الكاتب الفرنسي “ميشيل ويلبيك”.. من حاقد على المسلمين الى مدافع عنهم

 شفقنا :

(نجم الدين نجيب)

“رغبة الفرنسيين الأصليين، كما يقولون، ليست في أن يندمج المسلمون، بل أن يتوقفوا عن سرقتهم ومهاجمتهم. وإلا فهناك حل آخر، أن يغادروا”، هذا الكلام الذي ينضح عنصرية وحقدا على المسلمين هو للكاتب والروائي الفرنسي ميشيل ويلبيك، قاله في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، خلال مقابلة مع المفكر الفرنسي الشهير ميشال أونفراي، وأثار غضبا واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي حينها.

بعد مرور 6 اشهر فقط على كلامه هذا، خرج ويلبيك على الفرنسيين، قبل ايام في مقابلة صحفية مع برنامج “المكتبة الكبيرة”، بُثت عبر تلفزيون “فرانس 5″، ليقدم اعتذاره لجميع المسلمين في فرنسا، واعترف ويلبيك خلال المقابلة التي خصصت لتقديم كتابه الجديد “بضعة أشهر من حياتي”، أنه انجذب خلال مقابلته مع ميشال أونفراي إلى نوع من “الغباء الجماعي”.

وأضاف الكاتب الفرنسي أن “هناك خطابا خاطئا يربط بين الإسلام والانحراف رغم أنهما خطان متوازيان لا يلتقيان أبدا والتحدي الآن يمكن في محاربة الثاني، لا التضييق على الأول، لأن ممارسة الشخص عقيدته الدينية بشكل دؤوب لا تؤدي إلى الانحراف وإنما المنحرفون يتذرعون فقط بغطاء الدين”.

التحول الذي مر به الكاتب الفرنسي ويلبيك، لم يأت من فراغ، فالرجل يبدو ان تعرف عن كثب على حياة المسلمين، بعيدا عن الاحكام المسبقة، وما يقوله الاخرون عنهم من المتعصبين والعنصريين ومن الذين في قلوبهم مرض، فأدنى معرفة بتعاليم الاسلام، تقود الباحث الى حقيقة واحدة لا غير، وهي ان مثل هذه التعاليم السامية والانسانية السمحاء، لا يمكن ان تصنع مجرمين ولصوص وقتلة ، كما كان يروج المغرضون، وكان من بينهم ويليبك، عندما اتهم المسلمين بانهم يسرقون الفرنسيين، وطالب بطردهم من فرنسا.

الاسلام دين الفطرة ودين العقل، ومن المستحيل ان يسن قانونا يتناقض مع الفطرة والعقل، ومن الواضح ان الفطرة والعقل، هما افضل دليل لبناء حياة يسودها الوئام والسلام والعدالة بين الناس، فكل انسان اذا ما تجرد عن التعصب الاعمى، كما فعل ويلبيك، وأصغى الى فطرته، “فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله”، وتعامل مع من حوله بعقله دون غرائزه، لما عرف الحقد الى قلبه طريقا.

ان الظواهر المشوهة والشاذة، التي طفت على الاحداث في العقد الماضي، مثل “داعش” والجماعات التكفيرية، هي ظواهر اساءت الى المسلمين اكثر من غيرهم، وان ضحايا هذه الجماعات، هم من المسلمين حصرا، لان المسلمين لم ولن يعترفوا بهذه الجماعات، على انها جماعات اسلامية، وكان الاولى بالنخب الغربية وبينهم ويلبيك وغيره، الا يلصقوا هذه الجماعات بالاسلام، لاسيما بعد ان اتضح للجميع دور اجهزة المخابرات الغربية، وفي مقدمتها الامريكية، في صناعة هذه الجماعات.

حكاية الروائي الفرنسي ويلبيك، تؤكد ان شمس الاسلام، لا يمكن ان تحجب بغربال، وان التكفير والقراءات المشوهة للاسلام، هي منبوذة بين المسلمين، اكثر مما هي منبوذة لدى الغربيين، فالمسلمون اكثر حرصا من الجميع على الحفاظ على الصورة الناصعة لدينهم وقرآنهم ونبيهم وحضارتهم، وانه مهما حاول الحاقدون في الغرب وغير الغرب، الاساءة الى الاسلام وطمس حقيقته، الا ان هذه الحقيقة تظهر بابهى صورها مهما طال الزمن، وما حكاية ويلبيك، الا دليلا على ذلك.

  • ماجاء في المقال لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع

عن مركز القلم للأبحاث والدراسات

يهتم مركز القلم بمستقبل العالم الإسلامي و عرض (تفسير البينة) كأول تفسير للقرآن الكريم على الكلمة وتفاصيل مواردها ومراد الله تعالى منها في كل موضع بكتاب الله في أول عمل فريد لن يتكرر مرة أخرى .

شاهد أيضاً

نيوزيلندا تدرج “حزب الله” اللبناني و”أنصار الله” على قائمة الإرهاب

RT : أعلنت نيوزيلندا تصنيفها “حزب الله” اللبناني وحركة “أنصار الله” الحوثية في اليمن “منظمتين …