القمم الصينية العربية الثلاث في السعودية.. الإقتصاد وأشياء أخرى

 شفقنا :

(نجم الدين نجيب)

من المقرر ان تحتضن السعودية خلال الايام القليلة القادمة، ثلاث قمم متتالية، الاولى قمة سعودية صينية، والثانية قمة خليجية صينية، والثالثة قمة عربية صينية، وتعتبر هذه القمم هي الاولى في تاريخ العلاقات العربية الصينية.

اللافت انه وبعد ان اعلن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عن ان الرئيس الصيني شي جين بينغ سيزور السعودية ويعقد القمم الثلاث، تصرفت الصحافة الغربية بسذاجة واضحة، بهدف القاء الشك على الزيارة والقمم الثلاث، وذلك عبر ذكرها مواعيد مختلفة للزيارة، الا انها لم تكن صحيحة، الامر الذي كشف عن غضب واستياء لدى الغرب وخاصة امريكا من التقارب الصيني العربي.

من الواضح ان اندفاع الحكومات العربية، لتعزيز علاقاتها الاقتصادية مع الصين، جاء بعد استشراف العرب لمستقبل النظام العالمي الحالي، والذي بدأ يتداعى تحت وطأة اخطاء سياسة القطب الواحد، وبدأ تبلور واقع سياسي عالمي جديد يتجه نحو عالم متعدد الاقطاب، تكون فيه لقوى اقتصادية صاعدة، دورا محوريا، وهذه الحقيقة هي التي فرضت على العرب، ضرورة تطوير علاقاتهم ليس الاقتصادية فحسب بل وحتى السياسية والثقافية والعسكرية، مع الصين، ثاني اكبر اقتصاد في العالم.

من حق العرب ان يجدوا سبيلا من اجل تطوير وتعزيز العلاقات الشاملة مع الصين، البلد الذي تجنب عبر تاريخه الطويل سياسة التدخل في شؤون الدول الاخرى، واعتمد سياسة متوازنة ازاء القضايا العالمية، وخاصة القضية الفلسطينية، ورفضها استخدام القوة العسكرية والعقوبات الاقتصادية وفرض الحظر على الشعوب، من اجل تحقيق هداف سياسية.

رغم ان حجم التبادل التجاري بين الدول العربية الصين، وصل في نهاية العام الماضي إلى 330 مليار دولار، لتحتل الدول العربية المركز السابع ضمن قائمة الشركاء التجاريين للصين في العالم، الا ان الجانبين يسعيان الى زيادة حجم التبادل التجاري، عبر مبادرة “الحزام والطريق”، التي اطلقها الرئيس الصيني، والتي تسعى الصين من خلالها لبناء أسس راسخة ومتينة من التعاون مع شتى الدول التي كان يمر بها طريق الحرير سابقا، حيث انضمت 20 دولة عربية الى هذه المبادرة لحد الان.

يتوقع المراقبون ان يتم خلال القمم الثلاث، التوقيع على العديد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات في مختلف المجالات منها الطاقة والطاقة المتجددة والبنى التحتية والعسكرية والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والتجارة الرقمية والفضاء والأقمار الاصطناعية والصحة والسيارات الكهربائية وغيرها.

لايبدو ان الاقتصاد هو الدافع الوحيد للعرب من وراء التقارب مع الصين، كما ليست السياسة المتوازنة للصين من القضايا الدولية، هي التي تقف وراء هذا التقارب فقط، فهناك اسباب عديدة اخرى، تقف وراء هذا التقارب، منها توتر العلاقات بين العديد من الدول العربية وبين امريكا، بسبب سياسات الاخيرة، التي عادة ما تغدر بحلفائها، وتضغط عليهم من اجل تمرير اجنداتها، وهي اجندات لا تتضمن اي مصلحة عربية، هذا بالاضافة، الى ضرورة تنويع العرب علاقاتهم مع قوى دولية صاعدة، مثل الصين وروسيا والهند و..، الامر الذي سيجنب العرب من وضع جميع بيضهم في سلة الامريكي.

  • – ماجاء في المقال لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع

عن مركز القلم للأبحاث والدراسات

يهتم مركز القلم بمتابعة مستقبل العالم و الأحداث الخطرة و عرض (تفسير البينة) كأول تفسير للقرآن الكريم في العالم على الكلمة وترابطها بالتي قبلها وبعدها للمجامع والمراكز العلمية و الجامعات والعلماء في العالم.

شاهد أيضاً

دوتش فيليا : تهديد لأوروبا.. شولتس يحذر من تنامي نفوذ اليمين الشعبوي

DW : حذر المستشار أولاف شولتس خلال مؤتمر الاشتراكيين الأوروبيين من تعاظم نفوذ اليمينيين الشعبويين …

اترك تعليقاً