"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

التايمز: بريطانيا نشرت قوات أمن إلكتروني للدفاع عن أوكرانيا

لندن- “القدس العربي”:

نشرت صحيفة “التايمز” تقريرا أعده جورج سيريل، قال فيه إن بريطانيا نشرت خبراء في الحرب الإلكترونية لمساعدة أوكرانيا على مواجهة القراصنة الإلكترونيين الروس. وأضافت الصحيفة أن الحكومة في لندن كشفت أن خبراء الحرب الإلكترونية يعملون نيابة عنها ومنذ شباط/فبراير. مشيرة إلى أنهم يقومون بالمساعدة عن بعد لإحباط الهجمات الإلكترونية الروسية.

ووقعت الحكومة عقد مشاركة مع شركات تعهد أمنية للعمل على برنامج مساعدة بكلفة 6.35 مليون جنيه استرليني. وقالت الصحيفة إن الفريق بدأ، وبعد دقائق من اجتياز القوات الروسية الحدود إلى أوكرانيا، العمل على حماية الوزارات الأوكرانية من الهجمات.

وتدير وزارة الخارجية البريطانية وبمساعدة من المركز الوطني للأمن الإلكتروني التابع لوحدة التنصت “جي سي أتش كيو”. وكشفت الحكومة كجزء من نزع السرية عن المعلومات الاستخباراتية عن حجم الحرب الروسية في أوكرانيا.

فقد أظهرت أن القراصنة الروس كانوا قادرين على قراءة الرسائل الإلكترونية المتعلقة برد حلف الناتو على الغزو، بعد  اختراق الكرملين الدفاعات الإلكترونية لبلد أوروبي. واستطاع القراصنة الروس اختراق وزارات أوكرانية مهمة وأدخلوا فيها “يو أس بي” للحصول على معلومات حساسة. ويعتقد أن مجموعة قرصنة اسمها “تيرلا” تقف وراء  هجمات “جراحية” على أهداف أوكرانية وسط تنافس داخل وكالات الاستخبارات الروسية. وقالت الصحيفة إن قراصنة من الصين وإيران وبيلاروسيا شاركوا في الهجمات الإلكترونية على أوكرانيا. ويشك بقيام الصين بعملية تجسس اقتصادي لمساعدة الشركات الصينية للحصول على عقود بناء في مرحلة ما بعد الحرب.

واتهم وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي موسكو بشن هجمات إلكترونية على العاصمة كييف وتعهد بمواصلة الدعم الإلكتروني لتحقيق النصر في أوكرانيا. وقال “الهجمات الروسية على أوكرانيا لا تقتصر على الغزو البري، بل وتحاول وبشكل مستمر غزو الفضاء الإلكتروني وتهديد المعلومات الحيوية والبنى التحتية والمعلوماتية والخدمات”. مضيفا أن “الدعم البريطاني لأوكرانيا ليس محدودا بالمساعدة العسكرية، فنحن نعتمد على خبرة بريطانيا الرائدة عالميا لدعم الدفاعات الإلكترونية. وسنعمل معا على التأكد من هزيمة الكرملين في كل مجال، البر والجو والفضاء الإلكتروني”.

وجاء الإعلان عن الدعم الإلكتروني البريطاني لأوكرانيا بعد الكشف عن اختراق عملاء روس لهاتف ليز تراس، رئيسة الوزراء السابقة، عندما كانت وزيرة للخارجية. وزادت موسكو من اتهاماتها للغرب الذي اتهمه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمساعدة أوكرانيا في الحصول على “القنبلة القذرة”.

وتضيف الصحيفة أن محاولات روسيا زعزعة استقرار أوكرانيا معروفة منذ ضم شبه جزيره القرم عام 2014، بما فيها الهجمات الإلكترونية والهجمات على الشبكات الكهربائية وهجمات الفدية على مترو الأنفاق في كييف ومطار أوديسا. وزادت هذه الهجمات قبل الغزو الروسي، وبحسب  مصدر استخباراتي “كان أكبر اختراق للحكومة شاهدناه”. وردت خدمات الحروب الإلكترونية البريطانية على هجوما استهدفت 30 دائرة للحكومة الأوكرانية. ويعتقد أن دولا أوروبية أخرى مثل ألمانيا وإستونيا تقدم الدعم الإلكتروني لأوكرانيا. وتعتقد المصادر الأمنية أن الكرملين لديه ترسانة من القوة الإلكترونية التي  يستخدمها كما يشاء واخترقت أوكرانيا بعمق. وقام خبراء الدفاعات الإلكترونية بتنظيف الشبكات المصابة بالعدوى والملوثة في الوزارات الأوكرانية المهمة، ليكتشفوا أنها أصيبت بالعدوى مرة ثانية، بشكل يقترح وجود عملاء روس يعملون من داخل حدود العدو واستخدموا “يو أس بي” لتخريب كاميرات المراقبة الداخلية والهواتف النقالة. وقاموا مرة بتغيير الترجمات على شاشة التلفزيون أثناء خطاب للرئيس فولدومير زيليسنكي. وقال مسؤولون غربيون إن بلدا أوروبيا تعرض للقرصنة الإلكترونية بعد وقت قصير من الغزو بحيث سمح لموسكو مراقبة نقاشات الناتو العسكرية.

وقالت ليندا كاميرون، مديرة المركز الوطني للأمن الإلكتروني إن التهديد لا يزال قائما رغم الدعم المقدم للحلفاء في أوكرانيا. وقالت “يعبر المركز الوطني للأمن الإلكتروني عن فخره بأنه لعب دورا لدعم الدفاعات الإلكترونية الأوكرانية، وقاموا بشن هجمات مثيرة للإعجاب ضد العدوان الروسي في الفضاء الإلكتروني كما فعلوا في ساحة المعركة” و “لا يزال التهديد قائما وحزمة الدعم البريطاني تعزز بدون شك الدفاعات الإلكترونية الأوكرانية أكثر”.

وتشارك الأجهزة الأمنية الروسية في الحروب الإلكترونية في أوكرانيا وأكثرها تقدما وقوة يطلق عليها “تيرلا”، وأنشأت في تسعينات القرن الماضي. والوحدة المتخصصة “تعتبر الأقوى والأصعب اكتشافا” حسب مصدر، وهي جيدة في عملياتها “الجراحية” وهي مخصصة للأهداف المهمة. واكتشفها فريق الأمن الإلكتروني البريطاني بعد خطأين للقراصنة الروس. وهي مرتبطة بالخدمات الأمنية الفدرالية (أف أس بي) التي تعد واحدة من وكالات الاستخبارات وهي وكالة الاستخبارات الأجنبية “أس في أر” ووكالة الاستخبارات العسكرية “جي أر يو” وكلها تقوم بهجمات إلكترونية. ويعتقد المسؤولون الغربيون أن (أس في أر) هي المسؤولة عن الهجمات الإلكترونية على البلد الأوروبي. أمام (جي أر يو) فهي المسؤولة عن  الهجمات الإلكترونية على أوكرانيا.