القاهرة ـ “القدس العربي”:
وفي صحف أمس الاثنين 21 نوفمبر/تشرين الثاني قوبل سفر الرئيس السيسي لحضور الافتتاح بترحيب واسع بين الكتاب والخبراء، وبدوره كشف عبد الله المغازي معاون رئيس مجلس الوزراء الأسبق، أهمية مشاركة الرئيس السيسي في حفل افتتاح مونديال قطر 2022.
وأضاف المغازي، أن زيارة الرئيس تبلغ أهميتها القصوى في التوقيت الحالي، وأوضح أن هناك هجوما كبيرا من بعض الدول الأوروبية لاستضافة قطر مونديال كأس العالم، لافتا إلى أن زيارة الرئيس السيسي تُمثّل دعما لدولة عربية شقيقة، تستضيف حدثا مهما، ولفت إلى أن الفترة المقبلة تحتاج إلى التكاتف؛ والمزيد من التعاون السياسي والاقتصادي. وأجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح أمس الاثنين وقبل مغادرته مقر إقامته في العاصمة القطرية الدوحة، اتصالا هاتفيا مع الأمير تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر. وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضي بأن الرئيس تقدم بالتهنئة لقطر قيادة وشعبا على نجاح حفل افتتاح بطولة كأس العالم لكرة القدم، وانطلاق البطولة بشكل مشرف يليق بمكانة الدول العربية، مع الإعراب عن التقدير لكرم الضيافة وحسن الاستقبال، مؤكدا عمق العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين..
وهناك أخبار عن فرج وشيك لعدد من المحبوسين السياسيين، حيث تشير دوائر إعلاميين قريبين من السلطة إلى قرب انفراجة كبيرة في هذا الملف، ومن ناحيته تسبب الإعلامي محمد علي خير في حالة تفاؤل سادت أوساط المحبوسين على خلفية قضايا الرأي، مؤكدا أن الفترة المقبلة ستشهد إطلاق سراح أعداد كبيرة منهم. ومن الأخبار العامة: واصلت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم، عقد لقاءات مع طلبة المدارس في مختلف محافظات الجمهورية، في مرحلتي «الإعدادية – الثانوية»، للتعريف بمخاطر تعاطي المواد المخدرة، خاصة المستحدثة منها وتأثيراتها السلبية وخطورتها على فئتهم العمرية. ومن أخبار المسافرين: غادر محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، مرشد الطريقة الختمية، القاهرة، عائدا إلى الخرطوم ووجه الرئيس السيسي رئيس الجمهورية، بتوفير طائرة مصرية خاصة لنقل الميرغني ومرافقيه من قيادات الحزب والطريقة، إلى جمهورية السودان تقديرا لمكانته الوطنية وقيمته السياسية والروحية.
هنيئا قطر
عدد ياسر أيوب في “المصري اليوم” الأسباب التي تجعل من الحلم القطري إنجازا تاريخيا: أول مونديال يقام على أرض عربية.. والثاني في آسيا بعد مونديال كوريا الجنوبية واليابان.. والسادس خارج أوروبا وأمريكا اللاتينية، بعد إضافة أمريكا الوسطى مرتين في المكسيك، ومرة في أمريكا الشمالية في الولايات المتحدة ومرة في افريقيا في جنوب افريقيا.. وهو أيضا أول مونديال يقام في الشتاء.. وأول مونديال تستضيفه مدينة واحدة.. وأول مونديال تستضيفه دولة لم يسبق لها أن تأهلت لنهائيات أي مونديال سابق.. وأول مونديال يؤدي للرواج السياحي في كل الدول المجاورة وليست الدولة التي تستضيفه وحدها.. كما أنه في المقابل آخر مونديال تشارك فيه منتخبات تمثل 32 دولة، حيث بداية من مونديال 2026 سيزيد العدد إلى 48 دولة.. وهو أيضا آخر مونديال يقام في دولة واحدة هي قطر وبداية من مونديال 2026 سيقام أي مونديال في أكثر من دولة.. وبعد الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، التي تستضيف مونديال 2026 ستقام بعده بطولات كأس العالم في أكثر من دولة، حسب تصريح رسمي لجياني إينفانتينو رئيس الفيفا.. ويبقى مونديال 2022 أيضا هو أكثر مونديال في التاريخ تكلفة مادية.. وأكثر مونديال إثارة للجدل.. ومباراة قطر أمام الإكوادور.. هي المباراة الافتتاحية الثامنة عشرة في تاريخ المونديال.. والمرة الثانية التي يفتتح فيها العرب أي مونديال، بعدما لعبت السعودية أمام روسيا في افتتاح مونديال 2018.. وفي مونديال 2022 كمونديال العرب.. تشارك أربعة بلدان عربية هي قطر والسعودية والمغرب وتونس، وهي المرة الثانية التي تشارك فيها أربع دول عربية بعد مونديال 2018 الذي شاركت فيه مصر والسعودية والمغرب وتونس.
غير أسوياء
من الغرائب والعجائب التي اهتم بها السيد البابلي في “الجمهورية” أننا في الوقت الذي نسابق فيه الزمن من أجل التغيير وإعادة البناء وتجاوز أزماتنا الاقتصادية وتوفير الغذاء والكساء، فإن البعض مشغول بأحاديث وحوارات بعيدة عن الواقع، ولا تؤدي إلا إلى ضبابية في الفكر والتوجه وخلط في المفاهيم والأفكار والمعتقدات..فعلى شاشة إحدى المحطات الفضائية دار حوار بين الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن في الأزهر والكاتبة فريدة الشوباشي حول حكم “التاتو” وهو ما يعني الرسم والوشم على الجسد.. وكالعادة اختلفا.. وكالعادة أيضا انقسم الناس ما بين مؤيد ومعارض وكالعادة ثالثا فإن الخلاف تجاوز قضية “التاتو وامتد إلى انعكاسات دينية وسياسية.. وكالعادة رابعا فإن الخلاف انتهى بالشتائم على صفحات المواقع الإلكترونية وتحول “التاتو إلى رمز للفشل في أي حوار.. وإلى دلالة على أننا على غير استعداد للحوار، لأن التعصب في الأداء وفي الفكر وفي النوايا المسبقة يهدم قواعد أي حوار ويجعل من حوار الطرشان الأسلوب السائد.. فنحن نتخذ ونتبنى مواقفنا من منطلق الحب أو الكراهية.. وهذا هو أسوأ أنواع الجهل والتعصب لأننا لن نستمع إلى عكس ذلك حتى لو كان ما سيقال في صالحنا.. تابع الكاتب، أتحدث في ما هو أهم.. أتحدث عن الرحمة وإغاثة الملهوف والتكافل الاجتماعي، وأشير إلى قصة متداولة لفتاة كانت تشكو وأسرتها الفقر والعوز والنوم دون تناول وجبة العشاء.. وعندما توفي والدها فإن أحوال الأسرة شهدت تحسنا ملحوظا، فقد أصبح الجميع يعطفون عليها وعلى أخوتها ويعتنون بهم كونهم أصبحوا أيتاما، وهو أمر غريب حقا. فهل يجب أن يموت الفقير حتى يشعر الأغنياء بأولاده الأيتام.. أين صلة الرحم.. أين الزكاة.. وأين إغاثة الملهوف.. ويا الله.. يا الله.. لو سددنا جميعا الزكاة لما كان في هذا المجتمع فقير ولا محتاج..
الدوحة أدهشتنا
مؤخرا والكلام ما زال للسيد البابلي تحدث البعض عن صوت الأذان وطالب من طالب بمنع مكبرات الصوت في المساجد حتى لا تقلق السياح.. وقد تحدثنا في ذلك، وعلقنا بأن صوت الأذان الذي يتردد في كل مكان فيه السكينة وفيه من الروحانيات ما يحلق بنا في عنان السماء وفيه التذكير بالدين والأخلاق والالتزام، وقلنا وما زلنا نقول إن الدين هو من يحمي المجتمع، وإن الرقابة الذاتية الداخلية أقوى وأهم من أي قانون.. وقد جاء التأكيد، كما اشار الكاتب من “الدوحة” عاصمة قطر، حيث تجري الفرق تدريباتها استعدادا لكأس العالم، فقد كتب هنري فينتر في صحيفة “تايمز سبورت” البريطانية أن لاعبي المنتخب الإنكليزي أدوا تدريباتهم وسط أذان الصلاة حيث علق عدد من اللاعبين بالقول: “إنه جميل بشكل رائع” وأذهل صوت الأذان عددا آخر من اللاعبين الذين توقفوا عن التدريب للاستماع إليه بشغف واهتمام. وما كتبه الصحافي البريطاني هو ما نقوله نحن دائما فصوت الأذان لا يزعج السائح.. صوت الأذان الجميل الهادئ يتسلل إلى القلوب ليهدي به الله من يشاء.
أنياب الدولة
حينما دخلت الدولة بثقلها، انتهت أزمة الأرز، الذي وصل سعره، وفق ما أكد الدكتورمحمد حسن البنا في “الأخبار”، في بعض الأماكن إلى 45 جنيها للكيلو. وعادت مضارب وشركات إنتاج الأرز إلى نشاطها بعد التوقف المريب. وهو ما كشفه المتحدث الرسمي لمجلس الوزراء بأن «الهدف من القرار مواجهة ما يلاحظ من قيام البعض بتخزين كميات كبيرة من محصول الأرز هذا العام، وحجبها عن التداول، ما نتج عنه نقص في الكميات المعروضة من الأرز في الأسواق، فضلا عن ارتفاع ثمنه». وشمّرت الدولة عن ذراع القبضة الحديدية، باتخاذ إجراءات رادعة ضد الممتنعين عن الإبلاغ. بعد قرار رئيس الوزراء باعتبار سلعة «الأرز» من المنتجات الاستراتيجية التي يُحظر حجبها عن التداول، سواء من خلال إخفائها، أو عدم طرحها للبيع أو الامتناع عن بيعها.. من ذلك مصادرة كل الكميات المضبوطة لديهم. وحبس المتهم مدة لا تقل عن عام. وتوقيع غرامة مالية حدها الأدنى 100 ألف جنيه والأقصى 2 مليون جنيه. وقد تزيد قيمة الغرامة عن 2 مليون جنيه، في حالة تجاوز قيمة الكميات المصادرة لهذا المبلغ. وكثفت وزارة الداخلية جهودها في مراقبة الأسواق، وضبط المحتكرين وهو ما شاهدناه في البدرشين من القبض على تاجر مستغل بالتعاون مع وزارة التموين، حيث تم ضبط مخزن دون ترخيص ودون اشتراطات صحية لقيامه بحجب سلع غذائية بكميات كبيرة. وتم تحرير محضر جنح لصاحب المخزن والتحفظ على المضبوطات لحين صدور قرار النيابة المختصة في هذا الشأن، وتم التحفظ عَلى 81 طن سلع متنوعة ووجهت شرطة التموين حملات رقابية ضخمة استهدفت الأسواق. ونجحت في ضبط 474 قضية في مجال التلاعب بمنظومة توريد وتداول الأرز الشعير لموسم الحصاد الحالي. الضمير الغائب عند بعض التجار تردعه القوة الواعية لأجهزة الرقابة.
ننتظر الحصاد
يرى جلال عارف في “الأخبار” أن الإنجاز المهم لقمة شرم الشيخ كان في ملف (الخسائر والأضرار) التي تتحملها الدول النامية بسبب التلوث المناخي. فعلى مدى ما يقرب من ثلاثين عاما فشلت مؤتمرات المناخ في الاقتراب من هذا الملف بسبب معارضة الدول الصناعية مناقشة الموضوع حتى لا تتحمل المسؤولية عن التغييرات المناخية، وتكون ملزمة بالتعويض عن التي تسببها ظواهر الفيضانات والجفاف والاحتباس الحراري، وهي خسائر فادحة تقدرها الدراسات العلمية بنصف تريليون دولار في العشرين عاما الماضية فقط. وكمثال قريب فإن فيضانات باكستان هذا العام سببت أضرارا تقدر بثلاثين مليار دولار. هذا العام، ورغم الخلافات الشديدة التي شهدها مؤتمر شرم الشيخ، فقد حدث الاختراق المهم لقضية (الخسائر والأضرار) بإدراجها على جدول أعمال المؤتمر. ثم بالاتفاق على إنشاء صندوق مالي يخصص لمواجهة الآثار السلبية لتداعيات التغير المناخي على الدول، خاصة الدول النامية.. وهي الخطوة الأساسية الأولى على طريق التنفيذ، ولتستمر مصر (بوصفها رئيسة المؤتمر) على مدى العام المقبل في مشاركة الأمم المتحدة في رعاية الجهد المطلوب لتجاوز العقبات ووضع قواعد العمل في الصندوق، ومساهمات الدول فيه. المؤتمر أيضا أكد على ضرورة الوفاء بالتزامات الدول بخفض الانبعاثات الضارة وبسداد تعهداتها برصد مئة مليار دولار سنويا لمساعدة الدول الفقيرة، لكن الخلافات الشديدة في مواقف الدول منعت اتخاذ خطوات أكثر تقدما تحقق الطموحات الكبيرة بهذا الشأن. هناك خلافات حول تقليل الاعتماد على الوقود الإحفورى واللجوء للطاقة النظيفة. وهناك خلافات حول تمويل برامج مواجهة التغيرات المناخية عموما، حيث تطلب الدول الصناعية إسهام الدول الثرية وأيضا الصين التي أصبحت تنافس على قيادة اقتصاد العالم، وتحتل المركز الأول في تلويث المناخ.. بينما تصر الصين على أنها (دولة نامية) وتتحمل تبعات ما أفسدته دول الشمال منذ الثورة الصناعية حتى الآن. طموحات الشعوب دائما أكبر في مواجهة أسوأ خطر يهدد البشرية، حتى لو كان ما تحقق في مؤتمر شرم الشيخ هو (أفضل الممكن) في ظل التحديات الهائلة التي كان عليه أن يواجهها – والتي ستظل موجودة حتى تتحمل الدول الأغنى والأكثر تلويثا للمناخ مسؤولياتها.
لهذا فشلت
هناك سؤال مهم سعى للإجابة عليه مرسي عطا الله في “الأهرام”: لماذا فشلت دعوات التحريض فشلا ذريعا؟ والجواب باختصار شديد هو أن الشعب بتجربة السنوات العجاف وبالشواهد المرئية على الأرض التي حققت الاستقرار محل الفوضى، مكنت كل فئات الشعب من أن تفهم دوافع المحرضين وأن تدرك ماّلات هذا التحريض ومخاطره. لقد استطاع الشعب بحس وطني رفيع أن يستعيد من ذاكرته سلسلة طويلة من تلك المحاولات الرخيصة الرامية لاستنزاف طاقته، حتى تتبدد حماسته وتفتر همته عن مواصلة مسيرة البناء والتنمية التي قطع شوطا طويلا على طريقها من أجل بناء دولة عصرية حديثة، تعاهد الجميع على إقامتها منذ الخروج الكبير في 30 يونيو/حزيران عام 2013 برصيد من الأمل لا بأس به وبرصيد من الإيمان بلا حدود رصدته عيون العالم بدهشة وذهول، لأنه كان خارج التوقعات وخارج أي تحليلات في تلك اللحظات. كان هناك دافعان أساسيان وراء ازدراء الشعب المصري دعوات التحريض: أولهما دافع المصلحة الذاتية للفرد والمصلحة العليا للوطن، وثانيهما دافع الضمير الوطني النابع من التعمق الكافي في فهم ما تتعرض له دول مجاورة لنا من مخاطر نتيجة عدم انتباهها لخبث ودناءة دعوات التحريض على مدار السنوات الماضية. كذلك كانت صورة الفوضى التي عمت البلاد خلال السنوات العجاف تثير الفزع والخوف من مخاطر العودة بالوطن إلى فراغ هائل كبير في نهاية المطاف، في حين أن صورة المشهد اليوم ـ ورغم أي مصاعب ـ صورة تبعث على الأمل وتزيد من رصيد الثقة في قدرة هذا الوطن على ترسيخ الاستقرار ومواصلة مشواره الطموح لمزيد من البناء، ومزيد من التنمية، ومن ثم علينا أن نعترف بأن السر يكمن في جوف هذا الشعب العظيم الذي امتلك وعيا ذاتيا وحسا وطنيا في لحظة تاريخية. والأهم من ذلك أن الشعب بات على بينة من أسباب وجذور الأزمة الاقتصادية التي ضربت العالم بأسره، ولم تختصنا وحدنا، وكانت القيادة على مستوى التحدي بقدرتها على مصارحة الشعب بالحقائق.
تحديات وجودية
يتوقع الدكتور ياسر عبد العزيز في “الوطن” أن تواجه دول المنطقة تحديات من نوع مختلف، وهو ذلك التحدي الذي يتجسّد في قدرة كل دولة على التواصل مع أجيال جديدة شابة، تتسم بسمات مختلفة عن الأجيال السابقة، خصوصا في ما يتعلق بتبنيها نسقا من الرموز والقيم والأفكار ذات الطابع العالمي، وقدرتها على مطالعة ما يجري ويتفاعل في بيئات أخرى بعيدة، وفهمه، والتأثر به. سنجد شيئا من ذلك في إيران، التي يتحدث قطاع واسع من شبابها لغة مختلفة تماما عما تتحدّث به النخب والمؤسسات الضالعة في الحكم والقرار، وسنجده أيضا في منطقة الخليج العربي، حيث تُعاد صياغة الكثير من الأفكار وأنماط العيش، وسنجده كذلك في المشرق العربي، ووادي النيل، وشمال افريقيا. والشاهد أن الدولة ومؤسساتها تحتاج إلى وسائل فعّالة للتواصل مع مواطنيها، والتأثير فيهم، وإقناعهم، وصولا إلى الحصول على مطاوعتهم وثقتهم ورضاهم، وهو أمر حيوي وضروري لصيانة المصلحة العامة، ومن دون توافر الدولة على تلك الميزة، تضحى قدرتها على تحقيق الاستقرار والنمو محل شك كبير. ولا يمكن للدولة ومؤسساتها أن تنجح في تواصلها مع مواطنيها من دون إدراك لطبيعة القيم والأفكار السائدة بينهم، وعندما تخفق الدولة في قراءة التحولات والتغيرات التي تطرأ على المنظومة القيمية والأفكار السائدة في المجتمع، فإن رسائلها تضل طريقها، وحججها تعجز عن الإقناع. وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا سيبدو واضحا أن التغيرات المتسارعة في طرائق التفكير ومنظومة القيم، التي يتبناها قطاع عريض من الشباب الأصغر سنا، لا تجد صدى في اللغة التي تعتمدها الدولة ومؤسساتها في بعض الأحيان، وهو أمر يخلق فجوة في الاتصال أولا، وفي الثقة والرضا ثانيا، بين قطاعات من الجيل الشاب، وبين البُنى التقليدية والمؤسسات في الدولة والمجتمع.
ذرائع التمرد
ستكون «السوشيال ميديا» هي المكان الأنسب لإدراك هذه الفجوة، التي حدثنا عنها الدكتور ياسر عبد العزيز وستكون أيضا أحد أهم الأسباب في صُنعها؛ إذ عبرها يمكن اكتشاف هذا الانقطاع الكبير بين الشباب واللغة المؤسساتية، وهو انقطاع ينعكس انصرافا، أو سخرية، أو نقدا مريرا. وعبرها أيضا سيمكن ملاحظة دورها الكبير في إطلاع هذا الشباب على مستجدات عالمية، وأفكار أكثر حرية، وصور وأنماط معيشة مغايرة، مما وسّع مداركه، وأبقاه أكثر قدرة على إحداث المقارنة في أنماط الأداء العمومي العالمية والإقليمية من جانب، والوطنية من جانب آخر، وهي مقارنة يمكن أن تعزّز لديه الرضا والاقتناع، أو تدفعه إلى الانسحاب والقنوط والتمرّد. فعبر التصادم المفضي إلى التغيير تتأثر القيم السائدة في أي مجتمع، وقد تنحو نحو منظومة من التقاليد والنزعات العالمية، التي باتت محل ثقة واهتمام ورواج بين قطاعات من الأجيال الجديدة، وهو الأمر الذي حدث عبر أوروبا كلها سابقا، ويحدث حولنا بصورة متسارعة في بعض بلدان منطقة الشرق الأوسط. وعندما يخفق نظام ما في قراءة التطور الحاصل في بيئة القيم والرموز للقطاع الحيوي من مواطنيه، فإنه ينتهج سياسات غير شعبية، ولا تحظى بالتأييد والتفهّم، وبالتالي، فهو يستفز طاقة المعارضة، ويدخل في صدامات، يصعب جدا أن يربح نتائجها. ومع الاعتراف بأن ثمة الكثير من التباين بين قطاعات الشباب الشرق أوسطي على أكثر من قاعدة، ووفق أكثر من تصنيف، فإن الاتجاه السائد بين المتعلمين منهم يبدو مخاصما لكثير مما يجري من ممارسات سياسية واقتصادية واجتماعية في المنطقة. ويسود الاعتقاد بأن ذرائع الاحتجاج أو التمرّد لدى بعض القطاعات الشابة تتصل بصورة مباشرة بالصعوبات والتحديات الاقتصادية، التي تواجهها أي دولة، لكن السبب قد يكمن أيضا في أن هذه القطاعات الشابة ترى أن ما يجري راهنا في الحياة السياسية والمجال العام في بلادها لا يتسق مع الرموز والقيم والأدبيات العالمية التي اطلعت عليها، أو قرأت عنها أو درستها. وعندما تعجز أي دولة عن إدراك ذلك، فإن الأضرار تقع، وستكون الأضرار الداخلية متناسبة طرديا مع حالة الإدراك والاهتمام بتلك القيم والرموز العالمية.
زنازين مضيئة
الإجرامُ درجاتٌ على حد رأي المناضل يحيى حسين عبد الهادي في “المشهد”: أحسب أن في الدرك الأسفل منها ترويع أمٍ بأبنائها.. مثلما فعل والي الطاغية دقلديانوس مع جدتنا الشهيدة المصرية دولاجي.. شهيدة إسنا.. حيث قام بتعذيب فلذات أكبادها الأربعة الصغار أمامها لترتد عن مسيحيتها.. فلما أَبَت، أمر بذبحهم واحدا تلو الآخر على ركبتها.. فلما صمدت بعد كل ذلك أمَر بذبحها.. طاف هذا المشهد بمخيلتي وأنا أتابع صورة الأستاذة الدكتورة ليلى سويف جالسة ثم مُمَّدَدَة على الرصيف المقابل للسجن في انتظار أن يأتوها برسالةٍ بخط وحيدها تطمئنها عليه.. مجرد رسالة مع أن الرؤية حقها.. ويستمر المشهد من الصباح للمساء.. ويتكرر أياما متتالية.. والأم لا تَكِّلُ.. ودقلديانوس لا يرحم. تحكي الأسطورة المصرية عن إيزيس، التي اغتصب (سِت) عرشَ زوجها وحبيبها (أوزوريس) وقتله وبعثر أشلاءه بامتداد الوطن، لكن إيزيس لم تستسلم وظلت تجوب البلاد تلملم الأشلاء إلى أن انتصر الحق على (سِتْ). والقارئ المتعمق لتاريخ مصر سيكتشف أن المعركة مستمرةٌ ولَم تنتهِ بين إيزيس وسِتْ.. من قبل دولاجي إلى أيامنا تلك. في كل بيتٍ مصري الآن إيزيس.. تتبدى بطولتها كامرأةٍ خارقةٍ جديرةٍ بنوبل للاقتصاد والصبر.. تعتصرها (الإنجازات) وتسحقها (إصلاحات) الصندوق وتمضي شهرها في سباقٍ للموانع.. ما تكاد تصل إلى خط نهايته حتى تبدأ من جديد.. تستوي في ذلك ربات البيوت.. والموظفات من أعلى السُلَّم الوظيفي إلى أدناه.. والفلاحات الشريفات القادمات فجرَ كل يومٍ من ضواحي المدن، حاملاتٍ ما أنتجنه من جبنٍ وبيضٍ لترجعن في نهاية اليوم بجنيهاتٍ قليلةٍ تتعفف بها أُسَرُهُنَّ. هذا عن المرأة العادية.. فما بالنا بأولئك المهمومات بالشأن العام، سواء اللاتي انخرطن (وما زِلن) في العمل الوطني والسياسي المباشر، أو حتى أولئك المنشغلات بالعمل العام البعيد عن السياسة المباشرة كالحقوقيات والصحافيات وكل أنشطة المجتمع المدني.. في دولةٍ تمتلك كلَّ أدوات التلفيق والتشويه ضد معارضيها، وتعتبر التنفس بعيدا عن يدها الباطشة مؤامرة كونية وفعلا مُجَّرَمَا.. إذ يبقى لتشويه المرأة في هذا المجتمع الذكورى مذاقٌ خاص (بالغ المرارة).. وكثيرٌ من هؤلاء الشريفات تستضئ بهنَّ الآن زنازين مصر في سجونها المُعتمة (عفوا.. مراكز الإصلاح والتأهيل).
القديم يكسب
كثيرون جدا يعرفهم سليمان جودة يتجولون بين القنوات الفضائية في دقائق، ثم يضبطون الريموت كونترول على قناة “ماسبيرو زمان” ويقضون أمامها ساعات، وربما كما أوضح الكاتب في “المصري اليوم”، يلاحظ الذين يتابعون ما تعرضه أنه كله مما كان يقدمه تلفزيون الدولة نفسه، فلم يكن هناك وجود وقتها لتلفزيون القطاع الخاص، ولم يكن أحد في البلد يملك محطة تلفزيونية خاصة، وكان مبنى ماسبيرو يقدم بمفرده ما تعيد “ماسبيرو زمان” تقديمه الآن. وربما يلاحظ الذين يتابعونها أيضا أن شيئا واحدا يجمع بين كل ما تقدمه، وأن هذا الشيء تعبّر عنه كلمة واحدة هي: الجودة. وهذا هو السبب الذي يجعلها رائجة بين المشاهدين، وهذا هو الذي يجعلهم يشاهدون العمل الفني على شاشتها مرة، ومرتين، وثلاث مرات، وربما أكثر، لا لشيء، إلا لأن الجودة هي سر بقاء الأعمال الفنية على اختلاف أنواعها، وهي سر تمسك المشاهد برؤية العمل نفسه مرات ومرات. من بين ما تعرضه مثلا برنامج حواري من حلقات أجراها سعدالدين وهبة مع محمد عبدالوهاب.. هذا البرنامج تم عرضه على شاشتها أكثر من مرة، وفي كل مرة سوف تجد نفسك تشاهده من جديد، وسوف تجد فيه المتعة نفسها والفائدة ذاتها، ولا سبب سوى أنه عمل قائم على الجودة ولا شيء غيرها. وليس في ما أقوله اتهام لأحد من القائمين على إعلام الدولة في الوقت الحالي بالتقصير.. لا.. فليس هذا هو الغرض من هذه السطور أبدا.. لا ألوم ولا أتهم أحدا.. ولكن الغرض أن ننتبه إلى عنصر الجودة ونحرص عليه في ما نقدمه، أو في ما ننوي أن نقدمه في المستقبل لأن العمل الفني لا يكتمل إلا إذا شاهده الناس كما يجب، والناس لن يشاهدوه إلا إذا كان على درجة ظاهرة من الجودة في كل عناصره، ولن تصل «رسالته» التي يحملها إلى المشاهدين إلا إذا شاهدوه جيدا، وإلا إذا أحبوا أن يشاهدوه من جديد، ولو عرضناه عليهم ألف مرة.وليس مطلوبا منّا سوى أن نقلد أنفسنا، لا أن نقلد تلفزيون بي بي سي، ولا تلفزيون فرنسا 24، ولا تلفزيون روسيا اليوم.
أسود محتمل
سؤال بعضنا اعتاده، رغم أنه وفق ما تشير خولة مطر في “الشروق” ليس بالبريء، بل فيه مزيج من السخرية المبطنة والاستغراب وبعض التعالي وربما أيضا التشفي. يسقط بين جملتين أو فقرتين أو حادثتين، أو حتى دون أي مقدمات منك، أو من المجتمعين حول مائدة لشراب أو طعام.. يقفز سؤالهم غير البريء «ياه هو أنت لسه عايش في الأبيض والأسود؟» تتوقف لحظة قبل الإجابة وأحيانا تتلعثم وكأنك وضعت في موقف المتلبس بالجرم حتى تثبت براءتك، بعد بعض التفكير تقر وتعترف بأنك مغرم بالأفلام الأبيض والأسود، وأنت تدرك أن سؤالهم أعمق من مجرد التعلق بأفلام الزمن الجميل، حسب مفهومك ورأيك أنت وحدك، وبعض الآخرين الحالمين مثلك. أضافت الكاتبة: تقوم بذلك محاولا أن تنهي الحوار الذي اعتاده وبعض الآخرين ممَن يشبهونك وهم ليسوا بكثير أبدا أبدا.. ولكنه أو هم لن يكتفوا بهذا القدر من الإجابة، بل هي فرصة يتربصون لها دوما لأسباب عدة ربما أهمها أن يعيدوا الثقة إلى أنفسهم أنهم هم «الخط» الأصح في الحياة، وأنك ومن يشبهك لستم فقط حالمين، بل مسؤولين عن إغراق «الأمة» وربما البشرية في جهالة سنين من النوم في العسل، كما يسمونه الأبيض والأسود عندهم ليست فقط هي السينما التي يتعطشون هم قبل غيرهم لتلقى دعوة لحضور مهرجاناتها والالتقاء بالنخبة واصطياد صورة هنا أو هناك، ومشهد يصبح ربما «ترند».. فيما القائمون على هذه المهرجانات يكرمون كثيرين من الذين هم جزء من تلك المرحلة، أي مرحلة الأبيض والأسود. نعم هي أصبحت مادة للمهرجانات فقط كما الدراسات والبحوث، وقول الحق كلها تبقى جزءا من احتفالية مرحلية وبين جدران ثم ما تلبث أن تختفي كالسراب أو قوس قزح في يوم ماطر.
لن تتوقف قريبا
رغم ما بدا أنه انتصار لأوكرانيا بعد انسحاب روسيا من «خيرسون»، وهي العاصمة الإقليمية الوحيدة التي كانت تحتلها روسيا، إلا أن نهاية الحرب، كما ترى سناء السعيد في “الوفد” ما زالت بعيدة، وهذا ما أفصح عنه يوري ساك، وزير الدفاع الأوكراني في معرض تنبيهه إلى الوضع الراهن قائلا: «من السابق لأوانه أن نشعر بالارتياح. ما حدث يجسد لحظة مهمة للغاية، لكننا لا نزال بعيدين كل البعد عن نهاية الحرب»، ورغم أن فلاديمير بوتين، لا يستطيع الهرب من تداعيات تراجعه في أوكرانيا بعد انسحابه من «خيرسون»، إلا أن الكرملين ينفي الهزيمة، ويعود ليؤكد أن «خيرسون» تنتمي لروسيا، رغم الانسحاب منها، وبذلك ظهر انسحاب روسيا من «خيرسون» وكأنه نقطة تحول في الحرب، ليس بسبب هذه المدينة التي باتت محطمة، وإنما للتداعيات التي قد تحدث لاحقا من جراء ذلك. ولا شك في أن موسكو يراودها الأمل في أن تتمكن من إبطاء تقدم القوات الأوكرانية في الوقت الذي تشعر فيه «كييف» بانتصار كبير، غير أن الغرب يراوده القلق والمخاوف من أن إحراز الأوكرانيين للنجاح قد يدفع بالرئيس الروسي بوتين إلى التصعيد، غير أنه ينبغي أن لا نفسر الانسحاب الروسي من «خيرسون»، بأنه نجاح لأوكرانيا وهزيمة لروسيا، فالانسحاب قد يكون طوعا من جانب روسيا بوصفه إعادة تموضع للقوات الروسية من أجل تجهيزها لتكون على أهبة الاستعداد لدخول معارك جديدة تحقق النصر لروسيا، وعليه فإن ما أقدمت عليه موسكو ما هو إلا انسحاب ناجحا من أجل الاستعانة بالقوات المنسحبة في تحصين خطوط دفاع جديدة، بل إن هناك من يرى أن الانسحاب الروسي من «خيرسون» هو أفضل قرار اتخذه جنرالات بوتين منذ أن أطلقوا عملياتهم العسكرية في أوكرانيا في الرابع والعشرين من فبراير/شباط الماضي، فلربما رأى قادة الجيش الروسي أن «خيرسون» لا يمكن الدفاع عنها، وأن الاستمرار فيها من شأنه أن يهدد بخسائر كبيرة في الرجال والعتاد ولربما كانت هذه هي المرة الأولى التي ساد فيها التعقل على العناد. أما الكابوس الماثل أمام الغرب فهو احتمالية أن يرى الأوكرانيون الفرصة أمامهم مواتية للهجوم المباشر على «شبه جزيرة القرم».
احذروا ما يلي
قال الدكتور شريف عبدالهادي أستاذ أمراض القلب وعميد معهد القلب سابقا، أن مشروبات الطاقة خطرة على صحة الحوامل والمرضعات والأطفال ومرضى القلب والسكري، ويفضل تجنب تناولها. وذكر في “الجمهورية” أن زيادة الكافيين المتناول من قبل الحامل عما نسبته 200 ملجم يوميا، أثبتت الأبحاث الحديثة بأنه قد يؤدي إلى تشوهات الأجنة، أو الولادة المبكرة أو الإجهاض “Abortion”، بالإضافة إلى زيادة تناوله لدى الأطفال يؤدي إلى الإسهال وصعوبة التركيز والقلق وتغيرات سلوكية وحدة الطبع وزيادة في خفقان القلب. وكشف الدكتور شريف أن هناك دراسة أجريت عام 2016 على الأفراد الأصحاء، بعد تناول مشروب طاقة لمدة ثلاثة أيام متتالية. زاد الفاصل الزمني QT في القلب. وهو ما يرتبط بالموت المفاجئ. وتحدث مخاطر أكبر عند تناول مشروبات طاقة متعددة في فترة زمنية قصيرة. كما وجد تحليل آخر يؤكد أن مشروبات الطاقة يمكن أن تسبب مشاكل في معدل ضربات القلب، وتزيد من ضغط الدم الانقباضي. كما أن مشروبات الطاقة ضارة بشكل خاص للمراهقين الذين هم في طور النمو. ولا يمكنهم التعامل مع الآثار الجانبية لمشروبات الطاقة. وتحاصرهم مخاطر الإصابة بالعديد من الحالات الصحية للمراهقين والشباب. بما في ذلك: تشوهات الجهاز العصبي القلبي الوعائي. والتخلف المعرفي. وزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب وأمراض الصحة العقلية الأخرى. واضطرابات النوم.