شفقنا :
نقل موقع Middle East Eye البريطاني في تقرير نشره، الجمعة 2 ديسمبر/كانون الأول 2022 عن طالبي لجوء في المملكة المتحدة قولهم إنهم سبق أن تم احتجازهم في مركز سيئ السمعة حُرموا فيه من استخدام المرافق الأساسية، وأجبروا على العيش في غرف ضيقة في فندق مطل على البحر به حمامات يغطيها العفن ومليئة بفتحات تتسرب منها المياه.
هذا الفندق الذي يُسمى فندق تشاتسوورث يقع في منطقة هاستينغز على الساحل الجنوبي الإنجليزي، ويؤوي عشرات الرجال من بلدان مثل أفغانستان ومصر وإيران والسودان وسوريا.
تفشي الأمراض بين طالبي لجوء في بريطانيا
في سياق متصل، فقد قال بعضهم لموقع Middle East Eye إنهم نُقلوا إلى الفندق من مركز مانستون في كنت بعد إخلائه، إثر ظهور تقارير عن ظروفه المزرية وتفشي مرض الدفتيريا بين المحتجزين فيه.
في الوقت نفسه، فقد علم موقع Middle East Eye أنه تم حجز الفندق بتكليف من وزارة الداخلية لشركة Clearsprings Ready Homes الخاصة التي تتولى إدارة شؤون إقامة طالبي اللجوء.
لذلك فقد اتصل موقع Middle East Eye بفندق تشاستوورث للتعليق، لكنه لم يتلق رداً حتى وقت النشر. وأحالت شركة Clearsprings Ready Homes موقع Middle East Eye إلى وزارة الداخلية، وقالت إنها لن تدلي بأي تعليق. وقالت وزارة الداخلية لموقع Middle East Eye إنها ستحقق في ظروف الفندق.
كذلك فمن ضمن المشكلات التي تحدث عنها المقيمون في تشاتسوورث، والتي شاهدها موقع Middle East Eye خلال زيارة إلى الفندق، العفن الذي ينمو في الحمامات، والمياه القذرة التي تتسرب عبر السقف والأسقف الداخلية داخل غرفهم، والاكتظاظ. وقالوا أيضاً إن بعض النوافذ ليست مغلقة بإحكام، مما يؤدي إلى تسرب الرياح الباردة داخل الغرفة.
تعنت ضد اللاجئين
يقول أحمد، وهو في العشرينات من عمره: “حين نطلب أدوات النظافة أو خدمات الغسيل أو غيرها من المرافق الأساسية، يقول الموظفون دائماً إن علينا التحدث مع وزارة الداخلية مباشرة”
في حين شاهد مراسلو موقع Middle East Eye دلاء كثيرة في الممرات وردهات الفندق؛ لحماية البُسُط من المياه المتسربة من السقف.
كذلك فقد قال أحمد: “نجلس في الردهة لنتمكن من الاتصال بالإنترنت، لكن المشكلة أن المياه تتسرب من السقف إلى الدلاء، ونجلس على الأريكة بجوارها كما لو كان هذا عادياً”.
أضاف: “وردهة الفندق تضم حوالي خمس أو ست أرائك تتسع لحوالي 12 إلى 13 شخصاً على الأكثر، في الوقت الذي يضم فيه الفندق 70 شخصاً. لذلك حين ننزل إلى الطابق السفلي، ولا نرى أرائك فارغة، نضطر للجلوس على البساط، الذي يكون قذراً وكريه الرائحة”.
في حين قال سليم، وهو لاجئ في العشرينيات من عمره، إن طلاء الحمام كثيراً ما يتفتت على جسده وهو يستحم، وقال إن هذا تسبب له في تهيج الجلد ومشكلات في الجهاز التنفسي. وقال آخرون إن حماماتهم لم تُنظَّف منذ عدة أسابيع، وإن الحضور الأمني في الفندق تكثف الأسبوع الماضي لمنع الصحفيين والأجانب من الزيارة.
شكاوى من الجوع وقلة الأطعمة
في الوقت نفسه، شكا كثيرون من شعورهم بالجوع وعدم تلقيهم الطعام بانتظام. وقالوا إن الطعام الذي يتلقونه عبارة عن خبز باغيت نيء وخبز يابس. وقال البعض إنهم يحاولون تسخين الخبز على المدافئ في غرفهم.
حيث قال بعض من تحدثوا إلى موقع Middle East Eye إن الطعام حار جداً، ولم يتمكنوا من الاحتفاظ به في بطونهم بعد تعرضهم لمشكلات في المعدة أثناء وجودهم في مانستون.
كما قال آخرون إنهم لم يتمكنوا من تناول هذا الطعام بسبب مشكلات صحية وإنهم يعتمدون على مساعدات مقدمة من الجمعيات الخيرية ومسجد قريب. وقال يعقوب، وهو سوري قال إنه يعيش في الفندق منذ عدة أشهر: “حين جئنا إلى هنا في البداية، لم يساعدنا أحد من الفندق أو الحكومة.. ولم يخبرونا بأمور كثيرة مثل مكان المسجد، أو كيف نغسل ملابسنا”.
أضاف: “لكنني صادفت شخصاً من بلدي عرف أنني لاجئ. واصطحبني إلى المسجد، ورحبوا بنا بحرارة، وقدموا لنا طعاماً، وساعدوا الآخرين في الفندق. الناس في هاستينغز عاملونا بلطف وساعدونا أكثر من الفندق ووزارة الداخلية”.
عدم توفر مياه صالحة للشرب
في حين شكا البعض من أن الفندق لا يوفر لهم مياه شرب ملائمة ويخبرهم بأن يشربوا من صنبور الحمام.قال يوسف، الذي كان سابقاً في مانستون قبل ذهابه إلى تشاتسوورث: “حتى الكلب لن يرغب في الشرب من مياه الحوض”. وأضاف: “وحتى لو كانت المياه صالحة للشرب، فمن سيرغب في الشرب من نفس المكان الذي تغسل فيه ملابسك ويديك بعد استخدام المرحاض؟”.
من جانبها، قالت روسانا ليل، التي ترأس مشروع Refugee Buddy، وهي مؤسسة خيرية تساعد طالبي اللجوء في هاستينغز، إن العديد من اللاجئين الموجودين الآن في الفندق وصلوا وهم لا يحملون شيئاً سوى الملابس التي كانوا يرتدونها.
أضافت في تصريحاتها للموقع البريطاني: “حين يصل اللاجئون إلى مراكز الاحتجاز مثل مانستون، تُصادر حقائبهم وأي متعلقات يملكونها. ولهذا لا يملك معظم المقيمين في تشاتسوورث هواتف أو ملابس إضافية أو أدوات النظافة مثل الشامبو أو فرش الأسنان”.
الحاجة إلى ملابس وتدفئة
كما قالت إن وزارة الداخلية لم تخطر السلطات المحلية أو مؤسستها الخيرية بأن الفندق يستخدم لإيواء طالبي اللجوء. ولم يعرفوا بالأمر إلا بعد أن تواصل بعض الرجال مع المؤسسة الخيرية في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
ليل كذلك أضافت: “أثبتت تقييماتنا للاحتياجات الفردية أن جميع الرجال يحتاجون إلى ملابس وأحذية تدفئهم، لأن العديد منهم لا يزالون يرتدون نعالاً”.
في حين بدأت المؤسسة الخيرية بعد ذلك في توفير بعض الملابس وأدوات النظافة والدعم في طلبات اللجوء للاجئين. لكن المؤسسة الخيرية، التي تعتمد على التبرعات والموظفين غير المتفرغين، تواجه صعوبة في تلبية الطلب.
لكن في الوقت نفسه فقد قال من تحدثوا إلى موقع Middle East Eye إنهم لم يُمنحوا فرش أسنان أو أدوات الغسيل لأسبوعين، وإنهم يضطرون إلى “كشط البلاك من أسنانهم باستخدام أصابعهم وأظافرهم”. وقالوا إن الفندق لم يوفر لهم غسالة ملابس، وإن معظمهم يلجأون إلى غسل ملابسهم الداخلية في أحواض الحمام بالشامبو ويجففونها بالمدافئ في غرفهم.
في حين قال آخرون إنهم نُقلوا ثلاث أو أربع مرات بين الفنادق ومراكز الاحتجاز. ولم يعلم أي منهم بالمدة التي سيقضونها في الفندق.
حيث يقول إبراهيم: “ليس لدي أموال أو بطاقة هوية أو أخبار جديدة من الحكومة البريطانية عما سيحدث لنا. خاطرنا جميعاً بحياتنا لنحصل على حياة أفضل، لكننا عالقون هنا”.
أضاف كذلك: “إننا نستحق معاملة كريمة. إلى متى سيستمر هذا الجحيم؟ أظن أنني لو بقيت هنا لشهر آخر، فسأهرب”.
النهاية