كشفت شهادات جديدة من عناصر في قوات النظام السوري، كانوا زملاء سابقين لمرتكب مجزرة التضامن “أمجد يوسف”، أن الأخير يخدم في قاعدة عسكرية بمنطقة كفرسوسة قرب دمشق، منذ 6 أشهر.

ونُقل الضابط في مخابرات النظام “أمجد يوسف” إلى كفرسوسة، بعد أن كشفت صحيفة “الجارديان” البريطانية عن فيديوهات وصور ووثائق تثبت تورطه بشكل رئيسي بارتكاب مجزرة في حي التضامن في دمشق، عبر إلقاء عشرات المدنيين معصوبي الأعين ومكبلي الأيدي في حفرة، ثم إطلاق الرصاص عليهم، وحرق جثثهم لطمس أدلة الجريمة.

واتهم الزملاء السابقون “يوسف” بارتكاب نحو 12 مجزرة أخرى، بحسب شهاداتهم التي نشرتها صحيفة “الجارديان”، في تقرير جديد الجمعة.

وقال أحد عناصر النظام، إن “يوسف اعترف بالمجازر في مكالمة هاتفية مع صديق مشترك”، وقال: “نعم فعلتها.. هذا ما كان علي فعله في ذلك الوقت”.

وأضاف العنصر ذاته أن “يوسف” كان يثير الرعب في حي التضامن على مدار عقد كامل، وكان يخطف النساء من الشوارع بانتظام، وكثير منهن لم يُشاهد مرة أخرى.

 

 

وتابع الشاهد حديثه: “شاهدته يأخذ نساء من طابور الخبز ذات صباح، كنّ أبرياء، لم يفعلن شيء، تعرضن للاغتصاب أو القتل، وليس أقل من ذلك”.

واطلعت صحيفة “الجارديان” على مقطع فيديو غير منشور، يظهر فيه “يوسف” وهو يطلق النار على ست نساء داخل حفرة، وينضم رفقاقه إليه للمشاركة في المذبحة، ثم يتم إشعال الحفرة وتجلب جرافة الحطام لملئها، فيما يبدو أنه محاولة لإزالة الأدلة على جريمة الحرب.

وحسب الشاهد، فإن جميع ضحايا المجازر التي اقترفها “يوسف” كانوا من الطائفة السنّية، واصفاً ما حدث بـ”التطهير الطائفي”، مضيفاً: “كان العلويون يقضون على السنّة”.

وأشار اثنان آخرون من زملاء “يوسف” السابقين، إلى أن الهدف من المجازر هو تحذير الأهالي في التضامن والأحياء القريبة منها لردعهم عن التعاون مع المعارضة.

وبحسب مصادر “الجارديان”، فإن الأهالي كانوا ممنوعين من دخول مواقع المجازر الـ12 في التضامن، وأن العدد الإجمالي للضحايا الذين قضوا في مجازر “فرع المنطقة 227″، حيث كان “يوسف” ضابطاً رفيع المستوى، قد يصل إلى 350 ضحية.

 

 

وكانت “الجارديان” قد كشفت عن أحد فيديوهات المجزرة، في أبريل/نيسان الماضي، مشيرةً إلى أنها وقعت في  16 أبريل/نيسان من العام 2013، وأدت إلى مقتل 41 مدنياً.

وتسببت مشاهد المجزرة بصدمة في المجتمع السوري بالداخل وفي دول الشتات، وأثارات موجة استنكار عالمية، وأعلنت كل من فرنسا وهولندا وألمانيا فتح تحقيق بارتكاب جرائم حرب، لمطاردة بعض الجناة الذين قد يكونوا فرّوا إلى أوروبا في وقت لاحق على ارتكاب المجزرة.

ومن المحتمل أن المحققين الألمان، تمكنوا من التعرف على زميل سابق لـ”أمجد يوسف” يعيش الآن في ألمانيا، ويعملون الآن على إعداد قضية ضده.

وقال متحدث باسم الحكومة الفرنسية: “الأفعال المزعومة قد تصل إلى حد جرائم دولية خطيرة وتحديدا جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب.. والحرب ضد الإفلات من العقاب هي مسألة عدالة للضحايا”.

وأضاف: “هي شرط ضروري لبناء السلام الدائم في سوريا.. وبعد عقد من الجرائم ضد الشعب السوري، لا تزال فرنسا ملتزمة بتقديم المسؤولين عنها للعدالة”.

من جهته، أنكر النظام السوري الاتهمات الموجهة لمخابراته، واعتبرت وزارة خارجيته أن الفيديوهات والصور والوثائق والاعترافات الموثقة لـ”يوسف” بارتكاب المجازر مجرد “فبركة”.

المصدر | الخليج الجديد