
مع الأخذ في الاعتبار التطورات الأساسية الطارئة على المستوى الدولي في أعقاب نهاية الحرب الباردة، فإن الدور الحاسم لآسيا في النظام العالمي بدأ بالظهور بشكل متزايد. وبدا أن المجتمع الدولي يمر بتغيرات سريعة وضخمة ومعقدة في جميع جوانب الحياة العامة. وقد قامت التطورات التكنولوجية بتيسير وتوسيع وتحديث كمية ونوعية التفاعلات بين الأفراد والجماعات والمنظمات والأمم والدول. وبالنتيجة ظهر هنالك محيط عالمي وفّر أرضا خصبة للتكامل المتزايد على مختلف المستويات وفي مختلف المناطق.
المحيط العالمي والعناصر الظرفية للتكامل جعلت من آسيا حالة متميزة للتكامل الإقليمي الناجح: ليس فقط بسبب الاتساع الجغرافي لهذه القارة، بل أيضا بسبب تفاعل تاريخها الثري وثقافاتها، ومواردها الطبيعية الكبيرة وقواعدها التنموية, وإمكانات الإنتاج الضخمة والأسواق الاستهلاكية الواسعة، والتفاعل الضخم المتخطي للحدود الوطنية وشبكات الاتصالات عبر الحدود القومية، جميعها جعلت من التكامل الإقليمي في آسيا ضرورة حتمية وليس خيارا.
وفي حين أن التقارب الجغرافي هو عامل حقيقي للتكامل الإقليمي، فإن عوامل مثل هذا التكامل غير محدودة بالجغرافيا. وفعلا، فإن للروابط التاريخية والثقافية والاقتصادية والسياسية والأمنية تأثيراتها الخاصة والمتميزة في تشكيل التكامل الإقليمي المجدي ضمن المحيط العالمي. بالإضافة إلى ذلك، فإن المؤسسات الراسخة والقوية في التعاون والتنافس في الرياضة والإعلام والفنون والعلوم عبر القارة، والتشكيلة الطبيعية والفنية المتميزة من عناصر الجذب السياحي، والتطلعات المشتركة لشعوبها، وإمكانات آسيا الهائلة في صيانة السلام والأمن الدولي، جميعها تشير إلى مجال خصب لزيادة التكامل الواعد في آسيا.
ميثاق الصداقة في آسيا هو مبادرة جريئة يمكنها ان تساهم بشكل كبير في عملية التكامل الإقليمي في آسيا. فهي توفر هيكلا للاتفاق وقاعدة للتفاعل النشط واسع النطاق على مستوى كامل آسيا. وإن محتويات ميثاق الصداقة في آسيا، كما هو مبين من قبل الجلسة العامة للجمعية البرلمانية الآسيوية (APA)، تغطي أهداف ومبادئ عامة وتشمل نطاقا واسعا من الموضوعات الحيوية لزيادة التقارب في المجتمع الآسيوي بشكل عام.
ومن المنظور الإقليمي، فإن ميثاق الصداقة في آسيا كمبادرة من قبل الجمعية البرلمانية الآسيوية (APA) يعكس الروابط المتأصلة الجذور في التاريخ والجغرافيا والثقافة والحضارة التي تربط آسيا ببعضها. إن المصالح العامة لجميع دول آسيا، بالإضافة إلى التحديات والفرص المشتركة التي تواجه شعوبها، كانت المنهج الذي وضع على أساسه ميثاق الصداقة في آسيا كطريق تجاه المزيد من التكامل على المستوى القاري.
ومن المنظور العالمي، فإن ميثاق الصداقة في آسيا سيسهم بشكل مؤكد في تعزيز بروز آسيا على مستوى العالم. الإمكانات العظيمة لآسيا بأكملها هي أساسية لسلام وأمن وازدهار العالم. وهنالك كل ما يدعو إلى الاعتقاد بأن آسيا المتكاملة سيكون لها دور بناء في شئون العالم المستقبلية بما ينسجم مع مصالح جميع الأمم الآسيوية وما بعد.
وقد عقدت الدورة الثالثة عشرة للجمعية العامة للجمعية البرلمانية الاسيوية في أنطاليا بتركيا تحت شعار “الترويج للتعددية في الديناميكيا العالمية المتغيرة”.
وتعد الجمعية البرلمانية الاسيوية اهم منظمة دولية على صعيد اسيا.
وقد نشأت الجمعية البرلمانية الآسيوية (APA) عام 2006 في الدورة السابعة لرابطة البرلمانيين الآسيويين من أجل السلام (AAPP)، وبعبارة أخرى، فإن الجمعية البرلمانية الآسيوية هي استمرار لمنظمة تم تأسيسها في عام 1999.
وضمت الجمعية البرلمانية الآسيوية عام 2007، 42 برلمانًا عضوًا و16 مراقبًا، لكل برلمان عضو عدد محدد من المقاعد في الجمعية بناءً على حجم سكانها. ليبلغ عدد المقاعد الكلية 206 عضوا له حق التصويت.
ويجب انتخاب أعضاء الجمعية من قبل أعضاء البرلمانات الأعضاء، إذ يضع ميثاق الجمعية البرلمانية الآسيوية وإعلان طهران إطارًا عاماً للتعاون بين الدول الآسيوية، ويشيران إلى رؤية الجمعية وهي حالة “التكامل الآسيوي”.
ونشأت رابطة البرلمانات الآسيوية من أجل السلام عن الرغبة الجماعية والجهد المتضافر للمشرعين وأعضاء المجتمع المدني في آسيا لتعزيز السلام بشكل عام، وفي المنطقة الآسيوية بشكل خاص.
تأسست الرابطة في أيلول / سبتمبر 1999 في دكا، بنغلاديش، لتعزيز الوحدة نحو الهدف الوحيد للسلام وإطار عمل ملموس للتعاون الإقليمي لتعزيز حماية حقوق الإنسان والديمقراطية.
كان على الرابطة والتي تعرف اختصارا AAPP وضع استراتيجيات لتحقيق السلام والحق في التنمية وكذلك الحقوق الاجتماعية والثقافية والبيئية للشعوب في آسيا.
وقد عُقدت أول جمعية عامة للجمعية البرلمانية الآسيوية في دكا، بنغلاديش في سبتمبر 1999. بينما عقدت الجمعية العامة الثانية في بنوم بنه، كمبوديا في الفترة من 5 إلى 10 نوفمبر 2000. والثالثة في بكين وتشونغتشينغ يومي 16 و19 أبريل 2002. والرابعة في مانيلا، الفلبين في الفترة من 31 أغسطس إلى 4 سبتمبر 2003، والخامسة في إسلام آباد، باكستان في الفترة من 29 نوفمبر إلى 3 ديسمبر 2004. والسادسة في باتايا، تايلاند عام 2005 .
وانعقدت أول جلسة عامة للجمعية البرلمانية الآسيوية في طهران، الجمهورية الإسلامية الايرانية في الفترة من 12 إلى 14 نوفمبر 2006، إذ عُقدت الدورة السابعة للجمعية العامة لرابطة البرلمانات الآسيوية من أجل السلام في طهران في الفترة من 12 إلى 14 نوفمبر 2006.
ووفقا للمادة 13 من ميثاق الجمعية البرلمانية الآسيوية، تم انتخاب غلام علي حداد عادل رئيس البرلمان الايراني آنذاك، كأول رئيس للجمعية البرلمانية الآسيوية لمدة عامين. ووفقا للمادة 12 من ميثاق الجمعية فان مقر الأمانة يجب أن يكون في بلد الرئيس المنتخب للجمعية”. وعليه عيّن حداد عادل، رئيس الجمعية البرلمانية الآسيوية، هادي نجاد حسينيان، كبيرا لمستشاريه وأمينا عاما لأمانة الجمعية البرلمانية الآسيوية.
أنشأت الأمانة 11 فريق عمل يتكون من خبراء حكوميين وغير حكوميين وأكاديميين للدراسة، تحت إشراف وثيق من لجنة توجيهية لمتابعة المواضيع التالية بحيث يمكن لرئيس الجمعية البرلمانية الآسيوية أن يقدمها إلى الجمعية البرلمانية الآسيوية للنظر فيها، مشروع خطة العمل المطلوبة بموجب الفقرة 9 من إعلان طهران:
ميثاق الصداقة في آسيا
سوق الطاقة المتكامل في آسيا
صندوق النقد الآسيوي
العولمة.. الفرص والتحديات لآسيا
الحد من الفقر في آسيا، والأهداف الإنمائية للألفية للأمم المتحدة
التنوع الثقافي.. قوة آسيا
محاربة الفساد وتعزيز الحكم الرشيد
التقرير من: كاظم.ش