وأفادت وكالة شفقنا قسم أفغانستان بان هذا المعهد أورد في تقريره بان هذه المساعي قد تزيد من وتيرة القلق حول احتكار السلطة على يد الملا هبة الله، وقد تؤجج الصراعات الداخلية في صفوف هذه الجماعة.
وأشار التقرير إلى إقالة هداية الله بدري من وزارة المالية لجماعة طالبان على يد الملا هبة الله وصرح بان هذا القرار قد يخلق فجوات وانقسامات جديدة في صفوف القاعدة التقليدية الداعمة لهذه الجماعة.
هذا وادعى في وقت سابق الرئيس السابق للأمن القومي في أفغانستان رحمة الله نبيل بان الملا هبة الله قد شكل قوة عسكرية مكونة من 40 ألف شخص من المقربين له في قندهار.
وأضاف بان طيلة العام المنصرم تم سحب حوالي 60 مليار أفغاني من وزارة المالية التابعة لحركة طالبان لتمويل النفقات المالية لهذا التشكيل العسكري.
وأضاف السيد نبيل بان الملا هبة الله لا يتمتع بخلفية حربية أو عسكرية وان هذه القوة العسكرية المكونة من 40 ألف شخص تكونت بعد زيادة وتيرة التوترات وخلق أجواء من عدم الثقة في صفوف قادة الحركة.
التكتلات والخلافات الداخلية في حركة طالبان
بعد سيطرة طالبان على أفغانستان، سادت فكرة مفادها أن أعضاء هذه الجماعة انقسموا إلى فصيلين رئيسين: ” طالبان قندهار” و “شبكة حقاني”.
غير انه كلما مرت الأيام صار واضحا أن هناك تكتلات حزبية وعرقية وقبلية على مستويات مختلفة من التنظيمات السياسية والإدارية لهذه الجماعة.
ومنذ بداية هيمنة أفغانستان قد وصلت الخلافات الداخلية لهذه الجماعة إلى وسائل الإعلام مرات عديدة.
في الفترة الأخيرة تم إقالة هداية الله بدري وكيل وزير المالية في حكومة طالبان وبعد فترة تم تعيينه رئيسا للبنك المركزي في أفغانستان.
وقال الرئيس السابق للأمن القومي في أفغانستان بأنه وبسبب الخلافات مع الملا هبة الله حول تمويل مساعي الملا هبة الله لتأسيس القوة العسكرية الخاصة به أرغم على الاستقالة.
ويضيف نبيل بان وكيل وزير المالية في جماعة طالبان قد اقترح بأنه بغية تحقيق الشفافية يتم دفع كل الأموال التي يحتاجها الملا هبة الله عبر الحسابات البنكية مستقبلا، غير ان القائد الأعلى لطالبان والمقربين منه أكدوا على الدفع نقدا.
ان الخلافات التي تعصف بصفوف جماعة طالبان تدور حول تقسيم السلطة والقضايا المالية وتعليم الفتيات وأسلوب التعامل وبناء العلاقة بالعالم.
القائد الأعلى لطالبان واحتكار السلطة
تخاطب جماعة طالبان الملا هبة الله بأمير المؤمنين وتضعه على رأس هرم السلطة في التنظيمات السياسية والعسكرية والإدارية لهذه الجماعة.
ان القضايا الإدارية والعسكرية والسياسية لهذه الجماعة قد سارت حتى الآن وفقا لفرامين وأوامر الملا هبة الله، وليس القوانين الجارية في أفغانستان، وفضلا عن هذا فان الوزراء والولاة والسفراء والقادة الآخرين في هذه الجماعة عينوا أو أقيلوا بأمر من الملا هبة الله.
ومع ان اجتماعات حكومة طالبان تقام في كابول أسبوعيا ويتم المصادقة على بعض القضايا لكن وفقا لتقارير مختلفة لمؤسسات دولية فان مركز اتخاذ القرار في حكومة طالبان هو مدينة قندهار.
ومنهم سراج الدين حقاني زعيم شبكة حقاني ووكيل وزارة الداخلية لجماعة طالبان إذ وجه انتقادا علنيا في خطاب ألقاه شرقي أفغانستان لملا هبة الله وقال ان احتكار السلطة وفرض الآراء لا يصب في مصلحة جماعة طالبان.
تدل هذه الانتقادات على ان الملا هبة الله قد احتكر كل الصلاحيات والقرارات بيده واليوم لا يثق حتى في وزراء الأمن وقادته العسكريين، ويحاول من خلال تشكيل قوة عسكرية ترسيخ أسس سلطته الشخصية أكثر من ذي قبل.
ويرى الخبراء بان احتكار السلطة على يد الملا هبة الله واتساع فجوة الخلافات الداخلية في صفوف الجماعة يؤدي إلى زيادة حالات عدم الاستقرار في أفغانستان، وبالتالي تستغل الجماعات الإرهابية هذه الفرصة لتعزيز تواجدها في أفغانستان.