وعبّر الرئيس إيمانويل ماكرون عن “تأثّره” بمقتل الشاب، حسبما نقل عنه الناطق باسم الحكومة أوليفييه فيران، الذي دعا إلى “الهدوء”.
وأثارت القضية انتقادات من شرائح اجتماعية مختلفة. ووقف النواب والوزراء دقيقة صمت في الجمعية الوطنية تحية للضحية، الذي عرّف فقط باسمه والحرف الأول من عائلته.
وعادة ما تسعى الحكومة لتجنّب اندلاع الشغب في ضواحي باريس، بعدما تسبّبت، في الأعوام الماضية، بوفاة مراهقين غالبًا ما كانوا يتحدّرون من أُسر مهاجرة من دول المغرب العربي أو إفريقيا.
ووقعت حادثة مقتل نائل، صباح الثلاثاء، خلفَ حيّ لا ديفانس، قرب باريس، حين لم يمتثل لنقطة تفتيش، وحاول تجاوزها.
وأكدت مصادر في الشرطة، في بادئ الأمر، أن الشاب قاد سيارته باتجاه شرطيين على دراجتين ناريتين لمحاولة دهسهما.
لكن مقطع فيديو انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، وتحققت وكالة فرانس برس من صحته، أظهرَ رجلَي شرطة وهما يحاولان إيقاف السيارة، قبل أن يطلق أحدهما النار عبر نافذتها على السائق عندما حاول الانطلاق بها.
وسُمِعَ صوت شخص يقول: “ستتلقى رصاصة في الرأس”، من دون أن تتضح هويته.
واصطدمت السيارة لاحقاً بجدار جانبي، بعدما تحركت مسافة قصيرة إلى الأمام.
وحاولت خدمات الإسعاف في المكان إنعاش السائق، الذي أصيب في القفص الصدري، لكنه توفي بعد ذلك بوقت قصير.
ولفت مكتب الادعاء في نانتير إلى أن الضابط (38 عامًا) المتهم بإطلاق النار على السائق أوقف بتهمة القتل.
وأشار مكتب المدعي العام في نانتير إلى استجواب الموقوف في إطار تحقيق بالقتل العمد، مؤكداً تمديد توقيفه الاحتياطي على ذمة التحقيق.
وشدد وزير الداخلية جيرار دارمانان على أن السلطات “ستتخذ القرارات الإدارية بتعليق المهام، في حال تم تثبيت التهم الموجهة إليه”.
“ثورة من أجل ابني”
واعتبرت رئيسة الوزراء إليزابيت بورن أن “الصور الصادمة” لإطلاق النار على الشاب “تظهر تدخلاً من الواضح أنه غير متوافق مع قواعد التدخل لقوات إنفاذ القانون”، مشددة على “الضرورة المطلقة للتوصل إلى الحقيقة لتغليب التهدئة على الغضب”.
من جهته، اعتبر ماكرون أن مقتل الشاب “لا يمكن تفسيره.. وغير مبرر”.
إلا أن تصريحات الرئيس لقيت انتقادات.
ورأت إحدى أبرز نقابات عناصر الشرطة أن هذه المواقف “لا يمكن تصوّرها”.
واعتبرت زعيمة نواب التجمع الوطني اليميني المتطرف مارين لوبن أن التصريحات الصادرة عن الرئيس الفرنسي “مبالغ بها” و”غير مسؤولة”.
من جهته، كتب قائد المنتخب الفرنسي لكرة القدم ولاعب فريق باريس سان جرمان كيليان مبابي على تويتر: “تؤلمني فرنسا. وضع غير مقبول. كلّ أفكاري تذهب لأقارب وأسرة نائل، هذا الملاك الصغير الذي رحل باكرًا جدًا”.
ودعت والدة المراهق إلى مسيرة تكريمًا لابنها، بعد ظهر الخميس، في نانتير، قائلة، في مقطع فيديو نشر على تيك توك: “إنها ثورة من أجل ابني”.
وأثارت ملابسات وفاة الشاب الغضب في نانتير (غرب باريس)، حيث كان يقيم، وحيث اندلعت صدامات بين السكان وقوات الأمن، مساء الثلاثاء.
وأشعل متظاهرون النار في الشوارع وأحرقوا سيارات وحطموا مواقف حافلات. وردت قوات الأمن بإطلاق الغاز المسيل للدموع.
وقرب المركز الصحي التابع للبلدية، قالت جولييت (55 عاماً)، التي طلبت عدم استخدام كامل اسمها، إنها لم تتمكن من النوم جراء أعمال الشغب قرب منزلها.
وأكدت أنها تشعر بمزيج من “الحزن، والغضب، وعدم الفهم”.
من جهتها، تحدثت فتيحة عبدوني عن “فقدان الثقة بين الشبان والشرطة”.
وأوضحت البلدية أن “العديد من المباني العامة والخاصة، بينها مدارس، تعرضت لأضرار كبيرة وغير مقبولة”، داعية الى إنهاء “هذه الدوامة المدمّرة”.
وأعلنت وزارة الداخلية توقيف 31 شخصاً، وإصابة 24 عنصراً من قوات الأمن بجروح طفيفة، واحتراق نحو 40 سيارة.
وامتدت أعمال الشغب ليلًا إلى مناطق أخرى في ضواحي باريس. وأُضرمت نيران في مبنى ملحق بمقر بلدية مانت-لا-جولي في مقاطعة إفلين المجاورة.
وأعلن وزير الداخلية تعبئة ألفي عنصر من الشرطة وقوات إنفاذ القانون لحفظ الأمن في باريس وضواحيها القريبة، بزيادة 800 عن الليلة السابقة.
وأعادت هذه الأحداث التذكير بسلسلة من أعمال العنف في الضواحي الباريسية.
في العام 2005، أثارت وفاة مراهقَين صعقًا بالكهرباء في سين-سان-دوني، شمال باريس، خلال ملاحقة الشرطة لهما، أعمال شغب استمرت ثلاثة أسابيع، ودفعت الحكومة إلى إعلان حالة الطوارئ.
وأثارت وفاة نائل تنديدات من سياسيين يساريين انتقدوا ما وصفوه بأنه “أمرَكَة الشرطة”، في إشارة الى حوادث في الولايات المتحدة انتهت بقتل عناصر الشرطة لأشخاص كانوا يسعون لتوقيفهم.
وقال نائب اليسار الراديكالي مانويل بومبار: “كذب جزء من الشرطة لمحاولة التستر على هذا العمل”.
من جهتهم، تحدث ممثلون عن التجمع الوطني اليميني المتطرف عن “مأساة”، مطالبين باحترام “فترة التحقيق” بالإضافة إلى “قرينة البراءة”.
مصدر : (أ ف ب)
إصابة 31 شرطياً جراء أعمال العنف في ضواحي باريس

شفقنا – أعلنت السلطات الفرنسية عن إصابة 31 شرطياً واعتقال 31 شخصا خلال أعمال العنف في ضواحي باريس.
وقالت إنه “تم تعبئة ألفين من عناصر الشرطة للحفاظ على النظام العام”.
وأفادت قناة “بي.إف.إم.تي.في” التلفزيونية الفرنسية بأن 20 ضابط شرطة أصيبوا بجروح خفيفة في منطقة “أو-دي-سين” غرب باريس، نتيجة أعمال شغب وقعت هناك بعد مقتل مراهق على يد الشرطة.
وأشارت إلى أن ضباط الشرطة الفرنسية خلال قيامهم بأداء واجبات التفتيش على أحد الطرق في مدينة نانتير، إحدى ضواحي غرب باريس، صباح أمس الثلاثاء، أطلقوا النار وقتلوا صبيا يبلغ من العمر 17 عاما، معللين ذلك برفضه الامتثال لمطالبهم. وهذا ما تسبب في اندلاع أعمال الشغب في المدينة.
وذكرت القناة، أن أعمال الشغب أسفرت عن تدمير نحو 25 سيارة، وإضرام النار في عدد من المباني الإدارية، وتحطيم سيارات شرطة وإطفاء، بالإضافة إلى إقامة حواجز من براميل القمامة في الشوارع.
كذلك وأثار الحادث أعمال شغب عفوية في عدد من المدن الفرنسية. وبحسب الشرطة، تم إلقاء القبض على 24 شخصاً.
شفقنا