانستان؛ جدل بشأن التدفقات المائية لنهر هيرمند

وقال حسن كاظمي قمي المبعوث الخاص الايراني لأفغانستان ومشرف السفارة الايرانية في كابل في تغريدة نشرها على موقع التواصل الاجتماعي “إكس” (تويتر سابقا) أن الخبراء الايرانيين أكدوا أن منسوب المياه في محطة دهراوود لقياس المياه لهذا الشهر، كان أدنى من كمية السنة المائية العادية.

وأضاف أنه وفقا لما أعلنه الخبراء الايرانيون الموفدون الذين شاهدوا وقاموا بقياس التدفقات المائية في محطة دهراوود بأفغانستان “فان منسوب تدفق المياه في شهر آب/أغسطس الجاري كان أقل من المنسوب الشهري لسنة مائية طبيعية.”

ومن جانبه قال وزير الطاقة الايراني علي أكبر محرابي: “إن زملاءنا تفقدوا أخيرا محطة دهراوود لقياس ماء نهر هيرمند. وهذه الزيارة تُظهر أن الجفاف في أفغانستان، جدي، غير أن لايران حصة في حوض نهر هيرمند حسب كمية الأمطار التي تتساقط في أفغانستان، وهذه الحصة، هي حقنا القانوني الذي نطالب به.”

 

طالبان ومعاهدة 1972 لتحديد الحصة المائية لنهر هيرمند

واعتبر الممثل الايراني الخاص لأفغانستان أن زيارة الخبراء الايرانيين لمحطة قياس منسوب المياه في هيراوود هي بمنزلة “التزام الطرف الأفغاني بجزء من مفاد معاهدة 1972” المبرمة بين البلدين بهذا الخصوص.

وأوضح أن هذه الزيارة تعد “مؤشرا إيجابيا على بدء التعامل البناء لبناء الثقة وحسن الجوار.” مضيفا أن “المتوقع في ظل التفقد المنتظم لهذه المحطة وتحديد نسبة شحة المياه وغزارة المياه لكل سنة، أن يتم قياس حصة ايران المائية من نهر هيرمند بشكل صحيح وعادل وأن تُسلم هذه الحصة للجانب الايراني وفقا للبند +ب+ من المعاهدة”.

 

وللمرة الأولى يعلن فيها المبعوث الايراني الخاص لأفغانستان ومشرف السفارة الايرانية في كابل حسن كاظمي قمي أن الخبراء الايرانيين زاروا محطة قياس الماء بولاية ارزكان الأفغانية.

وفي أعقاب ذلك، أكدت وزارة خارجية طالبان في بيان أن الخبراء الايرانيين زاروا محطة قياس الماء في هيراوود يوم 9 آب/أغسطس.

وجاء في البيان “إن الخبراء الايرانيين قيّموا السنة المائية الجارية على خلفية الجفاف الهائل الناتج عن التغيرات المناخية، بانها أدنى وأقل من السنة المائية العادية مقارنة بالسنوات الماضية.”

وأوضحت أنه في اليوم الذي قام فيه الوفد الايراني بقياس منسوب المياه في محطة دهراوود “كان تدفق المياه أقل من سبعة أمتار مكعبة في الثانية، وهذا الواقع، مثير للصدمة.”

وتابعت وزارة خارجية طالبان في بيانها “أن الوفد الايراني وجد أن نهر هيرمند يحتوي على الحد الأدنى من التدفقات المائية، وأن الأنهر المتشعبة منه بما فيها ارغنداب وموسى قلعة وأرغستان وترنك، قد جفّت بالكامل.”

غير أن وزارة خارجية طالبان أكدت في بيانها أنه في حالة هطول الأمطار وتحسن الظروف المائية فانها ستوفر الحصة المائية لسكان مصب نهر هيرمند بمحافظة نيمروز الأفغانية وسيستان الايرانية.

 

لِمَ تعتبر زيارة محطة دهراوود لقياس الماء، هامة؟

وتقع محطة قياس منسوب المياه في مدينة دهراوود بولاية ارزكان، حيث منبع “سد كجكي” بولاية هيرمند، وتحدد نسبة المياه المتدفقة في نهر هيرمند.

ويتم من خلال قياس منسوب المياه في هذه المحطة، تحديد ما إذا كانت السنة، سنة مائية غزيرة أم شحيحة.

وكانت السلطات الايرانية قد طالبت بالتحقق والتأكد من المزاعم التي أطلقتها طالبان بوجود جفاف وانعدام المياه الكافية في سد كجكي.

وأعلنت طالبان في البداية أنها لن تسمح للخبراء الايرانيين بتفقد سد كجكي وسائر السدود الأفغانية، لكنها وافقت على ذلك في النهاية.

وبعد زيارة الخبراء الايرانيين لمحطة هراوود لقياس الماء، يُتوقع أن تتراجع التوترات بين ايران وطالبان إلى حد ما بشأن الحصة المائية لايران من نهر هيرمند الحدودي.

وبناء على معاهدة عام 1972 المبرمة بين ايران وأفغانستان، فان الحصة المائية لايران من نهر هيرمند تبلغ 820 مليون متر مكعب في السنة المائية العادية. لكن هذه النسبة تقل في السنوات التي تشهد شحة في مياه النهر.

*شفقنا أفغانستان