"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

عالم كيمياء يتنبأ بثورة في عالم الوقود خلال العقدين القادمين

شفقنا :
تنبأ أستاذ كيمياء المواد الأستاذ بجامعة أكسفورد، بيل ديفيد، بأن السياران سوف تسير باستخدام بطاريات مصنوعة من مياه البحر ومسحوق الخبيز (البيكنغ باودر)، وأن الطائرات التي تعتمد على وقود الأمونيا سوف تصبح شائعة، وذلك خلال العشرين عاماً القادمة، بحسب ما نقلت صحيفة  تايمز البريطانية.

تعتمد غالبية البطاريات التي تستخدم مع السيارات الكهربائية ومع أجهزة المركبات المسيرة وأيضاً الهواتف الذكية، على الليثيوم، الذي يتطلب عمليات التعدين للوصول إليه، لكن ديفيد يعتقد أن ذلك سيتم تجاوزه عن طريق البطاريات المصنوعة من الصوديوم، الذي يمكن الحصول عليه من مياه البحر، والبيكنغ باودر والملح.

في الوقت ذاته، من المحتمل أن يصير مستقبل السفر الجوي أكثر حرصاً على البيئة بفضل الوقود الحيوي.

طائرات تعتمد على الأمونيا

في السياق، قال ديفيد: “إننا نطوّر طائرة تعتمد على الأمونيا، ونحظى باهتمام من مُصنِّعي محركات الاحتراق الداخلي. من حيث المبدأ، يمكننا تعديل طائرة إيرباص إيه 320 أو طائرة بوينغ 787، ولا نلمس إلا الجناح لاستبدال الأمونيا بوقود الطائرات بصفة جوهرية”.

جاء حديث ديفيد خلال مؤتمر الرابطة الأمريكية للعلوم المتقدمة في واشنطن، وقال إن البطاريات تستطيع، في البداية، مزج الصوديوم والليثيوم، نظراً إلى أن الصوديوم ليس بنفس قوة الليثيوم، لكنه أكثر وفرة.

وأوضح: “إنه ليس مثالياً للغاية من ناحية الأداء، ولذلك نحتاج إلى كليهما. سوف يبقى الليثيوم أعلى الكومة، ولكن سيكون هناك الكثير من الصوديوم حوله. الصوديوم في طريقه إلى الصعود، وبحلول عام 2030 سوف يكون لدى غالبية السيارات بطاريات تتكون من مزيج الليثيوم والصوديوم بداخلها”.

أضاف: “وفقاً لتقديري، الذي لا يستند إلى العلم، لن أكون متفاجئاً إذا كانت هناك بطاريات من الصوديوم أكثر بعشر مرات من بطاريات الليثيوم بحلول عام 2040، بل ربما أكثر بـ100 مرة. نستطيع صنع بطاريات الصوديوم من الملح، لكننا نفضل مسحوق الخبيز”.

يُذكر أن الجيل الأول من بطاريات الصوديوم المنتجة بكميات كبيرة، استُخدم في سيارة كهربائية للمرة الأولى، وأُعلن عنه في فبراير/شباط الماضي، وذلك في نموذج صنعته شركة Sehol، وهي علامة تجارية صينية تعد جزءاً من شركة فولكسفاغن الألمانية.

لكن الصوديوم لن يكون الحل لمسألة السفر الجوي الصديق للبيئة، وهو ما يدفع فريقه نحو البحث في استخدام الأمونيا، التي يشيع استخدامها في صناعة السماد. بينما قال ديفيد: “لن يكون لدينا أبداً سفر دولي وعابر للقارات عن طريق البطاريات، فهي ثقيلة للغاية”.

طائرات بالأمونيا في 2023

من جانب آخر، تبحث بعض الشركات في إمكانية استبدال الهيدروجين بالوقود النفاث المستخدم حالياً، لكن ديفيد يعتقد أن الأمونيا ستكون حلاً أكثر استدامة.

وأوضح ديفيد: “إذا أجرينا العملية الحسابية، فسنجد أنه عند سرعة 500 ميل/الساعة، يمكن الحصول على نفس سرعة اللهب مثل الوقود النفاث ونفس مقدار الطاقة، ولكن مع 40% فقط من المسافة. ولكن حتى مع إنقاص المسافة، تستطيع أية (طائرة بوينغ) 787 السفر من لندن إلى نيويورك. أعتقد أننا سوف نرى أولى هذه الطائرات في الجو فعلياً بحلول عام 2030”.

وفقاً لتقرير حول الطيران ذي الانبعاثات الصفرية، صدر عن جمعية لندن الملكية لتحسين المعرفة الطبيعية وشارك فيه ديفيد، فإن استبدال الوقود الحيوي بالوقود النفاث سوف يتطلب نصف الأراضي الزراعية في المملكة المتحدة.

لكن ديفيد لم يُدرج ضمن التقرير العمل الذي يضطلع به فريقه حول الأمونيا لدى شركة Sunborne Systems. ويعتقد ديفيد أن إمدادات الأمونيا الموجودة قابلة للاستخدام لتزويد الرحلات الجوية بالوقود. وأوضح: “لم أُدرج التكنولوجيا التي نطورها، لأنني لم أُرد إضافتها قبل أن نكون واثقين تماماً أننا قادرون على تقديمها بوصفها أحد الخيارات”.

وأضاف: “في الوقت الراهن، يتحدث صناع المحركات حول العالم عن الهيدروجين، ولكن كيف ستجلب الهيدروجين إلى مطار هيثرو؟ الأمونيا موجودة بالفعل في هيثرو، لأنها تُستخدم لتسخين وتبريد صالة 5”.

وتابع قائلاً: “ذلك هو خط الأنابيب الذي يمر على طول الطريق إلى هيثرو، نستطيع إعادة استخدامه، وصهاريج التخزين موجودة بالفعل هناك. الشيء الوحيد الذي سنعاني منه من حيث المبدأ، هو الحقيقة التي تقول إننا سيكون لدينا 40% من المسافات. لكن البنية التحتية موجودة هناك بالفعل”.