العربي الجديد :
عندما يتحدث وزير فرنسي عن “الإرهاب السنّي”
وزير الداخلية الفرنسي جيرار دارمنان يتحدّث أمام برلمان بلاده في باريس (23/5/2023/Getty)
أين هو “الإرهاب السنّي” الذي يتكلم عنه وزير داخلية فرنسا الذي يطمح إلى منصب أرقى من منصبه الحالي؟ أول ما يلاحظ على هذا الكلام للوزير أنه ينسخ تعبير “الإرهاب الإسلامي” الذي ابتدعه المحافظون الجدد في الولايات المتحدة للهيمنة على العالم، واستعملوه في عمليات إرهابية تعدّ اليوم من العمليات الخاصة بالدولة لشن الحرب على أفغانستان، ووخصوصا غزو العراق وتدميره ليلصقه على الأحداث الحالية، باستخدام تعبير “الإرهاب السنّي”. فهل يبشّر وزير الداخلية العالم كما فعل جورج بوش بصفحة حربٍ أخرى أكثر صراحة وتحديدا تستهدف المسلمين وبلدانهم وهي “الحرب على الإسلام السني”؟.
هل يبشّر وزير الداخلية الفرنسي العالم، كما فعل جورج بوش بصفحة حربٍ أخرى أكثر صراحة وتحديدا تستهدف المسلمين وبلدانهم، وهي “الحرب على الإسلام السني”؟
يأتي تصريح جيرار دارمنان في خضم حملة واسعة في الإعلام الغربي، ومنه الفرنسي، ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وبالتحديد من الولايات المتحدة التي أصدرت بشكل غريب هي وثماني دول أوروبية قبل موعد الانتخابات تحذيرات سفر بشأن هجمات إرهابية محتملة في تركيا. وقبل ذلك، دعا رئيسها بايدن خلال فترة ترشّحه للرئاسة إلى إسقاط الرئيس التركي بالانتخابات، وما تلاه من تدخّل مستمرّ، وبين الفينة والأخرى، في الشأن التركي، وفي الانتخابات الحالية بالذات. إذ لم يحصل أن تدخّلت دول في أي انتخابات في العالم، كما تدخّلت الولايات المتحدة وأوروبا في انتخابات الرئاسة التركية بتصريحاتٍ مثل “لا تنتخبوا أردوغان” التي خرجت من أكثر من مصدر مسؤول في الحكومة الأميركية، منهم السفير الأميركي في أنقرة. وفي فرنسا، ركّز الإعلام، بمختلف توجهاته السياسية، منها قناة مجلس الشيوخ، على انتخابات تركيا، داعيا إلى مغادرة الرئيس أردوغان الحكم، وتردّد الكلام نفسه من شخصياتٍ يمينيةٍ معروفة لها جمهور واسع، مثل شارل كاف الذي قال، في مقابلةٍ، إن على أردوغان أن يرحل. من دون الكلام عن أغلفة بعض المجلات، مثل لوبوان وشارلي إيبدو التي تشبّه الرئيس أردوغان بالرئيس الروسي بوتين وبالدكتاتور. لذا يبدو أن كلام وزير الداخلية دارمنان عن “الإرهاب السنّي” هو إعلان قبول ومساندة فرنسي لكل ما تقوم به الولايات المتحدة ضد الرئيس أردوغان، ورسالة إضافية إلى الشعب التركي والناخبين الأتراك بعدم انتخابه، بل دعم التصويت للمرشّح كمال كليجدار أوغلو الذي صرّح، وهو من يدّعي العلمانية، بأنه “علوي” في إحدى خطاباته أمام أتباع أحزاب الطاولة السداسية المعارضة. وهو ما يتعارض مع حيادية الدولة العلمانية في فرنسا التي يتنصّل وزير داخليتها من مبدئها هذا، لدعم تيار دولة أخرى يجاهر بطائفته، ليفوز بأصوات ملايين من أتباع هذه العقيدة في الانتخابات، إضافة إلى أن مثل هذا الكلام يعدّ تدخّلا واضحا في شؤون دولةٍ ذات سيادة، وفي سير انتخاباتها الديمقراطية. لقد أشادت صحفٌ فرنسية، بعد الجولة الأولى للانتخابات التركية، بسلاسة هذه الانتخابات وإدارتها بصورة صحيحة لا غبار عليها، وبالنسبة العالية للمشاركة فيها، والتي اختفت في بعض الدول الديمقراطية منها، بالتحديد فرنسا التي هبطت فيها مشاركة الناخبين في الانتخابات أخيرا إلى أقل من نصف من يحقّ له الانتخاب، بل جرى انتخاب الرئيس ماكرون نفسه بفضل مرشّحة اليمين المتطرّف، ويقول الفرنسيون إنهم لم ينتخبوه، بل صوّتوا ضد مارين لوبان، وتتكلم الأحزاب السياسية الفرنسية عن أزمة ديمقراطية تجتاح البلاد بسبب تمرير قانون إصلاح التقاعد الذي يرفضه الشعب الفرنسي بغالبية 89%!
استخدام حجّة الإرهاب، وخصوصا ما سمّته أدبيات المحافظين الجدد وأتباعهم في أوروبا “الإرهاب الإسلامي”، واليوم يسمّيه وزير الداخلية الفرنسي “الإرهاب السنّي” لتمرير سياسات الهيمنة الغربية على المنطقة العربية وعلى ثرواتها، أصبح الطريقة الأمثل للحكم لبعض دول وحكومات الأطلسي التي تحلم بالهيمنة على مقدّرات الدول الغنية، وتسيير دفّة الحكم فيها، لأنه يسمح بتوفير الغطاء الشرعي لكل القرارات غير الشعبية وغير الديمقراطية، حتى الداخلية منها، بدءا من نظام الطوارئ المشرع منذ أحداث 11 سبتمبر (2001) والمستمرّ، إلى قرارات تقنين الحريات والتعبير والمجتمع المدني والتضييق على المسلمين دون غيرهم من المكوّنات، وهو ما يؤشّر إلى مشكلة ديمقراطية حقيقية تشي بطريق مسدود لمثل هذه التوجّهات، والبقاء في أوضاع جامدة لا تتغيّر بدورات انتخابية متعاقبة، تقل فيها المشاركة الشعبية لفقدان الثقة بالأحزاب والشأن السياسي الذي تديره النخب نفسها.
استخدام وزير الداخلية الفرنسي تعبير “الإرهاب السنّي” رسالة ودعاية انتخابية مبكّرة له، ليحظى مستقبلا بالترشّح لمنصب رئاسة الجمهورية
استخدام وزير الداخلية الفرنسي تعبير “الإرهاب السنّي” رسالة ودعاية انتخابية مبكّرة له، لكي يحظى مستقبلا بالترشّح لمنصب رئاسة الجمهورية. لقد أثبت جيرار دارمنان “فعاليةً” و”نجاحا “في إدارة وزارة الداخلية، وبالأخص في قمع تظاهرات السترات الصفر، والاحتجاجات ضد قانون الرئيس ماكرون لإصلاح نظام التقاعد، وملاحقة المسلمين من غلق الجوامع والجمعيات، وأخيرا طلب دوائره عدد الغائبين من المسلمين في عيد الفطر في بعض المدارس الحكومية، وهو ما استهجنه الكادر التعليمي ووزارة التربية وبعض السياسيين ومنظّمات حقوق الإنسان، واعتبروه محاولة لوضع قوائم للطلبة المسلمين في خرق للقوانين ولمبادئ الدولة الفرنسية في العلمانية والمساواة وتجاوز للقانون الذي يسمح أصلا للطلبة بموجب منشور عام 2004 بالغياب عن الدوام في أثناء الأعياد. وما يؤكّد طموح جيرار دارمنان ورغبته في الوصول إلى منصب أعلى مستقبلا تصريحه للمصدر الأول نفسه، وفي المقابلة نفسها، والتي يقول فيها إن الولايات المتحدة قد أخطأت بانسحابها من أفغانستان، وكذلك فعلت فرنسا لانسحابها من شريط الساحل الصحراوي، وكذلك الكلام من جديد عن إعادة تشكيل “مجاميع لتنظيم الدولة الإسلامية” التي قال عنها الرئيس الأميركي ترامب إنها انتهت بعد تدمير الموصل بحجّة وجودها فيه، إذ يبدو كلامه مشروع استهداف جديد لمدن في شمال العراق وسورية وتركيا، باستخدام خلايا تابعة لقوات التحالف، كما حصل في الموصل، ليكون للقوى الأطلسية مستقبلا موطئ قدم في المناطق المزمع احتلالها، وجعلها تحت السيطرة، وربما تحت وصاية معاهدات جديدة تحل محلّ تلك القديمة التي تريد تركيا التحرّر من قيودها، لترجع لها سيادتها بعد نفاد وقتها في الأشهر المقبلة.
هل هناك شكّ، بعد كل هذا الاستخدام “للإرهاب المصنّع”، ومنه “الإرهاب السنّي” الذي يتكلم عنه الوزير الفرنسي، للهيمنة على الدول العربية، من دون تعريف حقيقة هوية الإرهاب؟ هل هناك شك بأن المنظمات الإرهابية التي وجدت بعد غزو العراق ليست محلية، بل صنّاعها وقادتها هم المحتلون بأنواعهم ممن يستعملون العمالة المحلية والدولية من أرجاء العالم، ويستغلون بؤس بطالتها وفقرها ليجعلوا منها أدوات إرهابية، تحت يافطات دينية وطائفية ووطنية وتحرّرية يختبئون وراءها ليزوّروا الحقائق والتاريخ، ويخدعوا العالم ويشوهوا القيم النبيلة في المقاومة والتحرّر والعيش بكرامة في الأوطان.
العربي الجديد
الوزير الفرنسي الإرهاب سني
2023-05-27
نعيم الهاشمي الخفاجي :
العالم بأجمعة يعرف أن الإرهاب ذات الصبغة الإسلامية منبعه من المدرسة الوهابية السعودية، وباتت السعودية تمثل الإسلام السني بالعالم العربي والإسلامي، بفضل أموال البترول، مضاف لذلك، موافقة ورضا دول الغرب على نشر الوهابية طيلة قرن من الزمان، أبان حرب الناتو ضد الشيوعية والمعسكر الشرقي السوفياتي.
تصريحات وزير الداخلية الفرنسي (جيرالد دارمانان) التي قالها من نيويورك لوكالة الصحافة الفرنسية،حيث قال، أن الخطر الأعظم على فرنسا هو «الإرهاب السنّي». داعياً، خلال زيارة أميركا، لتعزيز التعاون الأمني مع واشنطن، خصوصاً قبل استضافة باريس «أولمبياد ٢٠٢٤الصيفي.
الوزير الفرنسي دارميان، قال للصحافة من أمريكا، «بينما قد تكون للأميركيين رؤية وطنية أكثر للأزمات (مثل) التفوق العِرقي الأبيض، وعمليات إطلاق النار الجماعية المتكررة، والتآمر، يجب ألا ينسوا أن ما يبدو لنا في أوروبا التهديد الأول هو الإرهاب السّنّي».
وزير الداخلية الفرنسي كان دقيق في تصريحاته، حيث أشار وجود نوعين من التهديدات، داخلية تتمثل بـ«أشخاص غير مُنضوين في شبكات، يتطرفون، ينتقلون إلى التنفيذ في غضون ساعات، في غضون أيام… شخص يحمل سكيناً، يدخل مخبزاً ويقتل الناس»، وخارجية مثل «أشخاص ينظّمون أنفسهم في الخارج، ويأتون إلى فرنسا لتنفيذ اعتداءات»، كالتي شهدتها باريس، في نوفمبر (تشرين الثاني)٢٠١٥.
أي انفجار ارهابي أنظار شعوب أوروبا تتجه نحو الحركات الوهابية، زعيمة الجمعية الوطنية الفرنسية السيدة لوبان من داخل قبة الجمعية الوطنية الفرنسية قالت السعودية نشرت الوهابية وطالبت في حضر المدارس والمساجد والمراكز الثقافية الوهابية، بعدها صدر كتاب لكاتب فرنسي حدد الحركات الاخوانية الوهابية بالأسم، في تورطها في تنفيذ عمليات إرهابية داخل فرنسا وأوروبا.
كلام وزير الداخلية الفرنسي كان جدا دقيق، كل المتابعين يعرفون جيدا، أن تعليم اي مسلم عقائد ابن تيمية وابن عبدالوهاب تكون محفز لتحفيز الكراهية وروح الانتقام الفردي من الأشخاص الذين يقرأون كتب عقائد أمام المفخخين أحمد بن تيمية، وهؤلاء أطلق عليهم مصطلح الذئاب المنفردة، التي واجبها تدهس وتطعن بالسكاكين وتضرب بالسواطير والسيوف الضحايا مثل ما كان يفعل السلف في قطع رؤوس الضحايا في الفتوحات.
تصريحات وزير الداخلية الفرنسي واقعية ومصداق كلام الوزير إجرام «داعش» وهجمات خلايا «الدواعش» من الذئاب المنفردة المتكررة في ضواحي باريس وحي (مولنبيك) الشهير في العاصمة البلجيكية بروكسل، وطعنات السواطير في الكثير من المدن الألمانية، أو مهاجمة الحواجز الامنية في العاصمة البريطانية لندن، جميع المراقبين والمتخصصين والمهتمين في الارهاب الإسلامي الوهابي، يتحدثون عن الخلايا «الداعشية اصولهم من دول المغرب وشمال افريقيا» والذين نفذوا عمليات إرهابية في فرنسا وبلجيكا والعديد من الدول الأوروبية الأخرى.
خلال العقدين الماضيين من الزمان شاهد العالم وقوع هجمات استهدفت أسواق ومسارح وتجمعات مواطنين في مواسم الصيف على السواحل والشواطئ في العديد من البلدان الأوروبية أو المولات، من قام بتنفيذ تلك العمليات الارهابية، عناصر انتحارية وهابية «داعشية» او قيام انتحاريين يقودون حافلات يقومون في عمليات دهس المدنيين، المنفذون لتلك الجرائم هم عرب ومسلمون يتبعون الفكر الوهابي ويسموهم في الذئاب المنفردة، دائما محطات التلفزة الأوروبية تنشر اخبار قيام وهابي ذئب منفرد يمشي بين المواطنين ويقوم في سل خنجره من مخبئه ويقوم في مهاجمة المواطنين الأبرياء ويطعنهم بالخنجر أو يضربهم الساطور، مضاف لذلك أحداث التفجيرات الدامية التي نفذتها التيارات الوهابية القاعدية التكفيرية، في شوارع ومحطات قطارات بريطانيا وإسبانيا… الشواهد والأدلة في تورط التيارات الوهابية في تنفيذ العمليات الإرهابية في أوروبا كثيرة ولا تعد ولا تحصى.
لذلك الوزير الفرنسي مصيب فيما قال، الإعلام الخليجي وبالذات قرأت مقالات إلى كتاب سعوديين منزعجين من كلام الوزير الفرنسي، أقولها وبصراحة، لولا قيام دول الخليج وبالذات السعودية وقطر في نشر الوهابية وتوهيب حركة الإخوان المسلمين، لما أصبحت أوروبا مكان للارهاب، وبسبب الهجرة واللجوء بسبب الحروب، وصل إلى أوروبا قادة وكوادر منظمات الإخوان المسلمين، السفارات السعودية والقطرية والاماراتية فتحت لهم المساجد والمراكز الثقافية، وقامت الممثلات الثقافية السعودية في توزيع ملايين الكتب وبكل اللغات إلى عقائد ابن تيمية وابن عبدالوهاب والكتب التي تكفر الشيعة والمتصوفة والنصارى واليهود، من دفع أموال ورواتب وهباة إلى قيادات المنظمات الوهابية التكفيرية في الغرب هي دول الخليج، بحيث أصبح قادة التنظيمات التكفيرية يتكلمون بالعلن، مثل أبي حمزة المصري، وأبي قتادة الفلسطيني صاحب فتوى قتل عوائل أفراد الجيش وقوات الشرطة والدرك بالجزائر، قالها في حوار مع المرحوم
سيد عبدالمجيد الخوئي عبر شاشة قناة الجزيرة في برنامج المرحوم سامي حداد، سيد مجيد الخوئي صاح في أعلى صوته، ياناس يامسلمين ياشعب الجزائر هؤلاء هم من يقتلون اطفالكم، مصطفى بكري، و السباعي، ووو غيرهم من الأسماء، القائمة تطول، من يتحمل مسؤولية انحراف مشايخ حركة الإخوان المسلمين وتبنيهم الفكر التكفيري هي الدول التي نشرت الوهابية ومولت ودفعت أموال إلى إقامة المساجد والمراكز الثقافية المرتبطة بالسعودية والإمارات وقطر.
يوجد في أوروبا مساجد قليلة مرتبطة في المملكة المغربية، هؤلاء ينشرون المذهب السني المالكي المعتدل، لدينا في الدنمارك مؤسسة الإمام مالك المغربية، دائما نذهب إلى زيارتهم والصلاة معهم والناس يرحبون بنا ويعرفوننا شيعة، يرحبون بنا ترحيب جدا قوي واحترام وتقدير.
مصيبة التكفير محصورة في الفكر الوهابي بشكل خاص، حاول كاتب سعودي ذكر قضية اعتقال دبلوماسي ايراني في بلجيكا اسمه اسد الله اسدي، واليوم تم اطلاق سراحه وتم إغلاق ملفه، اصلا لم يتم محاكمته في المحاكم تم إطلاق سراحه، ونقلت قناة الجزيرة القطرية خبر إطلاق سراح أسد الله اسدي.
وحتى قضية أسد الله اسدي من خلال تصفحي أسباب اعتقاله كانت اتهامات قيامه في جمع معلومات عن المعارضة الإيرانية وليس لقيامه في التخطيط إلى تنفيذ عمليات انتحارية تستهدف المواطنين الاوروبيون، الجميع يعلم بوجود صراع أمريكي غربي مع ايران، صراع سياسي، لذلك تحدث عمليات اعتقال متبادلة لأشخاص ايرانيين أو اوروبيين يتم اعتقالهم في إيران لأسباب سياسية.
انا اعيش بالغرب منذ ثلاثين سنة، لم نشاهد شيعي واحد عمل عملية إرهابية على الاطلاق، الشيعة اعداهم مئات آلاف الأشخاص من العراق وافغانستان ولبنان وسوريا واليمن والسعودية وباكستان والهند ومن البحرين يقيمون في القارة الأوروبية، ولم تسجل أي عملية إرهابية لفئات شيعية، كل عام يحيي الشيعة في أوروبا مناسبة عاشوراء الأمام الحسين ع ويخرج عشرات آلاف المواطنين الشيعة بمسيرات بالشوارع المهمة في العواصم والمدن الأوروبية بكل احترام، وحتى المواطنين الأوروبيين اصبحوا يعرفون المناسبات لدى الشيعة، وحتى يشاركوننا في تناول طعام القيمة التي توزع في يوم العاشر من محرم ذكرى استشهاد الإمام الحسين ع، بل مدير شرطة مدينة كوبنهاكن في إحدى السنوات قال أهدأ جالية إسلامية بالدنمارك هم الشيعة، واهدأ جالية شيعية هم الجالية الشيعية العراقية، هذا هو الواقع العملي على الأرض، انتهى وقت الكذب على الشيعة.
اقسم بالله وصلت للدنمارك لاجئا قبل ثلاثين سنة، كانوا عندما يعرفوني شيعي أراهم يترددون، لكن خلال سنوات انتهى كل شيء، وللاسف عرفنا ان مترجمين عرب كانوا يكذبون على الشيعة، بعد وصول جاليات شيعية عراقية وعربية ومسلمة للدنمارك والغرب، تغير كل شيء، تجد مئات بل آلاف الأطباء والمهندسين والعلماء بمجال الهندسة هم من الشيعة، تجد آلاف من أصحاب المحلات والمتاجر وشركات بناء هم شيعة، مئات المترجمين من الشيعة، اذا تذهب إلى اي جامعة اوروبية تجد الصفوف الأولى في الطب البشري والأسنان والصيدلة والهندسة والاقتصاد هم من العراقيين والعرب الشيعة وكذلك السنة المعتدلين والشرفاء، تجد الكثير من اسانذة الجامعات في الكثير من جامعات دول أوروبا عراقيين شيعة.
قبل ثلاث سنوات ذهبت الى أوكرانيا في جولة، وجدت رئيس الأطباء الجراحين عراقي شيعي اسمه الدكتور محمد العبيدي، اشقائه دكاترة يعيشون في امريكا، ذهبت الى جامعة بيكل موس الطبية في كييف العاصمة الاوكرانية وجدت عشرات من الأطباء العراقيين يعملون تدريسيين في هذه الجامعة العريقة التي تأسست عام ١٨٤٢، الواقع على الارض الشيعة بعيدون كل البعد عن الإرهاب وقتل المواطنين الابرياء ودهسم هذه ليست من ثقافة الفكر الديني الشيعي.
نعم عندما تقرأ الصحف السعودية تقرأ مقالات إلى مرتزقة يكذبون ويتهمون الشيعة يالارهاب لكن لم تسجل دول أوروبا وقوع عمليات إرهابية من تنفيذ فئات شيعية، احلى شيء عندما نتحاور مع اوروبيين يسألون انت عربي، بخلال الحديث يسألون بطريقة خجولة عن الدين وبعدها مباشرة انت سني ام شيعي،اذا جاوبتهم شيعي يكون الترحيب اكثر، قبل ١٥ سنة، كنت ملتحي، رجل دنماركي كان يصادفني بالشارع، مرة كنت عند صاحب محل عراقي وهو الكاتب سيف الله علي، دار حديث، الرجل الدنماركي سألني من اي بلد قلت له عراقي، قال لي انت سني لو شيعي، قلت له شيعي، والله رأسا مد يده وسلم وقال بسبب لحيتك كنت اعتقد انت وهابي هههههه، وبقي صديق لي ليوم امس الأول صادفني بالشارع وسلم بحفاوة عليّ.
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
براثا