“أوهام باقتراب نهاية العالم” تبث غاز “هتلر” السام في محطات مترو طوكيو!

RT :
باستخدام غاز السارين القاتل، نفذت مجموعة من طائفة “أوم شنريكيو” اليابانية في الساعة الثامنة صباحا من يوم 20 مارس 1995، هجوما في محطات مترو أنفاق طوكيو.

قتل جراء الهجوم الإرهابي بالغاز السام 12 شخصا، وتعرض العشرات إلى إصابات خطيرة، كما تضررت صحة المئات من ركاب مترو الأنفاق.

الشرطة اليابانية ألقت القبض على شوكو أساهارا، زعيم هذه الطائفة الدينية في مايو من نفس العام، وفي عام 2018، تم إعدامه شنقا.

تأسست هذه الطائفة في عام 1987 على يد الياباني شوكو أساهارا، الذي توهم أنه حصل على أسرار “الخلاص النهائي” في جبال الهيمالايا، واكتسبت هذه المنظمة شهرة واسعة في اليابان وتم تسجيلها كمنظمة دينية.

اجتذبت الطائفة عددا كبيرا من الطلاب الشباب من الجامعات اليابانية، وحصلت إثر ذلك على اسم ثان لها هو “دين النخب”.

نفذ أتباع هذه الطائفة عددا كبيرا من الجرائم، وقاموا بقمع خصومهم بوحشية، فيما اشتهرت في العالم بأسره عقب الهجوم الإرهابي بغاز السارين في مترو أنفاق طوكيو.

في ساعة الذروة، استقل خمسة من أعضاء هذه الطائفة قطارات متجهة نحو منطقة “كاسوميغاسيكي” من محطات مختلفة.

حمل الأعضاء الخمسة في أيديهم أكياسا بلاستيكية ومظلات. أحدهم حمل ثلاثة أكياس، والآخرون حمل كل منهم كيسين.

جحيم في مترو انفاق طوكيو:

مر كل من الأعضاء الخمسة بعدة محطات، ثم خرج من عرقة قطار المترو وهرع إلى السلم المتحرك.

قبل خروجهم من عربات القطارات، قام الخمسة بطعن الأكياس التي كانت معهم بإبر مثبتة في رأس المظلات وتركوها قرب أبواب العربات. لم تلتفت جموع الركاب للأمر بطبيعة الحال. وكان الأوان قد فات، حتى لو كان أحدهم انتبه للأكياس المشبوهة التي غادرها أصحابها.

بدأ غاز السارين السام والقاتل لكل الكائنات الحية في الانتشار والخروج من الأكياس المثقوبة بأطراف المظلات المدببة.

الركاب سرعان ما اشتموا رائحة غريبة، وبعد بضع دقائق بدأوا في الشعور بالاختناق، ساد الذعر مترو الأنفاق.

غاز الأعصاب “السارين” تم تحضيره في عام 1936 من قبل علماء ألمانيا النازية، إلا أنه لم يستخدم حتى نهاية الحرب العالمية الثانية.

قادة طائفة “أوم شنريكيو” اختاروا غاز السارين لتنفيذ جريمتهم بسبب سهولة عملية إنتاجه وتوفر مكوناته.

هذا الغاز يعد واحدا من أقوى المواد السامة، وتكفي قطرة واحدة على الجلد لقتل شخص بالغ.

بعد دقيقة من ملامسة السارين، تبدأ الضحية في التمزق الشديد، مصحوبة بتشنجات في الصدر، وسرعان ما يفقد الشخص وعيه ويموت مختنقا بالتشنجات. علاوة على ذلك يؤثر السارين على العينين بقوة ويتسبب في فقدان مؤقت للبصر.

محاولات أولى لتنفيذ هجمات بغاز السارين لأعضاء منظمة “أوم شنريكيو” لم تنجح، لكنها أظهرت لهم القوة المميتة لهذا الغاز السام.

وفيما كان ركاب عربات المترو بعد انتشار الغاز السام، يختنقون، ويسقطون على الأرض في تشنجات مرعبة، ويحاولون وقد عميت أبصارهم البحث عن مخرج، صعد القتلة الخمسة إلى السطح وكانت تنتظر كل منهم سيارة حملته بسرعة بعيدا عن مسرح الجريمة.

كان يمكن أن يكون عدد الضحايا أكبر، إلا أن العاملين في مترو أنفاق طوكيو والشرطة والأطباء قاموا بجهود لإنقاذ المصابين بالغاز السام. كما تم علاج حوالي خمسة آلاف شخص من مضاعفات مختلفة طويلة المدى للتسمم بالسارين ولفترة طويلة بعد ذلك، علاوة على أن عدة آلاف من الركاب فقدوا بصرهم ولكن مؤقتا لحسن الحظ.

لم يكن ذلك الهجوم الوحيد الذي نفذته هذه الطائفة الإرهابية، فقد قام أعضاؤها من قبل برش السارين السام في مدينة “ماتسوموتون” صيف عام 1994، ما نجم عنه مقتل سبعة أشخاص وإصابة نحو مائتي شخص.

بعد أقل من عام، تلقى عشرة من أتباع “شوكو أساهارا ” أمرا منه برش السارين في مترو أنفاق طوكيو. والسبب في ذلك، أوهام باقتراب نهاية العالم، حيث قرر الرجل أن الجميع من خارج طائفته عليهم أن يموتوا، وهم ميتون على أي حال، بحسب ساعة النهاية التي حددها زعيم الطائفة!

مع كل ذلك، لم يخطر لأي من أعضاء هذه الطائفة الإرهابية الذين نفذوا الهجوم بغاز السارين السام، أن يتساءل عن دواعي قتل البشر، خاصة إذا كانوا سيموتون قريبا على أي حال.

كان هؤلاء الأشخاص العشرة قد أمضوا سنوات عديدة في طائفة “أوم شنريكيو”، وبحلول ذلك الوقت لم يعودوا قادرين على التفكير بطريقة عقلانية بعد غسل أدمغتهم. كانوا ينفذون أي أمر من معلمهم، دون أي تردد.

المصدر:

عن مركز القلم للأبحاث والدراسات

يهتم مركز القلم بمتابعة مستقبل العالم و الأحداث الخطرة و عرض (تفسير البينة) كأول تفسير للقرآن الكريم في العالم على الكلمة وترابطها بالتي قبلها وبعدها للمجامع والمراكز العلمية و الجامعات والعلماء في العالم.

شاهد أيضاً

خطبة الامام علي في وصف مجتمع آخر الزمان ممن تقوم عليهم الساعة

*خطبة سيد البلغاء* *الامام علي بن أبي طالب عليه السلام* *وهو يصف قوم أخر الزمان* …

اترك تعليقاً