شفقنا :
أكدت دراسة بحثية جديدة لمركز «تريندز» للبحوث والاستشارات أن موقف حركة طالبان من المرأة، ومنع المرأة الأفغانية من التعليم والعمل سوف يخلق مستقبلًا أكثر إظلامًا في أفغانستان.
واوضحت، أن القرارات الصادرة بهذا الشأن تعبر عن توجهات حركة «طالبان» الفكرية، التي تعمل الحكومة الأفغانية على ترجمتها على أرض الواقع.
وبينت الدراسة، التي جاءت تحت عنوان «قيود طالبان على المرأة ومستقبل الإرهاب في أفغانستان»، أن هذه القرارات تستهدف تحقيق أهداف سياسية بالأساس، تتمثل في منع تعليم أحد عناصر الشعب الأفغاني المهمة ممثلًا في المرأة، لأنه إذا تعلمت المرأة الأفغانية فسوف يَسْرِي نور العلم والمعرفة إلى عقول الأفغان، وهو ما يمكن أن يؤثر على مستقبل الحركة السياسي في الحكم، كما أنه يمكن أن يؤدي إلى عرقلة مخططاتها في السيطرة على البلاد والقضاء على أي معارضة ممكنة.
وقد سعت الدراسة التي أعدها منير أديب، الباحث المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة الإرهاب الدولي، إلى الإجابة عن تساؤلين رئيسين؛ أولهما: هل ثمة علاقة بين موقف حركة طالبان من المرأة وبين ظاهرة الإر هاب في أفغانستان؟ وثانيهما: هل إن موقف الحركة من المرأة يمكن أن يخلق مستقبلًا تشهد فيه ظاهرة الإرهـ،ـاب ارتفاعًا في وتيرتها؟
وأشارت الدراسة إلى أنه يجب أن ينظر إلى قضية عدم تعليم المرأة من خلال المنظور السياسي الحاكم للحركة.
وطالبت المجتمع الدولي أن يكون له دور عملي فاعل بخصوص قرارات طالبان بشأن المرأة، موضحة أن هذا الدور يمكن أن يأتي وفق مستويين؛ أولهما الحد من تداعيات قرارات حركة طالبان، ودفعها إلى عدم اتخاذ قرارات أخرى أكثر تشددًا، والمستوى الثاني يتمثل في إتاحة الفرصة للمرأة الأفغانية وتشجيعها على تلقي تعليمها في الجامعات الأجنبية خارج البلاد.
وذكرت الدراسة أن اقتصار المجتمع الدولي على إجراءات الإدانة والمنع ليست كافياً، وإنما ينبغي أن تكون هناك إجراءات أكثر فعالية، لا سيّما أن استمرار مثل هذه القرارات، واتخاذ قرارات أخرى على شاكلتها، كل ذلك يزيد المخاوف بشكل كبير من خلق بيئة متشددة تسمح بازدياد نفوذ وتمدد التنظيمات الإرهابية الحالية الموجودة في البلاد بالفعل، وتوفر الفرصة في الوقت ذاته لنشوء تنظيمات جديدة، وهو ما يشكل تهديدات إرهـ،ـابية لمختلف دول العالم، في ظل خطورة ما يُعرف بالإرهاب العابر للحدود.