الخليج الجديد :
تواصل السعودية مساعيها لتوسيع الحركة التجارية للوصول إلى أهدافها في الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجيستية، التي أُطلقت في يونيو/حزيران 2021.
وتعد شركة “البحري”، التي تأسست في عام 1978، هي الشركة الملاحية الوطنية السعودية، واحدة من أكبر شركات الشحن في العالم، مع ما لا يقل عن 95 سفينة تخدم 150 ميناء حول العالم، وتحتل المرتبة السابعة في قائمة فوربس الشرق الأوسط لأكبر 10 شركات لوجستية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2021، والمرتبة 41 على قائمة أفضل 100 شركة في الشرق الأوسط 2021.
وخلال الفترة الأخيرة، تم إطلاق 17 خطاً بحرياً دولياً بالمملكة، ما زاد ترابط الموانئ وزاد عملية الصادرات والواردات والانتقال عبر المملكة للدول الأخرى، ورفع حصة السعودية من عمليات المسافنة أو إعادة الشحن البحري في المنطقة ارتفعت إلى 32% العام الماضي، من 12% منذ 3 سنوات.
وتسعى المملكة إلى وصول حصتها من سوق المسافنة بالمنطقة إلى 50% بحلول 2030، بالإضافة إلى كسب الحصة الأكبر من التجارة البحرية العابرة في البحر الأحمر، وجذب حصة إضافية من عمليات المسافنة حول العالم إلى الموانئ السعودية.
أحدث المساعي السعودية للوصول إلى الريادة في النقل البحري، توقيع هيئة البحري، اتفاقية مع هيئة قناة السويس لتأسيس شركة مساهمة مصرية من أجل النقل البحري.
وفقاً للبورصة السعودية، ستركز الشركة على امتلاك وتأجير وتشغيل سفن البضائع العامة والسائبة والكيماويات والنفط وجميع الأنشطة الأخرى المتعلقة بالنقل البحري.
والخميس، أعلنت الهيئة العامة للموانئ السعودية “موانئ”، إضافة شركة البحر الأبيض المتوسط للملاحة “MSC” خدمتي شحن ملاحيتين “شرق أفريقيا – البحر الأحمر”، و”البحر الأحمر”، بما يُعزز عملية تدفق البضائع الصادرة والواردة من وإلى المملكة.
وتربط الخدمة الأسبوعية المباشرة “شرق أفريقيا – البحر الأحمر”، ميناء جدة الإسلامي وميناء الملك عبدالله، بميناء جيبوتي في مدينة جيبوتي بوقت عبور يومين فقط، وميناء مومباسا الكيني بوقت عبور 9 أيام، إضافة إلى ميناء دار السلام التنزاني بوقت عبور 12 يوماً.
فيما تربط خدمة “البحر الأحمر” ميناءي جدة الإسلامي والملك عبدالله، بميناء السودان مباشرة ليوم واحد كوقت عبور بواقع مرتين شهريًا.
والأسبوع الماضي، أعلنت “موانئ” عن إضافة شركة “BTL” الخدمة الملاحية الجديدة “ISI” إلى ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام؛ بهدف تقديم خدمات ملاحية عالمية المستوى للعملاء الإقليمين والدوليين.
وتسهم الخدمة الجديدة في ربط ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام بميناءي موندرا الهندي، وأم قصر العراقي بعدد سفينة واحدة، تبلغ طاقتها الاستيعابية 929 حاوية قياسية.
وسبق أن أعلنت “موانئ”، خلال يناير/كانون الثاني الماضي، عن إضافة كبرى الخطوط الملاحية 5 خدمات جديدة إلى موانئ جدة الإسلامي، والملك عبدالعزيز بالدمام، والجبيل التجاري تُسهم في ربط المملكة بعدد 43 ميناءً عالمياً.
كان أبرز هذه الخطوط إضافة خدمة الشحن الملاحية الجديدة “إنديا تو إيست ميك” التابعة للخط الملاحي “شيبينج كومباني ميديتيرانين”، بمينا الجبيل التجاري (شرق المملكة) واستقبال سفينة الحاويات “إم إس سي إلين”.
وتربط الخدمة الملاحية الجديدة المملكة بتركيا وشبه القارة الهندية والقارة الأفريقية وموانئ الشرق الأوسط عبر 11 ميناء عالمياً هي: خليفة وجبل علي بالإمارات العربية المتحدة، وحمد في قطر، وكراتشي الباكستاني، وموندرا وهزيرا الهنديان، إضافة إلى الإسكندرية في مصر، وتيكرداج وألياجا ومرسين في تركيا، إلى جانب ميناء الملك عبدالله (غرب السعودية).
وستعمل الخدمة من خلال رحلات أسبوعية منتظمة تضم عدد 5 سفن تصل إلى 8 آلاف حاوية قياسية، الأمر الذي يُسهم في تعزيز مكانة ميناء الجبيل التجاري، ويزيد من فرصه التنافسية ويضع قيمة إضافية أمام المصدرين والمستوردين والوكلاء الملاحيين.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلنت “موانئ” إضافة شركة “ميرسك” خدمة الشحن الملاحية الجديدة “شاهين إكسبريس” إلى ميناء الملك عبد العزيز بالدمام (شرق المملكة) التي تسهم في تعزيز الحركة التجارية مع شبه القارة الهندية والخليج العربي.
وتُسهم الخدمة في ربط ميناء الملك عبدالعزيز بـ3 موانئ عالمية هي: جبل علي في الإمارات، وموندرا وبيبافاف في الهند، من خلال سفينتين بطاقة استيعابية تصل إلى 1700 حاوية قياسية مرة واحدة أسبوعياً، بما يُسهم في مضاعفة الواردات والصادرات الوطنية، ويزيد من الفرص التنافسية بين خدمات الشحن الملاحية بوجود خيار جديد أمام المصدرين والمستوردين والوكلاء الملاحيين.
يشار إلى الموانئ السعودية سجلت ارتفاعاً في أعداد الحاويات المناولة خلال نوفمبر/تشرين الثاني الفائت بنسبة 8.30% لتصل إلى 631.1 ألف حاوية، مقارنة بـ582.7 ألف في أكتوبر/تشرين الأول 2021.
ووفق رؤية السعودية، فإن المملكة تستهدف تطوير القطاع البحري، وتحسين الكفاءة التشغيلية والبيئة التنظيمية والتشريعية بإعادة هندسة الإجراءات، وتعزيز الشراكات الفاعلة مع القطاع الخاص، وكذلك زيادة الخطوط الملاحية وإنشاء مناطق لوجيستية متكاملة، وإطلاق مبادرة الموانئ الذكية التي تستهدف أتمتة العمليات وتحسين تجربة العميل باستخدام أحدث التقنيات.
وأمام ذلك، شهد ميناء جدة الإسلامي برامج تطوير تعزز بنيته التحتية والخدمات، بهدف جعل الميناء واحداً من أفضل 10 موانئ عالمياً، كما جرى توقيع اتفاقيات مع الشركاء الاستراتيجيين لإنشاء ست مناطق لوجستية متكاملة تكسبه أهمية استراتيجية كبيرة كونه يمثل الخط البحري الملاحي الأول على ساحل البحر الأحمر.
والأسبوع الماضي، وقعت الهيئة العامة للموانئ السعودية “موانئ” و”غرفة جدة”، اتفاقية لإنشاء منطقة لوجيستية متكاملة بمنطقة الخُمرة جنوب جدة بقيمة استثمارية تناهز مليار ريال (266 مليون دولار)، بما يسهم في دعم التنمية الاقتصادية ومضاعفة الاستثمارات الوطنية والشراكة مع القطاع الخاص.
كما يشهد ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام برامج تطوير مُستمرة؛ ومواصلة النجاحات التي أسهمت بدورها في تعزيز إنتاجيته، وأكدت على ما يمتلكه من قدرات تشغيلية ولوجستية نوعية؛ بما يعزز مكانته في المركز الـ14 عالمياً في مؤشر أداء كفاءة موانئ الحاويات الصادر عن البنك الدولي.