أخبار عاجلة

مجلس علماء الذرة يعلن تحديث “ساعة القيامة” هل اقتربت نهاية العالم؟

شفقنا :

تقرير- بعد الحرب العالمية الثانية، بحثت مجموعة متميزة من العلماء في معايير تعطي دلالات ومؤشرات حول مدى اقتراب العالم من كارثة عالمية كفيلة بتدميره.

 

وقد أفضى مجهود علماء دورية علماء الذرة Bulletin Of the atomic Scientists، ومقرها شيكاغو، إلى ابتكار “ساعة القيامة”، وهي أداة رمزية يستخدمها العلماء للعد العكسي لخراب وشيك قد يعصف بالأرض.

 

ويتخذ مجلس العلوم والأمن بالدورية قرار تحريك عقارب “ساعة القيامة” سنويا بالتشاور مع رعاة المجلس، ومن بينهم 16 عالما فازوا بجوائز نوبل.

 

تحاول “ساعة القيامة” الإجابة عن الأسئلة التي يطرحها الكثيرون حول مصير العالم جراء ما يحصل فيه من أزمات. وسيكون يوم الثلاثاء 24 يناير/كانون الثاني موعدا لمجلة علماء الذرة الأمريكية، التي ترعى هذه التجربة، لتعلن للجميع عن تقديراتها بشأن ما إن كانت البشرية “تقترب من نهايتها” فعلا، وأي هامش يتبقى لها لتدارك ما يمكن تداركه؟

 

هل العالم على حافة هاوية؟ وهل هو مقبل في الوقت الحالي على نهايته جراء “الأوجاع” المنتشرة عبر جسده؟ إنه التشخيص الذي ستحاول مجلة علماء الذرة في شيكاغو الأمريكية القيام به، لتحديث توقيت “ساعة القيامة”.

 

وأعلن مجلس العلوم والأمن التابع لنشرة علماء الذرة أنه سيعلن يوم 24 يناير/كانون الثاني الجاري عن تحديث “ساعة يوم القيامة” (Doomsday Clock)، المصممة للتنبؤ بمدى قرب البشرية من الإبادة المروعة.

 

وقال المجلس إنه “سيقرر الثلاثاء المقبل ما إذا كان الموعد نفسه الذي أعلن عنه سابقًا، وهو تثبيت عقارب الساعة عند 100 ثانية قبل منتصف الليل، أم إن هناك تغييرا ما في الأمر”.

 

وفي 21 يناير/كانون الثاني 2022، أجرى المجلس تثبيت عقارب الساعة عند 100 ثانية فقط قبل “ساعة الصفر”، وهي الـ12 منتصف الليل.

 

وقالت النشرة إنها ستأخذ في الاعتبار التغيرات الجديدة التي طرأت على العالم، مثل الحرب الروسية الأوكرانية، والتهديدات البيولوجية، وانتشار الأسلحة النووية، وأزمة المناخ المستمرة، وحملات التضليل التي ترعاها الدولة والتقنيات التخريبية.

 

وفي 1953 وضعت عقاربها على بعد دقيقتين من “منتصف الليل” بعد أن فجرت كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي أولى الأسلحة النووية. وهي المهلة الأقرب من لحظة “الدمار الشامل” في القرن العشرين. أما في القرن التالي فحصل ذلك في 2018 في أعقاب فشل زعماء العالم في معالجة التوترات المرتبطة بالأسلحة النووية وقضايا التغير المناخي.

 

وتغير توقيت هذه الساعة أكثر من عشرين مرة وفق ما تمليه المتغيرات الكبرى في العالم. ويمثل منتصف الليل فيها مجازيا نقطة الصفر الذي تحل فيها الكارثة، وتقاد البشرية إلى الزوال. أما الدقائق والثواني التي تضبط عليها، فيكون تحديد عددها بناء على حدة الأخطار التي يرى علماء المجلة أنها قادرة على إتلاف الحياة على الكرة الأرضية.

 

وفي 2017 أصبحت ساعة القيامة على بعد دقيقتين من منتصف الليل بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وتم تقديمها أكثر، كما أشرنا أعلاه، في 2018 نتيجة التهديدات النووية خاصة من جانب كوريا الشمالية وخطر ارتفاع درجة حرارة الأرض.

 

تحول رسم “ساعة القيامة” إلى رمز لمجلة علماء الذرة، والذي طوره المصمم مايكل بروت في يناير/كانون الثاني 2007 لمنحها شكلا عصريا. وتظهر الساعة بجلاء لزائري موقع المجلة على الإنترنت، والتي كانت من أوائل النشرات التي دخلت المجال الرقمي بعد تخليها عن الإصدار الورقي في 2009.

 

وإلى جانب مؤيدي هذه التجربة والمعجبين بها، هناك من ينتقد طريقتها في مقاربة الأخطار التي تحوم حول العالم والبشرية خاصة، إذ تتهم في بعض الأحيان بالمبالغة. وبحسب أحد هؤلاء، وهو الإعلامي تريستين هوبر من صحيفة “ناشونال بوست”، أنه توجد الكثير من الأشياء التي تثير القلق حول التغير المناخي، لكن ليس بنفس درجة الأسلحة النووية.

 

وبفضل “ساعة القيامة”، تستفيد المجلة من استقطاب عدد من الزوار، يقودهم الفضول إلى البحث عن بوابتها، للاطلاع على جديدها وتقديراتها لما سيؤول إليه العالم.

لكن ساعة “يوم القيامة” التي اكتسبت اسمها من الصحف فقط عام 1968، واعتمدت النشرة الاسم رسمياً عام 1972، لم تسلم من المنتقدين الذين رأوا أنها حيلة سياسية غير مثمرة وغير مفيدة للناس وصانعي السياسات، استناداً إلى أنها تحمل قدراً كبيراً من المبالغة، وأنها تعتبر كل شيء يمثل أزمة.

 

لكن كتاباً آخرين اعتبروا أن ساعة “يوم القيامة” بما حملته من تأثير ثقافي، انعكست في ألحان الموسيقيين وفي البرامج التلفزيونية وبعض الأفلام، كانت مفيدة بشكل أو بآخر من خلال تسليط الضوء على الأخطار التي يصنعها الإنسان. وفي كتابهما الجديد المثير للقلق الذي يحمل عنوان: “ساعة يوم القيامة في عمر 75″، يتتبع روبرت إلدر وجيه سي غابل تاريخ ساعة “يوم القيامة”، التي اعتبرها المؤلفان أقوى تصميم إعلامي في القرن العشرين، كما اعتبرت راشيل برونسون، الرئيسة والمديرة التنفيذية لنشرة علماء الذرة، أنها تجمع بين قوة الفن والعلم.

 

مكونات إضافية

 

وإذا كان علماء الذرة الأوائل عرفوا أن الأسلحة النووية هي أول اختراع بشري يمكن أن يقضي حرفياً على الحضارة الإنسانية، إلا أنهم أدركوا أيضاً أنه سيكون هناك مزيد من التهديدات، ولهذا أصبحت مكونات سيناريو “يوم القيامة” المحتمل أكثر عدداً الآن من أي وقت مضى، حسبما يقول رئيس تحرير النشرة جون ميكلين.

 

ومن بين هذه المكونات، تغير المناخ، والتهديدات البيولوجية، والذكاء الاصطناعي، والمعلومات المضللة، وكثير من القضايا الناشئة التي يمكن أن تهدد كوكب الأرض، التي يشير بعض العلماء مثل كاثرين هايهو، الأستاذة في جامعة تكساس للتكنولوجيا، إلى أنه من منظور المناخ، يجب أن تتحرك ساعة “يوم القيامة” الآن أقرب قليلاً إلى منتصف الليل، لأنه خلال وباء كورونا، انخفضت انبعاثات البشر بصفة مؤقتة بنحو 7 في المئة خلال عام 2020، لكن وفقاً لوكالة الطاقة الدولية، عاد البشر إلى مستويات أعلى من تلك التي كانوا عليها قبل الجائحة.

 

وتحذر برونسون وزملاؤها من تهديدات أخرى، ففي حين أن الوباء ليس على وشك القضاء على البشرية، إلا أنه نذير بالتهديدات المقبلة، وقد تنتقل الفيروسات الأخرى الأكثر خطورة من الحيوانات إلى البشر، وقد تظهر أنواع جديدة من التقنيات التخريبية، بما في ذلك الأسلحة السيبرانية والأسلحة البيولوجية والذكاء الاصطناعي وأسلحة الطائرات من دون طيار.

 

ومع التهديدات المستمرة والخطيرة التي تشكلها الأسلحة النووية وتغير المناخ والتقنيات التخريبية، يفضل كثيرون الإبقاء على مؤشر ساعة “يوم القيامة” على بعد 100 ثانية حتى منتصف الليل، وهو أعلى مستوى من الخطر الذي تم تسجيله حتى الآن بينما العالم يزداد توتراً.

عن مركز القلم للأبحاث والدراسات

يهتم مركز القلم بمتابعة مستقبل العالم و الأحداث الخطرة و عرض (تفسير البينة) كأول تفسير للقرآن الكريم في العالم على الكلمة وترابطها بالتي قبلها وبعدها للمجامع والمراكز العلمية و الجامعات والعلماء في العالم.

شاهد أيضاً

كيف يعرّف أطفال إسرائيل مصر وبماذا يصفونها؟.. تقرير عبري

RT : انتقد تقرير إسرائيلي نشره موقع “واللا” الإخباري الإسرائيلي، عدم تدريس اتفاقية السلام التاريخية …