الخليج الجديد :
أقر السعودي “إبراهيم الحصين” بالذنب أمام المحكمة الفيدرالية الأمريكية ببروكلين، واعترف بالكذب على وكلاء مكتب التحقيقات الفيدرالي “FBI” بشأن مسؤوليته عن حسابات مجهولة على مواقع التواصل الاجتماعي تم استخدامها لمضايقة المعارضين السعوديين، خاصة النساء منهم، في الولايات المتحدة وكندا.
وذكر “إبراهيم الحصين”، أمام المحكمة، في 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أنه ضلل “عن قصد” الوكلاء الذين طلبوا منه، في مناسبتين منفصلتين عامي 2021 و2022، تحديد جميع الحسابات التي استخدمها عبر مواقع التواصل، حسبما أورده موقع “ميدل إيست آي”.
وقال “الحصين”: “كانت لدي حسابات أخرى على مواقع التواصل الاجتماعي لم أخبر بها الوكلاء عن قصد”، مشيرا إلى أن أحد هذه الحسابات على منصة “إنستجرام” حمل اسم “Samar16490”.
وأضاف: “خلال مقابلة يوم 12 يناير/كانون الثاني 2022، سألني الوكلاء عما إذا كان لدي أي حسابات بخلاف تلك التي أفصحت عنها سابقًا. وصرحت كذباً أنني لم أفعل ذلك”.
وأشار “الحصين” إلى أنه أدار حسابات مجهولة “بالتنسيق مع موظف كبير في هيئة الرياضة السعودية”، مختتما أقواله: “ما فعلته كان خطأ وأنا حقا آسف لما قمت به”.
وجاءت أقوال “الحصين” بعدما أبرم اتفاق مع الادعاء العام الأمريكي يقضي بموجبه 6 أشهر في السجن بحد أقصى، على أن تتم إعادته إلى السعودية لاحقا.
وألقى عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي القبض على “الحصين”، البالغ 42 عامًا، في يونيو/حزيران الماضي، بعد رفع دعوى في المحكمة الفيدرالية تتهمه باستخدم حساب على “إنستجرام” لمضايقة المعارضين السعوديين.
وأوردت الدعوى أن “الحصين” كان، خلال عدة أشهر من إدارته لمضايقات بحق المعارضين السعوديين، على اتصال منتظم مع أحد موظفي الهيئة العامة للرياضة السعودية، التي ترأسها آنذاك “تركي آل الشيخ”، وهو مستشار مقرب من ولي العهد، الأمير “محمد بن سلمان”.
وكان معظم ضحايا حملة التحرش الإلكتروني تلك من النساء، وأخبرت اثنتان منهن موقع “ميدل إيست آي” كيف حاول حساب “samar16490” كسب ثقتهن ليتركهن في النهاية للشعور بعدم الأمان.
وقالت إحدى المرأتين، “دانة المعيوف”، إن الحساب عرض عليها تقديم وثائق من شأنها أن تساعدها في دعوى قضائية تطلب تعويضا بملايين الدولارات، رفعها عليها مواطن سعودي، و”لكن فقط إذا التقيا شخصيًا”.
ونقل الموقع البريطاني عن المرأة الثانية، دون ذكر اسمها، أن الحساب نفسه أرسل لها صورة لجدها، في محاولة، كما تعتقد، لإقناعها بالكشف عن مكان إقامتها.
وبعدما شاهدت “الحصين” وهو يعترف بالذنب، علقت “المعيوف” قائلة: “لم أشعر أن العدالة تحققت (..) كنت آمل ألا يكون إبراهيم وحده هو المحكوم عليه، ولكن الآخرين الذين عملوا معه في هذه الحملة الحقيرة وسببوا لي آلاما نفسية وعاطفية”.
وأضافت: “لم يكن إبراهيم يعمل بمفرده، وأعتقد أنه جزء من شبكة أكبر تمولها الحكومة السعودية”.
يشار إلى أن المحكمة الفيدرالية ستصدر حكمها بحق “الحصين” في يناير/كانون الثاني المقبل.