خبراء يتحدثون لـRT حول مشروع “هاضم الحمأة” غير المسبوق في مصر

أنهت شركة SUEZ الدولية واتحاد المقاولين العرب في مصر مشروع امتداد محطة معالجة مياه الصرف الصحي في شرق الإسكندرية “للهضم اللاهوائي” واستعادة الطاقة بالتوليد المشترك.

وقال الخبير في مجال الطاقة كريم الأدهم في تصريحات لـRT، إنه يتم تشغيل المحطة للحد من إنتاج الحمأة في محطة معالجة مياه الصرف الصحي بالإسكندرية شرق من خلال إزالة المواد المتطايرة من الحمأة عن طريق الهضم اللاهوائي مع إنتاج الغاز الحيوي وتقليل الحمأة للتخلص منها (شاحنات في اليوم).

وأشار إلى أنه يتم استعادة الطاقة عن طريق التوليد المشترك للطاقة باستخدام الغاز الحيوي المنتج في معالجة الهضم اللاهوائي للاستخدام الداخلي لمحطات معالجة مياه الصرف الصحي في الإسكندرية شرق الإسكندرية، مما يقلل من الاستهلاك العالي للكهرباء من المصادر الخارجية المحطة، التي تديرها SUEZ منذ عام 2013 ، تبلغ طاقتها 800000 متر مكعب في اليوم، مما يجعلها واحدة من أكبر المحطات في مصر، تهتم بمياه الصرف الصحي التي تصرفها شركات مدينة الإسكندرية التي يزيد عدد سكانها عن 5 ملايين نسمة.

ووفقا للأدهم يهدف المشروع الذي تنفذه SUEZ إلى إضافة قيمة إلى حمأة الصرف الصحي من محطة شرق الإسكندرية، وقبل إطلاق المشروع، الذي يدخل الآن مرحلته النهائية ، تم نقل الحمأة الناتجة عن معالجة النفايات السائلة بواسطة الشاحنات لمسافة 45 كم إلى مكب نفايات معروف باسم “9N” ، يقع في نجع أبو بيسيسة ، جنوب غرب مدينة.

وتابع: “سيتم حقن الكهرباء التي تنتجها هذه الوحدة في شبكة محطة معالجة مياه الصرف الصحي. سيسمح الهضم الحيوي للحمأة من محطة الإسكندرية الشرقية بإنتاج الغاز الحيوي. وسيسمح احتراق هذا الغاز بإنتاج 6 ميغاوات ساعة من الكهرباء. وهذه السعة ستغطي نصف احتياجات محطة معالجة مياه الصرف الصحي في شرق الإسكندرية، ومن شأن استعادة حمأة الصرف الصحي إلى غاز حيوي ثم تحويلها إلى كهرباء أن يساعد في تقليل التأثير البيئي لمعالجة مياه الصرف الصحي والمساهمة في التوازن الاقتصادي والمالي لمحطة معالجة مياه الصرف الصحي بالإسكندرية، مع تقليل الإزعاج لسكان المحطة و مكب نفايات “9N”، موضحا أن المشروع مدعوم ماليًا من وكالة التنمية الفرنسية (AFD).

من جانبه، قال مجدى علام أمين عام اتحاد البيئة إن محطات الصرف الصحي كانت ولا زالت موجودة منذ زمن الاحتلال الإنجليزي فى مصر لها اهداف، الهدف الاول للتخلص من مخلفات الصرف الصحي خارج المدينة نفسها ثم يأتي بعد ذلك تخصيص مساحات كبيرة وأشجار خشبية تنمو على مياه الصرف الصحي وبعد ذلك أصبح نوعا من أنواع المعالجة بفصل المياه عن الحمأة وبالتالى الاعتماد على السماد العضوي وليس السماد الكمياوي ذلك كان قبل انتشار استخدام المبيدات والأسمدة وبسبب مشاكل الصرف الصناعي والزراعي والصحي.

وتابع علام: “بدأت هذه النظرة تتغير بحيث لابد أن المياه الخارجة من الأحواض بعد تنقية معظم هذه المياه، تدخل أيضا على محطة معالجة لاستخدام المياه أما الحمأة نفسها بوضع بعض المواد عليها إذا كان يوجد بعض المواد الضارة نتخلص منها وتستخدم الحمأة كسماد عضوى فى المناطق الصحراوية، بالطبع لا يخفى على أحد أن الطريق الصحراوي الشهير بين القاهرة والإسكندرية الذي يبلغ 1.1 مليون فدان زروع بوجود استخدام السماد العضوي الذى كان مصدره الرئيسى الحمأة ثم كان المصدر الثانى الكومبست من بقايا المخالفات الزراعية ، وبدأ الان لا يوجد حرق للأرز ولا بقايا قصب السكر منذ خمس سنوات ، وبقايا المخالفات الزراعية تستخدم كا كمبوست (كسماد عضوى) عندما تختلط بقايا السماد العضوي النباتى مع الحمأة، بقايا الصرف الصحي تصير مادة السماد غنية وتستطيع الزراعة ايا كان نوعها.

وأضاف أن مصر تمر بأزمة مائية كان من الطبيعى أن تقوم ببناء محطات معالجة مثل محطة المحسمة ومحطة بحر البقر ومحطات أخرى في مختلف محافظات مصر وبما فى ذلك تحلية المياة وليس فقط استخدام الصرف الصحي ولكن أيضا دخلت تحلية المياه في خط موازى فأصبح لدى مصر ثلاث موارد مائية.

وأشار إلى أن المياه القادمة من مياه نهر النيل غير كمية الامطار المحدودة التى تمطر فى الساحل الشمالى وبعض البقاع جمهورية مصر العربية والمصدر الثانى مياه الصرف الزراعى 12 مليار متر مكعب وتعالج فى نهاية محطة المحسمة ومحطة بحر البقر والمصدر الثالث هو مايطلق عليه الصرف الصحى بعد الصرف الزراعى وتقريبا 6 مليار متر مكعب أما الصرف الصناعي في حدود واحد مليون متر مكعب، وتضاف هذه الكمية على استعادة جزء من المياه المفقودة في الزراعة وإعادة تدويرها.

وتابع الخبير المصري: “لا يحسب على أنها مياه جديدة بل هي مياه مستخدمة وقمنا بتنقيتها وإعادة تدويرها وإعادة استخدامها فهذا نوع من أنواع ترشيد الاستهلاك الموجود في خطة مصر للتعامل مع أزمة المياه خصوصا في ظل ما يطلق عليه سد النهضة والعراقيل في مجموعة أنشطة دول حوض النيل، وأصبح من الضروري الاستفادة من كل كميات المياه الواردة لمصر سواء من دول حوض النيل أو بإعادة استخدام المياه نفسها سواء مياه صناعية أو مياه صرف صحى أو صناعي أو زراعي”.

وفي السياق ذاته، قال محمد فخرى الباحث في تاريخ الإسكندرية، إن الحكومة المصرية تقوم بمشروع ضخم لتقليل التلوث والروائح الكريهة الناتجة من الصرف الصحي بإنشاء أحواض عملاقة لتنقية مياة الصرف الصحي من المواد العضوية وتوليد الكهرباء عن طريق مشروع وهو مشروع ضخم غير مسبوق للطاقة البديلة يأتي هذا مع مؤتمر المناخ المنعقد أخيرا في شرم الشيخ لتعقد مصر اتفاقيات لمشاريع عملاقة لنظافة البيئة وإنتاج النتروجين الاخضر وتكون مركزا عالميا لإنتاج الطاقة البديلة.

المصدر: RT

عن مركز القلم للأبحاث والدراسات

يهتم مركز القلم بمتابعة مستقبل العالم و الأحداث الخطرة و عرض (تفسير البينة) كأول تفسير للقرآن الكريم في العالم على الكلمة وترابطها بالتي قبلها وبعدها للمجامع والمراكز العلمية و الجامعات والعلماء في العالم.

شاهد أيضاً

مصر.. 5 حرائق ضخمة في مارس فهل ثمة رابط بينها؟.. جدل في مواقع التواصل (فيديو)

RT : تواصل اندلاع الحرائق في شهر مارس في مناطق مختلفة من مصر ما أثار …