"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

لماذا تعمق الهند تعاونها العسكري مع الدول الخليجية وغرب آسيا؟

شفقنا :
تعمل الهند حاليا على تعميق التعاون العسكري والدفاعي في منطقة غرب آسيا، والتي تضم في الأساس دول الخليج وأيضا مصر، بعد نجاح نسبي في تمتين العلاقات التجارية، لتتكامل الصورة معبرة عن أهمية تلك المنطقة بالنسبة لنيودلهي التي تراقب ملامح انسحاب أمريكي منها.

ما سبق كان خلاصة تحليل نشره موقع “abp live” حيث ركز على حيوية منطقة غرب آسيا والخليج بالنسبة للهند اقتصاديا وأمنيا أيضا.

وعدد التحليل مظاهر تعميق التعاون العسكري بين الهند ودول تلك المنطقة، مثل رسو السفينة الحربية الهندية “INS Sumedha” في قاعدة أبوظبي البحرية قبل أيام، وأيضا استضافة السعودية لسرب مقاتلات هندي للتزود بالوقود في الجو وإجراء أعمال صيانة بالرياض في 26 فبراير/شباط الماضي، وأيضا جولة الغواصة الهندية كالفاري في ميناء صلالة بسلطنة عمان.

وفي أغسطس/آب 2021 ، أجرت الهند والسعودية أول تمرين بحري مشترك على الإطلاق سمي بـ “المحيط الهندي”، في قاعدة الملك عبدالعزيز البحرية، مقر الأسطول الشرقي البحري السعودي.

وبحسب التحليل، يشير التقارب العسكري الهندي السعودي تحديدا إلى تغير حقيقي في عقلية القادة السعوديين الذين يقيمون علاقات استراتيجية متميزة مع باكستان، الخصم اللدود للهند، والتي تعرضت نيودلهي بسببها للانتقاد عدة مرات من الرياض.

ورصد التحليل بداية التواصل الاستراتيجي العسكري لنيودلهي مع منطقة غرب آسيا، والذي بدأ عام 1993 عندما بدأت الهند وسلطنة عمان مناورة بحرية مشتركة تسمى “نسيم البحر”، وبرزت العلاقة الدفاعية الآن الآن كركيزة أساسية للشراكة الاستراتيجية بين البلدين.

ويضيف: “ربما ألهمت هذه العلاقة الدول الخليجية الأخرى مثل الإمارات وقطر، اللتين دخلتا أيضًا في علاقات دفاعية مريحة مع الهند”.

وفي الواقع، وسعت الهند هذه المشاركة من خلال دعوة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي كضيف رئيسي في احتفالات يوم الجمهورية هذا العام.

ووقعت الهند اتفاقيات تعاون دفاعي وعسكري مع مصر.

لماذا غرب آسيا؟

يقول التحليل إنه في الوقت الذي تقوم فيه الولايات المتحدة بتقليص وجودها في غرب آسيا، فإن الهند كجار بعيد في المنطقة لها دور تلعبه في ضمان السلام والأمن والاستقرار، وهو أمر حيوي أيضًا لرعاية مصالح أكثر من 8.9 ملايين هندي في هذه المنطقة، يساهمون ليس فقط في اقتصاد غرب آسيا ولكن أيضًا في الاقتصاد الهندي.

وبهذا الهدف، لم تبرز الهند وجودها في المنطقة فحسب، بل اضطلعت أيضًا بدور قيادي في توجيه مصيرها، من خلال مجموعات مثل “I2U2″، الملقبة بغرب آسيا “QUAD”، والتي تضم الهند والولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات وفرنسا.

وتعتبر إقامة علاقات مميزة في غرب آسيا أمرًا حيويًا للحفاظ على الطاقة والأمن الاقتصادي في الهند، حيث تتلقى البلاد أيضًا تحويلات كبيرة من العمال الهنود المغتربين.

المنطقة أيضًا مهمة بالنسبة للمخاوف الأمنية للهند، خاصة فيما يتعلق بالتطرف والإرهاب.

ومن المؤكد أن أي عدم استقرار في المنطقة سيؤثر على حياة ملايين العمال الهنود، وقد تجبر أية أزمة أمنية في المنطقة العمال الهنود على العودة إلى ديارهم؛ مما سيكون له عواقب على الاقتصاد الهندي أيضًا.

وتعتمد الهند على دول الشرق الأوسط لأكثر من 60% من متطلبات البترول.

وتعد المنطقة أيضًا وجهة رئيسية للصادرات الهندية، مما يساهم بشكل كبير في الاقتصاد الهندي.

وتعتبر الإمارات ثالث أكبر شريك تجاري عالمي للهند، وقد وقعت الأخيرة معها اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة، بينما تحتل السعودية المركز الرابع في هذا الإطار.

وبشكل منفصل، تحاول الهند إدارة علاقات مع أطراف أخرى بغرب آسيا بشكل فعال، مثل إيران وتركيا.

ويخلص التحليل إلى أن حماية مصالح الطاقة الحيوية والأمن الحيوية للهند تتطلب ارتباطات سياسية واستراتيجية أعمق مع غرب آسيا، ويرى صانعو السياسات في غرب آسيا أيضًا إمكانات في الهند؛ حيث يمكنهم استثمار عائداتهم النفطية الضخمة بشكل مفيد.

ووفقا لهذه المعادلة، ربما أدرك الطرفان أنه يمكنهم تطوير شراكة مربحة للجانبين.

*الخليج الجديد