قالت وزارة الدفاع الأمريكية مساء السبت (25 مارس آذار 2023) إنه لا توجد مؤشرات إلى أن روسيا تستعد لاستخدام أسلحة نووية بعد إعلان موسكو نشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا.
وقال المكتب الصحفي لوزارة الدفاع في بيان خطي: “رأينا تقارير عن إعلان روسيا وسنواصل مراقبة هذا الوضع”.. “لم نر أي سبب لتعديل وضعنا النووي الاستراتيجي ولا أي مؤشرات على أن روسيا تستعد لاستخدام سلاح نووي. ما زلنا ملتزمين بالدفاع الجماعي لحلف شمال الأطلسي”.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السبت إن بلاده أبرمت اتفاقًا مع جارتها بيلاروسيا لنشر أسلحة نووية تكتيكية على أراضيها، مضيفًا أن مثل هذه الخطوة لا تنتهك اتفاقات حظر انتشار الأسلحة النووية.
ومن جهتها رأت كييف الأحد أن روسيا “تحتجز بيلاروس رهينة نووية” بعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نشر أسلحة نووية “تكتيكية” على أراضي الدولة الحليفة لموسكو. وكتب الأمين العام لمجلس الأمن الأوكراني أوليكسي دانيلوف في تغريدة “يحتجز الكرملين بيلاروس رهينة نووية”، مضيفا أن هذا القرار “خطوة نحو زعزعة استقرار البلد”.
“لا شي غير اعتيادي”
وذكر بوتين في مقابلة بثها التلفزيون الروسي: “لا شي غير اعتيادي هنا: الولايات المتحدة تفعل ذلك منذ عقود. هي تنشر منذ زمن طويل أسلحتها النووية التكتيكية على أراضي حلفائها”، وتابع: “اتفقنا على القيام بالأمر نفسه”، مؤكدًا الحصول على موافقة مينسك.
وأضاف: “سبق أن ساعدنا زملاءنا في بيلاروسيا وجهزنا طائراتهم … دون انتهاك التزاماتنا الدولية على صعيد منع انتشار الأسلحة النووية.. ثمة عشر طائرات جاهزة لاستخدام هذا النوع من السلاح“.
وأوضح بوتين: “اعتبارًا من 3 نيسان/أبريل سنباشر بتدريب الفرق. وفي الأول من تموز/يوليو سننجز بناء مستودع خاص للأسلحة النووية التكتيكية على أراضي بيلاروسيا”، مضيفًا أن موسكو لن تنقل فعليًا التحكم في تلك الأسلحة إلى مينسك.
وبرر بوتين هذا القرار بنية لندن في إرسال ذخائر باليورانيوم المستنفد إلى أوكرانيا، وفق تصريحات صدرت مؤخرًا عن مسؤولة بريطانية. وتوعد بوتين باستخدام هذا النوع من القذائف إذا تلقت كييف ذخائر مماثلة من الغربيين. وقال: “روسيا تملك بالطبع الرد. لدينا دون مبالغة مئات آلاف القذائف من هذا النوع، لا نستخدمها في الوقت الحاضر”.
ولم يصدر أي تعليق حتى الآن من الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو.
ولم يحدد بوتين موعد نقل الأسلحة إلى بيلاروسيا التي تشترك في حدود مع ثلاثة أعضاء في حلف الأطلسي هم بولندا وليتوانيا ولاتفيا. ويشار إلى أن بيلاروسيا متحالفة بشكل وثيق مع روسيا. ويعتمد الرئيس البيلاروسي لوكاشينكو – الذي لم يعترف الغرب بإعادة انتخابه رئيسًا في عام 2020 – على موسكو عسكريًا وسياسيًا واقتصاديًا. وفي بداية الغزو الشامل لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022، دخلت الوحدات الروسية من الأراضي البيلاروسية.
تصاعد التوتر
يأتي إعلان بوتين في وقت تتصاعد فيه حدة التوتر مع الغرب بسبب الحرب في أوكرانيا، وسط تكهنات من بعض المعلقين الروس بشأن احتمال توجيه ضربات نووية.
وجاء رد فعل الولايات المتحدة، القوة النووية العظمى الأخرى في العالم، مشوباً بالحذر. وأشار مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية إلى أن روسيا وبيلاروسيا تحدثتا عن اتفاق بهذا الشأن خلال العام الماضي. وقال إنه لا توجد مؤشرات على أن موسكو تخطط لاستخدام أسلحتها النووية.
ويشير مصطلح الأسلحة النووية “التكتيكية” إلى تلك الأسلحة التي تستخدم لتحقيق مكاسب محددة في ساحة المعركة بدلاً من تلك التي لديها القدرة على إبادة المدن. ولم يتضح عدد الأسلحة التي تمتلكها روسيا من هذا النوع نظراً لأن هذا الأمر لا يزال محاطاً بسرية الحرب الباردة.
م.س/ع.ح (رويترز، د ب أ، أ ف ب)
-
انطباعات رسامي كاريكاتير عالميين عن بوتين وحربه على أوكرانيا
قابض الأرواح يدلل “ربيبه”
“قابض الأرواح” أو “الموت” (حسب حدوتة الأخوين غريم “موت العرّاب”) يحمل بوتين بين ذراعيه ويقوم بتغنيجه وإرضاعه. بالنسبة لرسام الكاريكاتير الإيطالي باولو لومباردي، وجدت الحرب ربيبها النموذجي في الرئيس الروسي. ويحوم الذباب الأزرق حول قابض الأرواح وبوتين انتظارا للضحايا القادمين.
DW