"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

“الحرب الهجينة”.. روسيا تتبنى إستراتيجية عالمية جديدة مناهضة للغرب

DW :

حلت “الحرب الهجينة” محل الحرب الباردة بعدما تبنت روسيا عقيدة جديدة في السياسة الخارجية تصنف الغرب كـ”تهديد وجودي” لها، تنبغي “مواجهته”. فيما تصف الصين والهند بالحليفين الاستراتيجيين لروسيا.

    حلت “الحرب الهجينة” محل الحرب الباردة بعد تبني روسيا عقيدة جديدة في السياسة الخارجية تصنف الغرب كـ”تهديد وجودي” لها.

في وثيقة جاءت في أكثر من 40 صفحة تذكر بمضمونها ولهجتها بحقبة المواجهة بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الأمريكية في القرن الماضي، تطرح روسيا نفسها حصنًا للعالم الناطق بالروسية ضد الغربيين المتهمين بأنهم يريدون “إضعافها بشتى الطرق”.

مختارات

أكدت بيلاروسيا أنها قررت استضافة أسلحة نووية تكتيكية روسية بعد سنوات من “الضغوط التي تمارسها واشنطن وحلفاؤها بهدف تغيير توجهها الجيوسياسي”، مؤكدة أن هذه الخطط لا تتعارض مع الاتفاقيات الدولية لحظر الانتشار النووي.

ووقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة (31 مارس/آذار) مرسوما جديدا للسياسة الخارجية الروسية، يتضمن عقيدة جديدة تصف الولايات المتحدة باعتبارها أكبر خطر يواجه البلاد.

وبرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذه التغييرات خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي بـ”الاضطرابات على الساحة الدولية” التي تلزم روسيا بـ “تكييف وثائقها للتخطيط الاستراتيجي”. تكشف العقيدة الجديدة “الطبيعة الوجودية للتهديدات (…) الناتجة من أعمال الدول غير الصديقة”. وتصف الولايات المتحدة بأنها “المحرض والقائد الرئيسي للخط المعادي لروسيا” كما قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.

نوع جديد من “الحرب الهجينة”

وأضاف “بشكل عام توصف سياسة الغرب المتمثلة في إضعاف روسيا بأي وسيلة بأنها نوع جديد من الحرب الهجينة”. وتحدد عقيدة السياسة الخارجية الأولويات التي تعطيها الدول لنفسها في الشؤون الدولية، ولمعرفة الطريقة التي تنظر بها الدول المعنية إلى علاقاتها مع العالم. وجاء في الوثيقة الجديدة التي تحل مكان نسخة يعود تاريخها إلى عام 2016 أن “روسيا تعتزم إعطاء الأولوية للقضاء على آثار هيمنة الولايات المتحدة والدول المعادية الأخرى في القضايا العالمية”.

42:36 min

بتوقيت برلين – الصين وروسيا: أكثر من زواج الضرورة؟

وفرضت واشنطن وحلفاؤها عقوبات اقتصادية شديدة على موسكو التي تتهمهم بشن حرب بالوكالة في أوكرانيا لا سيما من خلال تسليم كييف أسلحة. وفي غمرة عزلتها في الغرب، تسعى روسيا إلى التقارب اقتصاديا ودبلوماسيا مع آسيا ولا سيما الصين، وهي أولوية حيوية تنعكس في العقيدة الجديدة.

التقارب الروسي الصيني

وجاء في الوثيقة، في الفصل المخصص للصين والهند أن “التعميق الشامل للعلاقات والتنسيق مع المراكز العالمية للنفوذ والتنمية السيادية الصديقة في القارة الأوراسية له أهمية خاصة”. وأظهر بوتين قربه من نظيره الصيني شي جينبينغ خلال القمة التي عُقدت في موسكو في وقت سابق من آذار/ مارس، مشيرا إلى “الطبيعة الخاصة” للعلاقات بين بلديهما، والتي يبدو أنها تصب أكثر وأكثر في مصلحة بكين لأن اعتماد موسكو عليها يزداد.

كما تولي العقيدة الروسية الجديدة مكانة مهمة للعلاقات مع الدول الإفريقية في حين تسعى موسكو لتعزيز وجودها في إفريقيا لا سيما من خلال مجموعة فاغنر العسكرية. وفي إطار النزاع في أوكرانيا، حيث تؤكد موسكو أنها تسعى لمنع التجاوزات بحق السكان الناطقين بالروسية، تصف الوثيقة الجديدة روسيا بأنها “حضارة” تضم الشعوب التي تشكل “العالم الروسي”.

وفي الوقت الذي يقدم فيه بوتين نفسه على أنه بطل “القيم التقليدية” للكنيسة الأرثوذكسية في مواجهة الغرب “المنحط”، فإن العقيدة الجديدة تتطرق أيضا الى المجال الأخلاقي. وجاء أيضا في الوثيقة أنه “لا بد من تحييد محاولات فرض المبادئ الإيديولوجية الإنسانية الزائفة والنيوليبرالية التي تؤدي إلى فقدان الروحانية التقليدية والمبادئ الأخلاقية”.

ع.ش/ ف.ي (أ ف ب، د ب ا)