شفقنا :
دعا المنتدى الاسيوي لحقوق الانسان والتنمية أخيرا إلى تدخل دولي عاجل ومنسق لحماية الطائفة الشيعية والهزارة في أفغانستان.
وقال المنتدى أن الشيعة في أفغانستان والذين ينتمي معظمهم للهزارة، يواجهون تمييزا ممنهجا وحملات هادفة ويتعرضون لتهميش وإيذاء وقيود صارمة من قبل طالبان.
وآخر القيود التي فرضتها طالبان على الشيعة، تمثلت في تقييد إقامة مراسم العزاء بمناسبة عاشوراء وشهر محرم. فقد مُنع الشيعة في محرم هذا العام من نصب الرايات واللافتات السوداء في المدن وإقامة مراسم العزاء والشعائر الحسينية في الأماكن العامة.
وإلى جانب هذه القيود، هاجمت طالبان مواكب العزاء في كابل وغزني واعتدت على المعزين بالضرب وحتى أنها أطلقت الرصاص عليهم.
وأفاد بعض وسائل الإعلام أن عناصر طالبان، أطلقت النار في يوم عاشوراء على المعزين بمدينة غزني ما أسفر عن مقتل شخصين على الأقل وإصابة عدد آخرين. وفيما يتصل بهذا الحادث، وصفت طالبان المعزين بـ “مثيري الشغب”.
إرغام الشيعة الإسماعيلية على اعتناق المذهب السني
وقال المنتدى الاسيوي لحقوق الانسان والتنمية أن طالبان أرغمت أخيرا أفراد مجتمع الشيعة الإسماعيلية على تغيير مذهبهم إن أرادوا تسلم المساعدات الإنسانية.
كما أفادت وسائل الاعلام أن طالبان قامت في بدخشان بتحويل خمس تكايا جماعية لأنصار الشيعة الإسماعيلية إلى مساجد.
وذكرت تقارير أن طالبان حاولت خلال العامين الماضيين وبصورة محددة الأهداف لإرغام أتباع مذهب الشيعة الإسماعيلية الذين يقطن معظمهم في المناطق الحدودية المتاخمة لطاجيكستان على اعتناق المذهب السني.
وقال المجمع الاسيوي لحقوق الانسان والتنمية أن الانتهاك الواسع والممنهج لحقوق الانسان للطائفة الشيعية في أفغانستان، مُقلق للغاية. مشددا على ضرورة التضامن الدولي مع الهزارة الشيعة وباقي الأقليات العرقية والمذهبية في أفغانستان.
حذف الوقائع والقوانين المتعلقة بالشيعة
ويقول المنتدى أن طالبان حذفت القوانين والمناسبات الوطنية الخاصة بالهزارة الشيعة وعرّضت هذه الطائفة لمزيد من الأذى والمضايقات.
ويُعد إلغاء عطلة يوم عاشوراء في التقويم الأفغاني وحذف الطابع الرسمي للفقه الجعفري وحظر تدريسه في الجامعات وإلغاء قانون الأحوال المدنية للشيعة، من الإجراءات التي اتخذتها طالبان ضد الشيعة.
الترحيل القسري
وتوجهت أصابع الاتهام نحو طالبان بعد إعادة سيطرتها على أفغانستان، بممارسة الترحيل القسري لأفراد عرقية الهزارة والشيعة.
ويقول المنتدى الاسيوي لحقوق الانسان والتنمية مستندا إلى تقرير لمتحف الهولوكوست بالولايات المتحدة، أنه تم حتى تموز/يوليو 2022 ترحيل أكثر من 25 ألف شخص معظمهم من الهزارة من أرض الآباء والأجداد.
وحسب وثائق المنتدى الاسيوي لحقوق الانسان، فان طالبان أجبرت المواطنين في خمس ولايات هي: قندهار وهلمند وارزكان ودايكندي وبلخ على مغادرة منازلهم وأراضيهم.
حرب إبادة بطيئة
ويقول المنتدى أن الهزارة الشيعة في أفغانستان، بوصفهم أقلية مذهبية تعرضوا تاريخيا للأذى على يد الحكومات الأفغانية والمجموعات الإرهابية بما فيها طالبان وداعش وباقي اللاعبين غير الحكوميين، وهم معرضون اليوم لخطر حرب الأجيال “البطيئة”.
وأضاف المنتدى أن ما لا يقل عن 700 مدني من الهزارة قتلوا أو أصيبوا خلال 13 هجوما هادفا نفذته عناصر مرتبطة بداعش منذ أن سيطرت طالبان مجددا على البلاد في آب/أغسطس 2021.
وتابع المنتدى أن عدة مجموعات دولية تُعنى بحقوق الانسان والمؤسسات الرقابية أبدت قلقها الجاد من تزايد الهجمات ضد الهزارة الشيعة ودقت بالتالي ناقوس الخطر من حدوث إبادة جماعية محتملة.
حذف الشيعة من الهيكلية الحكومية
وفي الوقت الحاضر، فان جميع كبار مسؤولي سلطة طالبان هم من أهل السنة تقريبا ومعظمهم ينتمون لعرقية واحدة. بيد أن هناك ثلاثة من الشيعة والهزارة فقط يشغلون منصب مساعد وزير في وزارات الاقتصاد والتخطيط الحضري والصحة وهم من الهزارة الشيعة.
وفي الماضي، كان النائب الثاني لرئيس الجمهورية ورؤساء بعض الدوائر المستقلة يُنتخبون من الهزارة والشيعة، لكن الدوائر المحلية لطالبان تفتقد في الوقت الحاضر لمسؤولين من الهزارة لشغل منصب الوالي وحكام المدن.
إزاحة الشيعة من الجهاز القضائي
وبعد أن أعادت سيطرتها على أفغانستان، أقصت طالبان القضاة الشيعة من الجهاز القضائي. وقبل فترة نشرت مؤسسة رقابية في مجال حقوق الانسان تدعى “التسامح” تقريرا يفيد أن طالبان أقصت جميع القضاة الشيعة، ولا يوجد أي شيعي يعمل حاليا كقاض في الجهاز القضائي لطالبان.
وقالت “التسامح” في تقريرها أنها وجدت أن محاكم طالبان تتصرف بشكل تمييزي في الدعاوى التي أحد طرفيها من الشيعة. وأوضحت ان الشيعة قلما يثقون بمحاكم طالبان ويلجأون في القضايا الحقوقية والأحوال المدنية إلى آليات غير قضائية بما فيها مجالس الحل والعقد وأئمة المساجد.
خلو القطاع العسكري لطالبان من الشيعة
أما المؤسسات العسكرية لطالبان فانها تخلو من الهزارة والشيعة. وكان مولوي مهدي، القيادي الشيعي الوحيد من عرقية الهزارة، الذي عُيّن رئيسا لاستخبارات باميان في مستهل سيطرة طالبان على البلاد، لكنه أقصي من منصبه بعد فترة وعاد إلى مسقط رأسه بلخاب سربل.
وكان مولوي مهدي قد طالب بتوفير حقوق الهزارة والشيعة في حكم طالبان التي اتهمته بالخروج على السلطة. وفي النهاية اعتقل مهدي في أواسط آب/أغسطس 2022 في هرات وقُتل على يد طالبان.
*شفقنا أفغانستان