"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

هل كان ضرب إسرائيل لأهداف “حزب الله” في سوريا رداً على “متسلل مجدو”؟

القدس العربي :

بلغت وسائل الإعلام السورية ليلة الأحد بأن سلاح الجو الإسرائيلي هاجم دولتهم، للمرة الثالثة في غضون أربعة أيام فقط. وحسب التقارير، وقعت الهجمات في منطقة حمص في مركز الدولة، وأصيب جنديان سوريان على الأقل. كما علم أن الموقع الذي تعرض للهجوم هو مطار عسكري يجري فيه “حزب الله” تدريبات وتجارب على وسائل قتالية.
وفقاً للتقارير، هاجمت إسرائيل سوريا أربع مرات في الأيام العشرة الأخيرة، ومنذ بداية الشهر الماضي علم بما لا يقل عن سبع هجمات لسلاح الجو الإسرائيلي في سوريا. في الهجمات في أثناء نهاية الأسبوع الماضي، قتل بعض رجال الحرس الثوري، وكان هدف الهجوم مخازن سلاح لميليشيات إيرانية. وبلغت وسائل الإعلام الإيرانية عن أن مستشاراً عسكرياً يدعى ميلاد حيدري قتل في أثناء الانفجارات في المنطقة.
جهاز الأمن الإسرائيلي، كما كان متوقعاً، لا يتطرق بشكل رسمي للأعمال المنسوبة إلى إسرائيل في سوريا، لكن يمكن الافتراض بأن الهجمات الأخيرة ليست معيارية، ومن غير المستبعد أن يتبين المنطق الواسع خلفها لاحقاً. لكن لحقيقة أن ما أفادت به المنشورات من أن هدف الهجوم هذه الليلة كان لـ”حزب الله”، يمكن ربطها بالعملية التي وقعت في 13 آذار في مفترق مجدو. في حينه، ووفقاً لجهاز الأمن الإسرائيلي، نجح مخرب من لبنان في اجتياز الحدود وهو مسلح ويحمل عبوة ناسفة. قتل المخرب على أيدي قوة من “الشاباك” ووحدة “اليمام” حين كان في طريقه عائداً إلى الشمال، بعد أن زرع العبوة في المفترق. لم توجه إسرائيل إصبع اتهام لـ”حزب الله” بشكل رسمي، بل اكتفت بقول عام بموجبه “تفحص” مشاركة “حزب الله”.
العملية، بمشاركة شاذة للمواطن اللبناني، جرت وراءها سلسلة مشاورات أمنية غير عادية وتوتراً كبيراً في شمال البلاد. حاول جهاز الأمن أن يجد سبيلاً من جهة للرد على العملية، ومن الجهة الأخرى عدم الانجرار إلى تصعيد واسع، مع لبنان و”حزب الله”.
افترضت إسرائيل، عن حق، أن رداً مباشراً من إسرائيل في لبنان سيجر احتمالية شبه مؤكدة رداً من التنظيم الإرهابي، ما قد يجر المنطقة كلها إلى مواجهة غير مرغوب فيها. لذا قد يكون الخيار الإسرائيلي للهجوم (وفق منشورات أجنبية) على أهداف لـ “حزب الله” في سوريا جزءاً من ذاك الرد الإسرائيلي على العملية في مجدو، والمقصود ضرب ذخائر لـ “حزب الله” لكن ليس لرجاله، لأجل جباية ثمن منه وعدم المخاطرة بتصعيد واسع في شمالي البلاد.
تدخل إيراني متزايد
مع ذلك، فإن كثرة الهجمات ضد أهداف إيرانية في سوريا كفيلة بأن تشهد أيضاً على ثقة متزايدة بالنفس لدى الإيرانيين – الذين شددوا أعمالهم في الآونة الأخيرة. ووفق مصادر أمنية، يحاولون أيضاً إشعال النار في الضفة، التي هي أيضاً على شفا غليان في أثناء شهر رمضان. السبت الماضي، أصيب ثلاثة جنود من الجيش الإسرائيلي في عملية دهس، والحادثة التي أطلق فيها أفراد الشرطة النار على شاب بدوي وقتلوه لا تساهم هي أيضاً في تهدئة الخواطر.

التوتر الأمني في الشمال والضفة يقع على خلفية إقالة وزير الدفاع يوآف غالنت في بيان للإعلام، رغم أنه لم يتلقَ بعد كتاب اقالة رسمياً (حتى كتابة هذه السطور). وكما علم، إنه منذ البيان عن الإقالة تجرى اتصالات حول صيغة الاعتذار الذي يفترض أن ينشره – حالياً بدون اختراق للطريق.
تقدر إسرائيل بأن إيران ومنظمات إرهاب أخرى في المنطقة يفسرون الأزمة الداخلية العميقة كضعف إسرائيلي. لكن المواجهة الخارجية بالذات هي الأمر الوحيد، ربما، الذي ينجح في إعادة توحيد المجتمع الممزق والمنقسم. فالمجتمع الإسرائيلي أثبت من قبل أن ليس هناك مثل العدو الخارجي المشترك كي يرص صفوفه.
ثمة من يخشون من أن القيادة السياسية الأمنية التي تعرف كيف يمكن توحيد المجتمع في إسرائيل وحرفه عن الانشغال بإجراءات سياسية، ستستغل التوتر الأمني كي تخرج من المعضلة الداخلية. هذا هو السبب الذي جعل رئيس الأركان الفريق هرتسي هليفي يكتب في صفحة القائد التي نشرها بأنه هو المسؤول عن أن كل مهمة تودع في أيدي الجيش تكون مهمة دفاع أمن دولة إسرائيل ومواطنيها وتتطابق وقيم الجيش الإسرائيلي.
ليلاخ شوفال
إسرائيل اليوم 3/4/2023