ضمن تحقيق جديد تحت عنوان “جيش الظل”، كشف برنامج “ما خفي أعظم” عن انتهاكات مروعة بحق اللاجئين على حدود أوروبا، يرتكبها رجال ملثمون مرتزقة لا تعرف هويتهم و يعملون وفق خطة محكمة ولأهداف محددة..
الفيديو :
قد عرض البرنامج -الذي بثته قناة الجزيرة- مشاهد صادمة وشهادات ومقابلات حصرية، توثق الانتهاكات المروعة بحق اللاجئين على حدود اليونان مع تركيا، وأشار التحقيق إلى أن اسم “جيش الظل” يتردد في المناطق الحدودية بين اليونان وتركيا، ولكن وسط تعتيم واستهداف لكل من يقف وراء هذا الملف.
وفي شهادته أكد، يانيس فاروفاكيس، وهو نائب معارض ووزير المالية اليوناني سابقا، أن المؤسسات الأوروبية والاتحاد الأوروبي والحكومة اليونانية وحكومات أخرى يرتكبون الجريمة تلوى الأخرى ضد الإنسانية، حيث حوّلوا شرق المتوسط إلى مقبرة مائية بشكل متعمد، فهناك خطة لفعل ذلك بهدف ردع المهاجرين، وقال إنها سياسة لإرجاع هؤلاء من حيث أتوا.
ومن جهتها، قالت نتالي غروبر، وهي مديرة مؤسسة جسور الحقوقية لشؤون اللاجئين إن ما يجري هي جرائم منظمة تنفذها دول، ويحدث من كرواتيا وحتى بلغاريا، مؤكدة أن اسم “جيش الظل” استخدم لأول مرة في تحقيق صحفي قامت به مجموعة من الصحفيين الاستقصائيين الذي أمضوا شهورا لإثبات ما يحصل. لكن الجناة يحرصون على عدم إثبات الدليل.
ولا تعترف الحكومات الأوروبية بوجود جيش الملثمين حتى اللحظة، وتعتبر الحديث عنه مجرد شائعات غير موثقة. ويشير التحقيق إلى أن الملثمين يقومون بالتنكيل باللاجئين تحت أعين أجهزة الأمن الأوروبية.
وعرضت حلقة (2022/10/28) من برنامج ” ما خفي أعظم صور ولقطات عدة توثق انتهاكات مروعة لأفراد جيش الظل ضد لاجئين في مناطق حدودية داخل البحر وعلى البر، أبرزها عند الحدود مع اليونان. وأظهر التحقيق جثث ضحايا بينهم أطفال تم انتشالهم من بحر إيجة بعد إغراقهم عمدا من قبل ملثمين بإشراف الأمن اليوناني.
ومن جهته، اللاجئ الفلسطيني حسن سعدون أدلى بشهادته حول التعذيب الذي تعرض له من طرف البوليس اليوناني، حيث قام بضربه وتعذيبه وسلبه كل حاجياته بما فيها جواز السفر التركي قبل إعادته إلى الحدود التركية اليونانية.
وفي مركز اللاجئين المرجعين عنوة في مدينة أدرنة التركية، تحدث رجل فلسطيني (50 سنة) وآخرون عن تعرضهم للضرب على أيدي ملثمين، وسرقة كل أغراضهم، وقالوا إنهم يتحدثون باللغة العربية.
مجندون عرب في “جيش الظل”
وقد تمكن البرنامج التحقيقي من رصد تجربة أحد المجندين العرب في صفوف جيش الظل خلال الأشهر الماضية، حيث كشف عن المهام التي كلفوا بها. واللافت أن هذا الشخص هو أحد اللاجئين، وقد قصد اليونان بحرا قبل اعتقاله على يد “جيش الظل”.
وفي رده على سؤال بشأن عمليات إرجاع اللاجئين بالقوة، نفى وزير شؤون الهجرة اليوناني، نويتس ميتاراكيس ذلك، وقال إن هناك الكثير من الأخبار الكاذبة التي تستهدف اليونان. غير أن وزير المالية اليوناني السابق رد بالقول إن الحكومة اليونانية هي أسوأ من المجرمين الذين يرتكبون الجرائم بحق اللاجئين.
أما وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو فدافع عن موقف بلاده في ملف الهجرة، وقال إنها قامت بواجبها اتجاه أوروبا واليونان.
وحصل برنامج “ما خفي أعظم” على عشرات المقاطع المصورة التي وثقت انتهاكات مروعة ضد اللاجئين في البحر، حيث يظهر ملثمون في قارب تابع للأمن اليوناني يعلمون على إغراق اللاجئين في قارب مطاطي. وبعد أيام رصدت مقاطع أخرى انتشال عدد من جثث هؤلاء اللاجئين عند الحدود التركية.
وعن الصور التي تظهر رجال “جيش الظل” وهم يعلمون على إغراق لاجئين، رفض وزير شؤون الهجرة اليوناني التعليق على الصور، رغم إقراره بأن القارب يوناني، لكنه اتهم في المقابل خفر السواحل التركي بأنه مصدر تلك الصور، ودعا تركيا إلى فعل المزيد من أجل حماية حدودها.
في حين نفى وزير الداخلية التركي اتهامات الوزير اليوناني، وقال في المقابل إن اليونان تعمدت قتل لاجئين وتعريتهم ليتجمدوا، مشيرا إلى أن اتفاقيات تركيا مع أوروبا بشأن اللاجئين غير مفعلة لعدم التزام الجانب الأوروبي.
ومن جهة أخرى، لا تعرف أرقام المفقودين في البر والبحر بسبب حالة الصمت الذي تلتزمه السلطات اليونانية والوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل.
كما عرض البرنامج صورا مسربة للاجئين عرب تم تجنيدهم في جيش الملثمين في مركز حرس حدودي يوناني في تركيا، وهو ما أكده أحد هؤلاء يدعى أحمد لبرنامج “ما خفي أعظم”.
الجزيرة
تحقيق يكشف المستور عن جيوش الظل الأوروبية وتنكيلها بالمهاجرين
أخبار سوريا || ياسين أبو فاضل 2021-10-08 07:54:00
كشف تحقيق استقصائي لعدة مؤسسات صحفية المستور عن ما يسمى بـ “جيوش الظل” التي تتولى مهمة التنكيل بالمهاجرين على طريق الحلم الأوروبي.
ونشرت منظمة “Lighthouse Reports” التي قادت التحقيق تسجيلات مصورة تؤكد ضلوع قوات حكومية بعمليات التنكيل بالمهاجرين، وقالت إن رجالاً ملثمين يقودون تنفيذ أقسى سياسات الهجرة في أوروبا سواء في البر أو في البحر، وإن أفعالهم العنيفة ضد الأشخاص المستضعفين الذين يسعون غالباً للحصول على الحماية الدولية، بعيدة كل البعد عن المناقشات حول الهجرة المُدارة في بروكسل أو برلين أو وارسو.
ووصفت تلك القوات بجيوش الظل، مشيرة إلى أن تلك الدول تمنع أي تحقيقات مفصلة حول كيفية تجهيزها وتمويلها فيما إذا كانت الموازنات الوطنية أو موازنات الاتحاد الأوروبي.
وفي كرواتيا، التقطت كاميرات القائمين على التحقيق الذي استمر لمدة 8 أشهر للمرة الأولى لقطات عالية الدقة لأشخاص يتطابق لباسهم مع لباس قوات مكافحة الشغب الكرواتية، يقومون بطرد المهاجرين بشكل عنيف على الحدود مع البوسنة والهرسك.
ووفقاً للتقرير، تستخدم كرواتيا أموال الاتحاد الأوروبي لتمويل هذه العمليات الحدودية، وبالاستناد إلى الوثائق الموجودة في قاعدة بيانات مناقصات الاتحاد الأوروبي يتضح أن تكاليف السترات والإقامة والبدلات اليومية للضباط يتم دفعها من صندوق الأمن الداخلي للاتحاد الأوروبي (ISF).
وفي اليونان، تم جمع وتحليل 635 مقطع فيديو لعمليات صدّ مهاجرين في بحر إيجة، 15 منها على الأقل تظهر رجالًا ملثمين اتضح أنهم ينتمون لوحدات النخبة بخفر السواحل اليوناني، العمليات تحت الماء (MYA) والعمليات الخاصة “KEA” و “OEA”.
في رومانيا، تم الكشف للمرة الأولى عن كيفية إرغام وحدات الشرطة الرومانية المهاجرين للعودة إلى صربيا، وقد تم دعم مقاطع الفيديو، التي نشرتها صحيفة Libération، بشهادات أشخاص طُردوا بإجراءات موجزة وأفادوا أيضاً بتعرضهم لاعتداءات خطيرة.
وسبق أن وثقت تقارير حقوقية تعرض المهاجرين السوريين لانتهاكات جسيمة اثناء توجههم نحو دول أوروبا الغربية، وخلال السنوات العشر الماضية هاجر مئات آلاف السوريين نحو أوروبا بسبب الحرب التي أطلقها النظام ضد المناطق الثائرة.
وكانت أورينت كشفت في تقرير خاص قيام ميليشيا يونانية تعرف باسم “وحدات دلتا” بمهاجمة المهاجرين بوحشية وسلبهم أموالهم ومقتنياتهم الثمينة ومن ثم رميهم في النهر ليعودوا إلى تركيا.
أورينت