عاد الرئيس البرازيلي السابق “لويس ايناسيو لولا دا سيلفا” إلى منصبه في ولاية جديدة، بعد تفوقه في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية على الرئيس المنتهية ولايته “جايير بولسونارو”.

فقد أعلنت المحكمة العليا البرازيلية، الإثنين، “دا سيلفا” رئيسا جديدا للبلاد بعد حصوله على 50.81% من الأصوات (59.8 مليون شخص) مقابل 49.19% (57.8 مليون شخص) لليميني “بولسونارو”.

ونشر “دا سيلفا”، عبر حساباته بمواقع التواصل، علم البرازيل مع عبارة “ديمقراطية”، في إشارة إلى احتفاله بالفوز.

وقال “دا سيلفا”، في كلمة أمام حشد من أنصاره في ساو باولو، إن فوزه في الانتخابات بمثابة “انتصار للديمقراطية”.

وحث البرازيليين على الوحدة بعد حملة انتخابية محتدمة، وتعهد بالعمل على محاربة الفقر وحماية غابات الأمازون.

 

 

وقال إنه سيسعى إلى التوصل لتجارة عالمية عادلة بدلا من الاتفاقات التجارية التي “تحكم على بلدنا بأن يكون مُصدِرا للمواد الخام للأبد”.

وكان “بولسونارو”، الذي فقد شعبية كبيرة إزاء تجاهله خطر فيروس “كورونا” على البلاد، واثقا من الفوز صباح الأحد، إلا أن النتائج ذهبت لصالح “دا سيلفا”.

ومثل التصويت رفضا للشعبوية اليمينية المتطرفة لـ”بولسونارو”، الذي خرج من المقاعد الخلفية للكونجرس لتشكيل ائتلاف محافظ جديد، لكنه فقد الدعم بعد أن سجلت البرازيل واحدة من أسوأ حصيلة وفيات بسبب جائحة (كوفيد-19).

 

 

ولم يقر “بولسونارو” بعد بالهزيمة، لكن قادة عدد من الدول سارعوا بتهنئة “دا سيلفا”.

وهنأ الرئيس الأمريكي “جو بايدن” نظيره “دا سيلفا” بالفوز في “الانتخابات الحرة والنزيهة والموثوق بها”.

وأضاف “بايدن، في بيان، أنه يتطلع إلى استمرار التعاون بين البلدين.

كما أعرب الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” عن تطلعه لإحياء “علاقات الصداقة” بين فرنسا والبرازيل.

ويعد “لولا داسيلفا” من المؤيدين للقضية الفلسطينية بخلاف الرئيس المنتهية ولايته، الذي يعد أحد أشد الداعمين للاحتلال الإسرائيلي.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2010، اعترف “دا سيلفا” بدولة فلسطينية على حدود 1967، وذلك في رسالة نشرتها وزارة الخارجية البرازيلية حينها، وجاء فيها أن هذا الاعتراف يأتي منسجما مع المبادئ التي تدافع عنها البرازيل.

ولفتت الرسالةآنذاك إلى أن “دا سيلفا” يدعم “التطلعات الشرعية للشعب الفلسطيني بدولة موحدة وآمنة وديموقراطية وقابلة اقتصاديا للحياة وتعيش بسلام مع إسرائيل”.

وسبق أن ظهر “دا سيلفا” في أكثر من مناسبة مرتديا الكوفية الفلسطينية، وكان أبرزها بعد تدشينه “شارع البرازيل” في رام الله خلال زيارته للضفة في 2010.

 

 

في المقابل، يعد “بولسونارو” من أشد المؤيدين لإسرائيل، وزارها في 2019، والتقي رئيس الوزراء حينها “بنيامين نيتناهو” ووقع عدة اتفاقيات، دون أن يزور الأراضي الفلسطينية.

وسبق للرئيس المنتهية ولايته أن تعهد خلال حملته الانتخابية في 2018 بتغيير العلاقة مع إسرائيل ونقل سفارة بلاده إلى القدس، إلا أن ذلك لم يتم.

كما ظهرت زوجته وهي ترتدي قميصا يحمل علم الدولة العبرية، خلال تصويتها في جولة الإعادة بانتخابات الرئاسة، التي أُعلنت نتائجها الإثنين.

 

 

وكانت استطلاعات الرأي توقعت منذ أشهر فوز “دا سيلفا” (77 عاما) الذي حكم سابقا لولايتين بين عامي 2003 و2010.

وتعد الفترة الرئاسية الجديدة لـ”دا سيلفا” بمثابة “عودة مذهلة” لسياسي لم يتمكن من الترشح في الانتخابات الرئاسية الأخيرة في عام 2018؛ لأنه كان في السجن ومُنع من الترشح للمنصب.

وأُدين “دا سيلفا” بتلقي رشوة من شركة بناء برازيلية، مقابل عقود مع شركة النفط البرازيلية بتروبراس، وأمضى 580 يوما في السجن قبل إلغاء إدانته، وعاد إلى المعركة السياسية.

وقال “دا سليفا”، في مستهل خطابه للفوز: “لقد حاولوا دفني حيا وها أنا ذا”.

المصدر | الخليج الجديد