خروج الدبلوماسيين من أفغانستان؛ تهديد أمني أم قطع الأمل في التعامل مع طالبان؟

شفقنا :

أفاد تقرير أن دبلوماسيين سعوديين غادروا كابول أواخر الأسبوع الماضي واستقروا في باكستان. 

وأفادت وكالة شفقنا قسم أفغانستان بأنه نقلت وكالة رويترز عن مصدر دبلوماسي ومصدرين آخرين قولهم إن دبلوماسيين سعوديين نُقلوا إلى باكستان عبر رحلة جوية “بسبب التحذيرات من تزايد مخاطر وقوع هجمات في كابول”.

انتشر خبر خروج الدبلوماسيين السعوديين على مواقع التواصل الاجتماعي في أفغانستان منذ عدة أيام.

بالإضافة إلى ذلك، انتشرت شائعات حول خروج دبلوماسيين تابعين للإمارات العربية المتحدة من كابول وإمكانية خروج دبلوماسيين من دول أخرى وإغلاق سفاراتهم على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي في أفغانستان.

لكن ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم حكومة طالبان قال يوم الاثنين من الأسبوع الجاري إن دبلوماسيين سعوديين توجهوا إلى بلادهم “بشكل مؤقت للمشاركة في دورة تدريبية” وسيعودون قريبا.

ولم تعلق وزارة الخارجية السعودية حتى الآن على خروج دبلوماسييها من كابول ولم تؤكد رسميا الأسباب التي دفعت دبلوماسييها إلى مغادرة أفغانستان.

هل الدبلوماسيون معرضون للتهديد؟

وبحسب وكالة رويترز، فإن السبب الرئيس لمغادرة الدبلوماسيين السعوديين لأفغانستان كان “التحذيرات من زيادة مخاطر الهجمات في كابول”.

لكن لا يزال من غير الواضح أي مجموعة أو أفراد يشنون هذه الهجمات ضد دبلوماسيين أجانب في كابول ومدى شدة التحذيرات التي تلقتها السفارة السعودية في كابول.

لكن قبل ذلك، وقعت ثلاث هجمات على الأقل في كابول استهدفت مواطنين أجانب واستهدفت اثنتان منها على وجه التحديد دبلوماسيين ومراكز دبلوماسية.

في شهر سبتمبر الماضي، وقع هجوم انتحاري على مدخل السفارة الروسية في كابول، قتل فيه مواطنون روس وأربعة مواطنين أفغان. وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية مسؤولية هذا الهجوم.

في شهر ديسمبر استهدف مهاجمون مسلحون السفير الباكستاني في كابول الذي نجا من الهجوم. بعد فترة وجيزة، أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الهجوم على السفير الباكستاني في كابول من خلال نشر صور المهاجمين.

وكذلك في شهر ديسمبر، تعرض الفندق الذي يقيم فيه المواطنون الصينيون في كابول لهجوم على يد مهاجمين مسلحين. وأكدت وزارة الخارجية الصينية مقتل خمسة مواطنين صينيين في هذا الهجوم، كما قال مستشفى الطوارئ في كابول إن ثلاثة قتلى و18 جريحا نقلوا إلى المستشفى. هذا وتولى تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عن هذا الهجوم.

من الواضح أن هذه الهجمات نُفِّذت ضد مراكز دبلوماسية أجنبية في أفغانستان، لكن لا يزال من غير الواضح ما إذا كان الدبلوماسيون السعوديون قد غادروا كابول بسبب تهديد داعش أو ما إذا كانوا غير قادرين على التفاعل مع طالبان.

قطع الأمل في التعامل مع طالبان

بعد نشر أخبار وتقارير عن مغادرة دبلوماسيين سعوديين كابول، أثيرت العديد من التكهنات حول أسباب هذا القرار.

يعتقد العديد من الخبراء أن مغادرة دبلوماسيي المملكة العربية السعودية من كابول، في وقت غادر دبلوماسيو الإمارات العربية المتحدة السفارة في كابول، كما غادر السفير الباكستاني كابول بعد محاولة اغتياله؛ علامة على قطع أمل تلك البلدان في التعامل مع طالبان.

كما يقول المواطنون الأفغان إن باكستان والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية من بين “داعمي طالبان”، لكنهم توصلوا الآن إلى استنتاج مفاده أنه “لم يعد من الممكن التعامل مع طالبان”.

كما أفاد عدد من وسائل الإعلام الأفغانية أن دبلوماسيين سعوديين غادروا البلاد احتجاجا على الحظر المفروض على تعليم وعمل النساء والفتيات الأفغانيات.

تظهر هذه التكهنات أن علاقات الدول مع حركة طالبان تشهد فتورا؛ ولا يهم ما إذا كان السبب هو التهديدات الأمنية الناجمة عن ضعف طالبان أو الإحباط من التعامل مع هذه المجموعة.

يبدو أن حركة طالبان وصلت إلى مأزق كبير في تعاملها مع دول العالم، وإذا لم تظهر مرونة فإنها ستدخل في مزيد من العزلة.

عن مركز القلم للأبحاث والدراسات

يهتم مركز القلم بمتابعة مستقبل العالم و الأحداث الخطرة و عرض (تفسير البينة) كأول تفسير للقرآن الكريم في العالم على الكلمة وترابطها بالتي قبلها وبعدها للمجامع والمراكز العلمية و الجامعات والعلماء في العالم.

شاهد أيضاً

“فايننشال تايمز” : الاتحاد الأوروبي سيمنح تونس 165 مليون يورو لكبح الهجرة غير الشرعية

RT : قالت صحيفة “فايننشال تايمز” يوم الأحد إن الاتحاد الأوروبي سيقدم لقوات الأمن التونسية …