"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

يخرج المهدي في سنة كثيرة الزلازل و البرد

إسلام أون لاين :

أحاديث صيحة رمضان و معمعة شوال في سنة كثيرة الزلازل والبرد

الغيب لا يعلمه إلا الله تعالى، وكل ما يتصل بيوم القيامة من تحديد يوم معين لها،أو ذكر وقائع ستحدث في يوم بعينه ليس صحيحا، وعلى المسلم أن يشغل نفسه بالاستعداد لهذا اليوم العظيم ، وأن يعد له عدة. مما يَتصِل بالعقيدة الإيمانُ بالغَيْب، كما قال تعالى في وصْف المتقين: (الذينَ يُؤْمِنُونَ بالغَيْبِ) (سورة البقرة : 3) وقد وَرَدَتْ نصوص تَتحدَّث عن الغَيْب منها: قولُه تعالى: (وعِنْدَهُ مَفَاتِحَ الغَيْبَ لا يَعْلَمُهَا إلاّ هُوَ) (سورة الأنعام: 59) وصَحَّ في الحديث الذي رواه البخاري أنها خَمْسٌ، وهي التي جاءتْ في قولِه تعالى: (إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (سورة لُقمان : 34) وقوله تعالى: (عَالِمُ الغَيْبِ فَلا يُظْهِرُعَلَى غَيْبِهِ أَحدًا إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا) (سورةالجنّ : 26، 27). وقوله تعالى: (قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلا مَا شَاءَ اللهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الخَيْرِ وَمَا مَسَّنِىَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (سورة الأعراف: 188). وأما عن أحاديث الصيحة التي ستحدث في رمضان وتتبعها معمعة في شوال فهي أحاديث ليس بصحيحة، ولا يعتد بها . فقد جاء في الآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للسيوطي مانصه: خرج نعيم بن حماد عن أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم تكون هدة في رمضان ثم تظهر عصابة في شهر شوال ثم تكون معمعة في ذي القعدة ثم سلب الحاج في ذي الحجة ثم تنهك المحارم في المحرم ثم يكون صوت في صفر ثم تنازع القبائل في شهر ربيع ثم العجب كل العجب بين جمادة ناقة مصيبة خير من دسكرة(بناء على هيئة قصر) تغل مائة ألف. وقال صاحب كنز العمال : أخرجه نعيم بن حماد في الفتن، عن أبي هريرة، وقال الحاكم: غريب المتن، وقال الذهبي: موضوع، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات). وفي المستدرك للحاكم : عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه-:عن النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: (تكون هدة في شهر رمضان، توقظ النائم، وتفزع اليقظان، ثم تظهر عصابة في شوال، ثم معمعة في ذي الحجة، ثم تنتهك المحارم في المحرم، ثم يكون موت في صفر، ثم تتنازع القبائل في الربيع، ثم العجب كل العجب بين جمادى ورجب، ثم ناقة مقتبة خير من دسكرة تقل مائة ألف). قد احتج الشيخان -رضي الله تعالى عنهما- برواة هذا الحديث عن آخرهم، غير مسلمة بن علي الحسني، وهو حديث غريب المتن. ومسلمة أيضا: ممن لا تقوم الحجة به. وأخرج أبو نعيم والحاكم كما جاء في كنز العمال : عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كان صيحة في رمضان فإنه يكون معمعة في شوال، وتمييز القبائل في ذي القعدة، وتسفك الدماء في ذي الحجة والمحرم وما المحرم – يقولها ثلاث مرات – هيهات هيهات! يقتل الناس فيه هرجا هرجا، قلنا وما الصيحة يا رسول الله؟ قال: هدة في النصف من رمضان ليلة الجمعة فتكون هدة توقظ النائم وتقعد القائم وتخرج العواتق من خدورهن في ليلة جمعة في سنة كثيرة الزلازل والبرد، فإذا وافق شهر رمضان في تلك السنة ليلة الجمعة فإذا صليتم الفجر من يوم الجمعة في النصف من رمضان فادخلوا بيوتكم وأغلقوا أبوابكم وسدوا كواكم ودثروا أنفسكم وسدوا آذانكم، فإذا أحسستم بالصيحة فخروا لله سجدا وقولوا: سبحان القدوس، سبحان القدوس، ربنا القدوس، فإنه من فعل ذلك نجا ومن لم يفعل هلك.

اقرأ المزيد في إسلام أون لاين :
https://fiqh.islamonline.net

علامات خاصة في سنة الظهور:
سوف نشير إلى أكثر الأحداث بروزاً في هذه السنة، وهي العام الذي يشارف على قرب ظهور إمامنا المهدي (أرواحنا له الفداء)، وسوف نتطرق إلى أحداث وعلامات هذه السنة، كما جاء في رويات المعصومين عليهم السلام حسب التسلسل الزمني، وذلك للفائدة المرجوة من هذا التسلسل. ليكون هناك تصور عام وشامل للمؤمنين عن هذه الأحداث والعلامات، علماً بأن المحتوم، هي خمس علامات كما جاء في كثير من الروايات.. (عن ميمون ألبان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: خمس قبل قيام القائم: اليماني والسفياني والمنادي ينادي من السماء وخسف البيداء، وقتل النفس الزكية) (5).
أما أحداث سنة الظهور، فهي عديدة، نشير إلى أبرزها، ونحاول قدر الإمكان مراعاة التسلسل الزمني، حسب ما توفر لدينا من معلومات من الروايات الشريفة.
ولا بدّ أن نشير، إلى أحداث مجملة ودلالات عامة توضح لنا سنة الظهور:
وتر من السنين:
(عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لا يخرج القائم إلا في وتر من السنين، سنة إحدى أو ثلاث أو خمس أو سبع أو تسع) (6) وهذا تحديد عام للسنة التي سيظهر عليه السلام فيها، أما يوم خروجه يوم بزوغ نور الفجر المقدس فهو أكثر تحديداً.. (عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: في الحديث.. ويقوم – القائم – في يوم عاشوراء وهو اليوم الذي قتل فيه الحسين بن علي عليه السلام، لكأني به في يوم السبت العاشر من المحرم، قائماً بين الركن والمقام، جبرائيل بين يديه ينادي بالبيعة له فتصير شيعته من أطراف الأرض تطوى لهم طياً، حتى يبايعوه فيملأ الله به الأرض عدلاً، كما ملئت جوراً وظلماً) (7)… فبعد قراءة هذه الرواية وروايات أخرى، نستطيع أن نحدد بعض معالم السنة التي سيظهر عليه السلام فيها: فهي وتر من السنين (حسب النظام العددي أو الرقمي، وحسب التقويم الإسلامي) وكذلك يوم الفجر المقدس، هو يوم السبت العاشر من محرم الحرام.
سنة غيداقة (كثيرة المطر).
من علامات سنة الظهور (الفجر المقدس) أن تكون كثيرة المطر، ومن كثرته تفسد الثمار والتمر في النخيل فالمطر ربما يكون نقمة، وربما يكون رحمة.. عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (قدام القائم عليه السلام لسنة غيداقة يفسد فيها الثمار والتمر في النخل، فلا تشكوا في ذلك) (😎. وعن سعيد بن جبير قال: إن السنة التي يقوم فيها القائم المهدي، تمطر الأرض أربعاً وعشرين مطرة ترى آثارها وبركتها إن شاء الله) (9).. ومن هنا نستطيع أن ندرك دلالة حديث أبي عبد الله عليه السلام حيث قال: (سنة الفتح ينبثق الفرات حتى يدخل في أزقة الكوفة، وفي رواية اخرى: سنة عام الفتح، ينشق الفرات حتى يدخل أزقة الكوفة) (10).
سنة كثيرة الزلازل والخوف والفتن.
من علامات سنة الظهور كما قال الإمام الصادق عليه السلام: (علامتها أن تكون في سنة كثيرة الزلازل والبرد) (11).
(أبشركم بالمهدي يبعث في أمتي على اختلاف من الناس وزلازل) (12). (ويومئذ يكون اختلاف كثير في الأرض وفتن) (13).
(قبل هذا الأمر قتل بيوح.. قيل وما البيوح؟ قال: دائم لا يفتر) (14).
(قدام القائم موتان: موت أحمر، وموت أبيض، حتى يذهب من كل سبعة خمسة) (15).
عن أمير المؤمنين قال: (بين يدي المهدي موت أحمر، وموت أبيض، وجراد في حينه وجراد في غير حينه، كألوان الدم، أما الموت الأحمر فالسيف، وأما الموت الأبيض فالطاعون) (16).
عن عبد الله بن بشار عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: (إذا أراد الله أن يظهر قائم آل محمد بدأ الحرب من صفر إلى صفر وذلك أوان خروج قائمنا)(17) .
(عن جابر الجعفي قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي عليه السلام عن قول الله تعالى (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ) (18) فقال يا جابر ذلك خاص وعام، فأما الخاص من الجوع بالكوفة، ويخص الله به أعداء آل محمد فيهلكهم الله، وأما العام فبالشام، يصيبهم خوف وجوع ما أصابهم مثله قط، وأما الجوع فقبل قيام القائم عليه السلام، وأما الخوف فبعد قيام القائم عليه السلام) (19)
عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام قال: (لا يظهر المهدي إلا على خوف شديد من الناس، وزلازل تصيب الناس، وطاعون وسيف قاطع بين العرب، واختلاف شديد بين الناس وتشتت في دينهم وتغير في حالهم، يتمنى المتمني الموت مساءً وصباحاً.. إلى أن قال: فخروجه يكون عن اليأس والقنوط، فيا طوبى لمن أدركه وكان من أنصاره، والويل كل الويل لمن خالفه وخالف أمره) (20).
عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: (لا بدّ أن يكون قدّام القائم فتنة تجوع فيها الناس، ويصيبهم خوف شديد من القتل، ونقص من الأموال والأنفس والثمرات، فان ذلك في كتاب الله لبين، ثم تلا هذه الآيه (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنْ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ))(21)
فمن مجمل الأحاديث الشريفة، التي تصف سنة الظهور، بأنها سنة كثيرة الزلازل والفتن، والتي تتصف بفقدان الاستقرار السياسي وكثرة الاختلافات والحروب والتي تنتهي بحرب عالمية، كما تسميها الروايات (معركة قرقيسيا) – وسوف نشير إليها لا حقا – ما تؤدي كثرة الحروب إلى الخوف والجوع والقتل والموت.. وتنتهي أحداث هذه السنة ببزوغ نور الفجر المقدس، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً..
وبهذا الاستعراض البسيط لأحداث سنة الظهور العامة والمجملة، نجد أن الأحاديث الشريفة، تحدد أحداثا مفصلة تحديداً دقيقاً وخاصة في النصف الثاني منها، نوضحه في الأقسام القادمة
 من صفحة علامات ظهور المهدي
فيس بوك