في الليلة الفاصلة بين يومي 24 و25 فبراير عام 1942 فتحت المضادات الأرضية الأمريكية نيرانها في سماء لوس انجلوس ضد أهداف معادية، ما نجم عنه مقتل 6 مدنيين وإصابة عدة منازل بأضرار.
المدفعية المضادة الأمريكية أطلقت في تلك “المعركة” ما يقرب من 1500 طلقة في اتجاه الأجسام الطائرة التي صنفت بأنها معادية، إلا أنه لم يتم إسقاط أي طائرة، ولم يتم العثور على أي شظايا لقنابل قد تكون ألقيت من الجو، فيما تعرضت عدة منازل في المدينة لأضرار كبيرة تبين أنها كانت بسبب نيران المدفعية الأمريكية المضادة. وتبين أن الأشخاص الستة قتلوا جراء سقوط شظايا قذائف المدفعية ذاتها، وبسبب حوادث ونوبات قلبية بمضاعفات المعركة الحامية.
كانت السواحل الشرقية الأمريكية تعيش في حالة من الترقب بعد الهجوم الياباني على الأسطول الأمريكي في “بيرل هاربور”، والخسائر الفادحة التي سببها يوم 7 ديسمبر 1941، وكذاك هجمات اليوم التالي التي تمكنت من تدمير معظم سلاح الجو الأمريكي في الفلبين، ولاحقا الهجمات اليابانية المدمرة على هونغ كونغ وجزيرة ويك وغوام وغينيا الجديدة وجزر سليمان وبالي وتيمور وسنغافورة وجزر الهند الشرقية الهولندية وبورما.
في تلك الأيام انتشرت شائعات في أوساط الأمريكيين من أصل ياباني عن هجمات مقبلة على البر الأمريكي الرئيس، وبتأثير ذلك أعلنت وزارة الحرب الأمريكية حالة التأهب العالية في قوات دفاع السواحل في كاليفورنيا من مدينة سياتل إلى سان دييغو من 7 فبراير إلى 15 مارس 1942.
تمركز رجال المدفعية الأمريكية المضادة للجو وكان عددهم في لوس أنجلوس وحدها 8000 شخص، وتربصوا ليل نهار تحسبا لضربة يابانية عنيفة متوقعة عدة أسابيع بمدافع مضادة للجو من عيار 37 ملم.
ليلة 25 فبراير، في الساعة 2:15 صباحا، رصد الجيش الأمريكي أجساما طائرة مجهولة تحلق مقتربة من سماء المدينة، واستيقظ السكان على دوي صفارات الدفاع الجوي، وغرقت لوس أنجلوس في الظلام بعد قطع الكهرباء، وأضاءت السماء، فيما نزل المسنون من الرجال والنساء وكذلك الأطفال إلى الملاجئ، وبعد أقل من ساعة، انطلقت نيران المدفعية الأمريكية المضادة.
بعد عدة ساعات، صرح المتحدث باسم البحرية الأمريكية الجنرال فرانك نوكس نافيا وقوع أي هجوم، مفسرا إطلاق المضادات الكثيفة، بأنه كان بسبب إنذارا كاذب ناجم عن إجهاد عصبي!
بعد عدة أيام تغيرت الرواية الرسمية، وأعلنت وزارة الحرب الأمريكية أن المدينة فعلا “تعرضت لهجوم من قبل 15 طائرة يابانية كانت مهمتها اختبار فعالية أنظمة الدفاع الجوي بال وفي نفس الوقت تقويض الروح المعنوية للأمريكيين، إلا أن المدافعين الشجعان عن لوس أنجلوس، جنود بطاريات الدفاع الجوي السابعة والثلاثين، أطلقوا 1400 قذيفة، وأبعدوا العدو، وألحقوا به خسائر كبيرة”.
صحفيون حينها تساءلوا ساخرين عما يقصده الجيش بالخسائر، ولماذا لم يتمكن من عرض أي شيء أسقطه اليابانيون؟
توالت بعد ذلك تفسيرات مختلفة عن تلك المعركة الحامية، ومنها أن الأهداف الجوية كانت بالونات لرصد الطقس، أو بالونات للجيش بقصد اختبار رادارات جديدة، ثم عاد الأمريكيون إلى نقطة البداية قائلين بأن ما جرى كان بتأثير إنذارات كاذبة وإجهاد عصبي!
بعد عقود من الزمن، ظهرت في وسائل الإعلام الأمريكية ثمانينيات القرن الماضي، وثيقة تدور حول تلك الحادثة مؤرخة في 05/03/1942، موجهة إلى الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت.
تلك الوثيقة ورد فيها أنه “فيما يتعلق بالغارة الجوية على لوس أنجلوس في 24 فبراير 1942. لا يمكن إثبات انتماء الأجسام التي هاجمت المدينة للدولة. يعتقد الخبراء أن الأجسام كانت من أصل خارج الأرض”.
ومن جهة الشهود، أفاد رالف بلوم وكان عمره حينها 9 سنوات، بأنه رأي جسما على شكل سيجار، أصيب بعدة طلقات من المدفعية المضادة، إلا أن الجسم الغريب لم تلحق به أي أضرار.
شاهد آخر يدعى بيتر جنكينز روى أنه أحصى 25 قطعة فضية في السماء شكلت حرف “V”، وطارت فوق رأسه باتجاه مدينة لونغ بيتش.
أما الضابط في سلاح البحرية الأمريكية كارل سيس، فقد أفاد بأن الكشافات الضوئية رصدت مجموعة من 9 طائرات فضية اللون، وأن قذائف المدفعية أطلقت في اتجاهها.
ترك رجال المدفعية المضادة أيضا انطباعاتهم عن تلك المعركة الغامضة في سماء لوس أنجلوس، مشيرين إلى أن تلك “الأجسام الطائرة المجهولة كان يبدو أنها تسخر منا، كانت تحلق فوق مدافعنا. أطلقنا النار من دون توقف، لقد أصيبت عدة مرات وهذا مؤكد، لكنها لم تسبب لها أي ضرر”.
بعد مرور 81 عاما، لم يبق من الروايات عن “معركة لوس أنجلوس”، إلا تلك التي تؤكد أنها كانت ضد صحون طائرة وأجسام طائرة مجهولة الهوية، يفترض أنها قدمت من عالم آخر، من خارج الأرض.
المصدر: RT