الخليج الجديد :
قال السفير التركي السابق لدى قطر، فكرت أوزر، إن المعارضة المصرية في بلاده تريد التطبيع مع نظام الرئيس عبدالفتاح السيسي، وتوقع ألا تتأخر القمة المرتقبة بين الأخير والرئيس رجب طيب أردوغان كثيرا .
وأضاف أوزر، في مقابلة مصورة مع “الخليج الجديد“: “سنشهد خلال الأيام المقبلة بعض الخطوات الجديدة على صعيد تطبيع العلاقات بين تركيا ومصر، ونأمل أن يُقدّم الطرفان هدية العيد لشعبيهما عبر الإعلان عن تبادل السفراء بشكل رسمي، وذلك في ضوء الزيارة الإيجابية والأخوية التي قام بها وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى تركيا مؤخرا”.
وفي 13 أبريل/نيسان الجاري، أجرى شكري زيارة رسمية إلى أنقرة، بحث خلالها مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو سبل الارتقاء بالعلاقات الثنائية.
وأكد أوزر أن “تبادل السفراء خطوة إيجابية للغاية، وسيعقبها خطوات أخرى؛ فعند الإعلان الرسمي عنها سيجري الإعلان أيضا عن الترتيبات الخاصة بالقمة المرتقبة بين الرئيسين”.
وأوضح الدبلوماسي التركي أن “مسؤولي البلدين قاموا بوضع حلول لنقاط الخلاف بينهما، ووضعوا اتفاقا لإزالة جميع المشاكل، وهو الأمر الذي سيفتح الباب قريبا أمام التطبيع الكامل والشامل بين البلدين”.
وتاليا نص المقابلة الخاصة مع “الخليج الجديد”:
ما الذي وصلت إليه جهود ومساعي التطبيع بين تركيا من جهة ومصر وسوريا من جهة أخرى؟
بعد أحداث “الربيع العربي” تغير كل شيء في الشرق الأوسط، وانقلبت علاقات تركيا الطيبة مع أشقائها في الدول العربية، كما حدث مع مصر وسوريا.
وبالطبع الأشخاص زائلون لكن الدول هي الباقية، وأعمار الدول لا تقارن بأعمار الأشخاص، وفي النهاية نحن جيران، وكما يقول ابن خلدون: “الجغرافيا قدر الأمم”، وقدر تركيا أن لها أكثر من 17 دولة جوار وليست دولة واحدة، والمشكلة الواحدة قد تصبح 17 مشكلة في نفس اللحظة.
ونظرا لسحب السفراء بين أنقرة وكل من القاهرة ودمشق، ظهرت بعض المشكلات، وكان يجب أن تنتهي لصالح الجميع.
فبالرغم من انقطاع علاقاتنا السياسية مع مصر، استمرت العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وقد زاد حجم التجارة في بعض السنوات، لذا فإن استمرار العلاقات بين هذه الدول أمر مهم للمنطقة.
مصر دولة مهمة لا يمكن أن تستغني تركيا عن وجودها، وكذلك مصر لا يمكن أن تستغني عن وجود تركيا، وتوافق مصالح الدولتين في المنطقة أمر في صالح الطرفين، وتركيا تؤمن بهذا، لذا هي تريد أن تحل المشاكل العالقة بين البلدين.
وبالطبع لا يمكن أن ينتهى كل شيء في آن واحد، ولقاء الرئيس رجب طيب أردوغان بنظيره عبدالفتاح السيسي سيكون لمصلحة الطرفين، ونأمل أن يكون قريبا.
أيضا تركيا ومصر دولتان مهمتان لقضية فلسطين، خاصة في حال التنسيق بينهما، ولا يمكن أن نستغني عن دور القاهرة من أجل هذه القضية، فهي دولة مهمة جدا في هذه المنطقة.
إلى أين وصل إذن “قطار التطبيع” بين مصر وتركيا، هل اقترب من محطته الأخيرة أم لا؟
وزير الخارجية التركي قام بزيارة مصر، وبعد زيارة شكري لتركيا ستبدأ مرحلة حل المشكلات، ومع مرور الوقت ستعود العلاقات إلى مجراها الطبيعي.
اتفاق مصر وتركيا مهم جدا لعقد مصالحة في ليبيا، وفي سوريا، ومن أجل قضية فلسطين، ومهم لحل كل المشاكل الموجودة في منطقتنا في حال كان هناك تدخل إيجابي من تركيا ومصر، وستكون النتائج إيجابية لجميع شعوب المنطقة.
ما الذي ترتب على زيارة شكري الأخيرة إلى تركيا؟
أعتقد أن مسؤولي البلدين قاموا بوضع حلول لنقاط الخلاف بينهما، ووضعوا اتفاقا لإزالة جميع المشاكل، وهو ما سيفتح الباب قريبا أمام التطبيع الكامل والشامل.
كانت هناك لقاءات إيجابية بين الطرفين خلال الفترة الماضية، وبدأت القاهرة تطبيق منح تأشيرات دخول للمواطنين الأتراك في المطارات والمعابر الحدودية، وكثير من القضايا الخلافية والمشاكل العالقة تم حلها بالفعل بعدما جرى التوافق بشأنها.
هدية العيد
وهل هناك خطوات جديدة سيتم الإعلان عنها قريبا؟
بالفعل، سنشهد خلال الأيام المقبلة بعض الخطوات الجديدة على صعيد تطبيع العلاقات بين أنقرة والقاهرة.
ونأمل أن يقدم الطرفان “هدية العيد” لشعبيهما يوم الخميس المقبل عبر الإعلان عن تبادل السفراء بشكل رسمي، وذلك في ضوء الزيارة الإيجابية والأخوية التي قام بها وزير الخارجية المصري إلى تركيا.
أستطيع أن أقول أن تركيا ومصر سيعلنان في نفس الوقت عن تبادل السفراء، وما أعرفه أن القائم بأعمال السفارة التركية في القاهرة صالح موطلو شن سيكون هو سفيرنا الدائم هناك.
كما نأمل أن تتطور العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين الشقيقين، حيث ستزيد استثمارات رجال الأعمال الأتراك في مصر، والسياحة التركية ستتدفق بشكل أكبر إلى مصر، وننتظر أيضا انتعاش السياحة المصرية في تركيا.
هل تعتقد أن يتم التطبيع الكامل بين البلدين قبل إجراء الانتخابات التركية؟
لا أعتقد أن يتم ذلك خلال شهر واحد، لكن هذه الزيارة تفتح الباب أمام التطبيع الكامل؛ فالرئيس التركي مشغول في الداخل بالانتخابات، وربما قبيل الانتخابات يمكن أن نرى “نهاية النفق”.
وهل ستُعقد القمة المحتملة بين أردوغان والسيسي بعد الانتخابات التركية؟
تبادل السفراء سيعد خطوة إيجابية للغاية، وسيعقبها خطوات أخرى؛ فعند الإعلان الرسمي عنها سيجري الإعلان أيضا عن الترتيبات الخاصة بالقمة المرتقبة بين أردوغان والسيسي.
وربما يوجّه الرئيس أردوغان دعوة لنظيره المصري من أجل زيارة أنقرة، أو العكس صحيح، ويمكن أن تُجرى هذه القمة المرتقبة في دولة ثالثة، وفي كل الأحوال بدأ العد التنازلي لهذه القمة التي لن تتأخر كثيرا، وقد باتت مسألة وقت لا أكثر.
تسليم المعارضين المصريين
ما هي القضايا الخلافية التي لا تزال عالقة حتى الآن بين تركيا ومصر؟
المشاكل التي تسببت في توتر العلاقات معروفة، وهي دعم تركيا للمعارضة، لكن لا ننكر أن إخواننا المصريين (المعارضين) في تركيا أيضا يريدون التطبيع؛ فهم يريدون أن تنتهي مشكلاتهم بشكل مُشرّف، وتركيا أيضا تطلب هذا، وأعتقد ستكون هناك نقطة مشتركة ترضي وتقنع الطرفين.
هل يعنى هذا أن تركيا ستلعب دور الوسيط في المصالحة بين المعارضة والنظام في مصر؟
لا أظن أن تقوم تركيا بهذه الوساطة، لكن هناك بعض المطالب قدمتها مصر إلى جهات تركية، وفي نفس الوقت يجب أن تتخذ أنقرة بعض التدابير الملائمة للطلبات المصرية لكن بدون ازعاج لضيوفنا وإخواننا المصريين في تركيا.
ما هي طبيعة الطلبات المصرية المقدمة بشكل رسمي إلى أنقرة؟
ربما متعلقة بالقنوات التلفزيونية التي تبث من تركيا، وغيرها من وسائل الإعلام.
وما موقف أنقرة من هذه الطلبات؟
إلى الآن القرار باستمرار أعمالها، لكن بصورة لا تزعج الآخر.
هل تعتقد أن تركيا ربما تقوم بتسليم بعض المعارضين المصريين الموجودين في تركيا إلى السلطات المصرية؟
تركيا ترفض هذا الأمر من البداية، ولم تقدم على هذا الفعل، وكما تعلمون عندما حدث ذلك مرة واحدة فقط عن طريق الخطأ، حيث تم تسليم أحد إخواننا المصريين إلى القاهرة لكن تم اتخاذ التدابير لمنع تكرار هذا الأمر.
وهل من الوارد أن تطلب أنقرة من بعض المعارضين المصريين أن يغادروا الأراضي التركية إلى أي دولة أخرى؟
ليست لدي معلومات حول هذا الأمر.
الكثير يتساءلون عن سبب حرص تركيا على المصالحة مع مصر، في حين أن القاهرة ليست حريصة بنفس المستوى على تطبيع العلاقات مع أنقرة؟
المصالحة غالبا ما تبدأ من طرف واحد، فتركيا بدأت تحريك هذا التطبيع، “وألقت حجرا في الماء الراكد” لهذا ظهرت على أنها أكثر حرصا، لكن في نفس الوقت أي طلب أو رغبة لا يتجاوب معها تبقى عديمة، لكن حتى الآن المطالب نالت التجاوب من الطرف الثاني، بمعنى أن الأطراف تتفق على نقاط مشتركة.
الانتخابات التركية
كيف ترى الانتخابات التركية المرتقبة، وهل ستكون نقطة تحول في تاريخ البلاد؟
الانتخابات الرئاسية التركية المقرر إجرائها في 14 مايو/أيار المقبل تُمثل نقطة تحول مهمة جدا في تاريخ تركيا، وباعتراف وسائل إعلام غربية ربما تكون نقطة تحول في المنطقة والعالم؛ فهناك نقاشات كثيرة جرت حول هذه الانتخابات، أهمها تصريح الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في إحدى مؤتمراته الصحفية في 2021 حين قال: “علي أن أتدخل في تركيا، وإنهاء حكم أردوغان بمساعدة المعارضة التركية”.
الآن المعركة مشتعلة في ساحة الانتخابات بتركيا، بعد قيام المعارضة بتشكيل جبهة ضد الرئيس أردوغان، وبالطبع هذه الانتخابات لن تكون سهلة على الإطلاق؛ فجميع الأطراف تبذل كل جهدها للفوز بها، خاصة بعد عقد عدد من أحزاب المعارضة لما يُعرف بالاتفاق الوطني، وهناك اتفاق الطاولة السداسية، واختيار كمال كليتشدار أوغلو للترشح للرئاسة أمام أردوغان، ومن ثم تكوين جبهة واسعة ضده تضم داعمين سابقين له.
ومع كل هذه الترتيبات ما زالت حظوظ أردوغان في الفوز كبيرة؛ فاليوم، وقبل شهر تقريبا من موعد الانتخابات، باتت هناك تطورات كثيرة في المشهد، مع ظهور نزاعات داخل أحزاب المعارضة، كما نرى اليوم التساؤلات داخل حزب الشعب الجمهوري على سبيل المثال، حول كيفية إدارة البلاد من قِبل “الطاولة السداسية” في حال فوز كليتشدار أوغلو.
وهناك أسئلة تدور الآن في أذهان الناس حول مدى قدرة أي إدارة جديدة على قيادة دولة بحجم تركيا، بها ممر مائي عالمي يربط بين الشرق والغرب، وهي بلد تُحاصرها العديد من المشاكل؛ ففي البحر المتوسط هناك كيان “قبرص- اليونان”، بالإضافة للكيانات الإرهابية داخل سوريا، وشمال العراق، وهناك المشكلة بين أرمينيا وأذربيجان، ومن المعروف أيضا تواجد أكثر من 20 قاعدة أمريكية داخل اليونان، وفي ظل هذه الأوضاع تُجرى انتخابات رئاسية ستحدد مستقبل عصر جديد للجمهورية التركية.
وكما تعلمون في 29 ديسمبر/كانون الأول المقبل من هذا العام سنصل إلى 100 عام على إعلان الجمهورية، وهذه الانتخابات ربما تحدد شكل الـ100 عام القادمة.
ألمحت في حديثك إلى تدخلات أمريكية في الانتخابات التركية، فما طبيعة هذه التدخلات؟
هذا ما أعلنه الرئيس بايدن سابقا، والآن بعض مستشاري زعيم المعارضة أمريكيين، وهناك متخصصين في مجال الإعلام جاءوا إلى تركيا لإدارة المعركة الانتخابية من داخل أنقرة.
وهل هناك أي تمويل خارجي تتلقاه المعارضة التركية؟
لا يمكن الجزم بوجود التمويل المالي، وإنما هناك تمويل إعلامي معروف، حتى موقع “تويتر” أحيانا يحجب الرسائل الإعلامية المخالفة لمصالح المعارضة التركية.
بناءً على ما ذكرتم، هل باتت المعارضة التركية قادرة على المنافسة بقوة في الانتخابات المقبلة؟
حزب “العدالة والتنمية” مستعد للتعامل مع جميع التحديات، وهو منذ 21 سنة يقوم بإدارة البلاد، وكان له خلال هذه المدة العديد من النجاحات والانجازات العظيمة لتركيا، وكما يُقال “مَن يعمل قد يخطئ، ومَن لا يعمل لا يخطئ”؛ فخلال الـ 20 سنة ربما وقعت بعض الأخطاء في الإدارة، لكن إذا قورنت تلك الأخطاء بالنجاحات والانجازات التي حققها “العدالة والتنمية” كحكومة وكحزب فإن الأمور ستكون لصالح الحزب.
تركيا كانت تنتج 20% فقط من احتياجاتها العسكرية، والآن تنتج 80% من تلك الاحتياجات؛ فتركيا الآن تصنع مُسيرات مسلحة (طائرة بدون طيار)، وقبل أيام تسلمت البحرية التركية أول حاملة مُسيّرات في العالم، بالإضافة لإنشاء مطار عالمي كبير بإسطنبول، إلى جانب مشروعات الطرق، وخطوط السكك الحديدية السريعة، والمستشفيات المتطورة والضخمة في عدة مدن تركية، وكلها إنجازات مهمة جدا.
وعندما ضرب الأراضي التركية الزلزال الذي لم يشهد العالم مثله منذ مئات السنين، ودمّر مساحات شاسعة من المباني ربما تساوي مساحة دولة بحجم اليونان، وتضرر قرابة 10 ملايين شخص.. استطاعت الدولة التركية خلال شهر ونصف الشهر تحجيم المشاكل، وتوفير مساكن مؤقتة ونصف مؤقتة، وبعد 16 يوما بدأت الدولة في إنشاء المنازل لمتضرري الزلزال، وخلال عام ستُنجز 665 ألف وحدة سكنية.
انشقاقات “العدالة والتنمية”
هل تأثر حزب “العدالة والتنمية” بالانشقاقات التي حدثت بداخله خلال السنوات الماضية؟
الانشقاقات الداخلية للحزب أسفر عنها إنشاء حزبين، حزب “المستقبل” – ولا مستقبل له – والذي يتزعمه أحمد داود أوغلو، والثاني حزب “الديمقراطية والتقدم” التابع لعلي باباجان وزير الاقتصاد سابقا، وكلا الحزبين لم يحظيان بدعم شعبي كبير؛ نتيجة انشقاقهم عن حزب العدالة والتنمية، ومن ثم لم يتأثر الحزب بانفصالهم.
ما حجم هذه الانشقاقات.. هل هي انشقاقات محدودة وفي مستويات عليا فقط أم لا؟
الانشقاقات تبقى محدودة وبالمستوى العالي فقط مثل انشقاق داوود أوغلو، وبعض النواب، لكن الأهم بالنسبة لهؤلاء المنشقين كان محاولة إحداث الانشقاقات بين الحزب ومؤيديه، وهو ما لم ولن ينجحوا فيه.
لماذا حدثت تلك الانشقاقات من الأساس؟
داوود أوغلو كان مستشارا لرئيس الوزراء، ثم عينه أردوغان وزيرا للخارجية ثم بعد انتخاب أردوغان كرئيس للجمهورية عينه رئيسا للوزراء، وبعد إقالته من المنصب نتيجة تحول البلاد إلى النظام الرئاسي، وقيامه ببعض الأعمال المخالفة لسياسة الحزب، استقال من “العدالة والتنمية” وأسّس حزبا جديدا، لكنه لم يجد إقبالا من الشعب التركي، ولم يتمكن هو وغيره من خوض الانتخابات الرئاسية بصورة مستقلة، فلجأوا إلى حزب الشعب الجمهوري، وبعض النواب ترشحوا أيضا على قوائم حزب الشعب الجمهوري.
كيف تفسر تحالف أحزاب المعارضة رغم الاختلافات الأيدولوجية الكبيرة بينهم؟
هذا أمر ليس بمستغرب في التاريخ التركي؛ فقبل 120 عاما ظهرت في تركيا تكتلات مشابهة، لكنها لم تقم على مبادئ إيجابية.
قبل 120 عاما كان هناك تكتلا جمع “الاتحاد والترقي”، و”تركيا الفتاة” وغيرهما من الجمعيات والأحزاب ضد السلطان عبدالحميد الثاني، وكأن التاريخ يعيد نفسه، وقد استطاعوا حينذاك عزل السلطان، وبعد 9 سنوات تم هدم الدولة العثمانية.
الرئيس أردوغان قال إن استطلاعات الرأي يمكن استخدامها كأداة للتلاعب، والأرقام المتداولة في وسائل الإعلام غير حقيقية.. فكيف تنظرون لاستطلاعات الرأي؟
الرئيس أردوغان صرّح مؤخرا بأن الاستطلاعات تستند إلى أرقام زائفة، وأن تلك الأرقام تستخدم كأداة دعائية، والإحصائيات غير المنحازة تؤيد ما ذكره الرئيس أردوغان.
ما توقعاتكم لنتائج تلك الانتخابات؟
بحسب الأوضاع الحالية، فإن النتائج ستكون بنسبة 55% لصالح أردوغان، وكما تعلمون قد حدثت انشقاقات داخل حزب “الجيد”، وهناك أعضاء بحزب “الشعب الجمهوري” يميلون لانتخاب محرم إينجه، وبحسب بعض الاستطلاعات إذا ذهب الرئيس أردوغان إلى مرحلة الإعادة مع مرشح آخر فإن 40% من مؤيدي إينجه سيصوتون لصالح أردوغان.
وماذا عن توقعاتكم لنتائج الانتخابات البرلمانية؟
دائما الأصوات الانتخابية المؤيدة لأردوغان تكون أعلى من الأصوات المؤيدة لحزبه، ولكن بحسب الإحصائيات الحالية فإن “تحالف الجمهور” (الحاكم) سيحصل على أغلبية في هذا البرلمان.
هل باتت تجربة “العدالة والتنمية” قائمة على شخص الرئيس أردوغان فقط؟
منذ تأسيس الحزب وهو يستند على فكرة المؤسسية، وليس على شخص الرئيس أردوغان؛ فهناك اللجان مختلفة، وفي الحزب مستشارين، وخبراء في كافة المجالات.
وماذا عن توقعاتكم للنسبة التي قد يحصل عليها تحالف “العدالة والتنمية” في الانتخابات البرلمانية؟
بحسب بعض الاحصائيات قد تصل نسبة العدالة والتنمية إلى 40.5%، وهناك حوالي 7.9% لحزب الحركة الوطنية، بالإضافة للنسبة التي سيحصل عليها حزب “الرفاه من جديد”؛ فربما تتجاوز أرقام التحالف نسبة الـ 50% من إجمالي الأصوات.
لكن ماذا لو فاز الرئيس أردوغان في الانتخابات الرئاسية، بينما فشل حزب العدالة والتنمية في الانتخابات البرلمانية؟
هناك صلاحيات كفلها الدستور للرئيس إذا لم يحصل حزبه على أغلبية البرلمان، لكنه سيبحث أولا عن تفاهم مع أحزاب المعارضة، وفي حال تعقدت الأمور فله الحق في حل البرلمان وإعادة الانتخابات وفقا للقانون الأساسي، وبحسب صلاحيات الرئيس.
كيف تتصور شكل تركيا في حال وصول المعارضة إلى سدة الحكم؟
ستصبح السياسة التركية “سياسة هشة جدا”؛ فقد مررنا في الماضي خلال فترة السبعينات، والثمانينات، وأيضا في التسعينات بتجارب الحكومات الائتلافية التي كانت سببا في تعطل النمو التركي، فلم يكن يزيد عمر الحكومة عن 6 أشهر أو سنة، مما ترتب عليه تراجع اقتصاد تركيا.
والآن المعارضة لديها نفس النزاعات، وفي حال فوزها لن تستطيع مطلقا اتخاذ قرارات لصالح الوطن.
هل لديكم تخوفات من حدوث ثمة تدخلات خارجية في الانتخابات التركية بشكل أو بآخر؟
تركيا تؤمن دائما بأن أهم مقومات الديمقراطية هي نزاهة الانتخابات؛ فلا أعتقد أن التدخلات الخارجية متعلقة بالصناديق، لكنها موجودة من خلال الدعاية التي تسبق الانتخابات، فيمكن القيام ببعض التلاعبات لدعم المعارضة.
ما طبيعة هذه التلاعبات؟
من خلال البيانات الداعمة للمعارضة، والرافضة لقرارات حكومة أردوغان، أو المؤيدة لادعاءات واتهامات المعارضة، وكذلك تقديم بعض المواد للمعارضة لاستخدامها ضد الحكومة.
العلاقات التركية القطرية
كنت سفيرا لأنقرة لدى الدوحة، فكيف تقيم طبيعة العلاقات التركية- القطرية؟ وما مستقبلها؟
العلاقات مع دولة قطر الشقيقة علاقات ممتازة، وعمق هذه العلاقات لا يبدأ من عام 2017 خلال حصارها الشهير؛ فعلاقاتنا أصيلة لقرابة 150 سنة، فمؤسس الدولة كان حريصا على أن يعيش في ظل علم الخلافة الإسلامية، وأوصى أولاده بعدم الانفصال عن الخلافة الإسلامية، وقد انفصلت رغما عنها نتيجة ضغوط الإنجليز، ومنذ ذلك التاريخ ويربط الشعبين ود مشترك.
وفي 2017 عندما بدأ الحصار الجائر لقطر من قبل إخوانها، فوقفت تركيا بجانب أختها، وبقيادة حكيمة في قطر –والحمد لله- انتهى الحصار، وعادت الأمور إلى طبيعتها.
وتركيا حريصة على صداقة قطر؛ فتركيا قد ساندت قطر، وقطر أيضا ساندت تركيا في كل أوقاتها، في حرها وقرها.