الخليج الجديد :
تنظيم الدولة يتبنى هجوم ضريح شيراز جنوبي إيران.. ورئيسي يتوعد بالرد
أعلن تنظيم “الدولة” (داعش) في بيان على حسابه على “تليجرام” الأربعاء، مسؤوليته عن الهجوم على ضريح بمدينة شيراز، جنوبي إيران، أدى لوقوع عشرات القتلى والجرحى.
وقالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا”، الأربعاء، إن ما لا يقل عن 15 شخصاً قتلوا وأصيب 10 آخرين في هجوم مسلّح على ضريح شاه جراغ في شيراز جنوبي إيران، التي تشهد تصاعداً في المواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن. وذلك وفق حصيلة غير نهائية.
ونقلت وكالة “تسنيم” شبه الرسمية للأنباء عن الرئيس الإيراني “إبراهيم رئيسي” قوله الأربعاء، إن هجوماً على ضريح في مدينة شيراز لن يمر دون حساب.
وقال “رئيسي”: “تظهر الواقعة أن أعداء إيران، بعد فشلهم في إحداث انقسام في صفوف الأمة الموحدة، ينتقمون من خلال العنف والإرهاب.. هذا الشر بالتأكيد لن يمر دون حساب، وهيئات الأمن وإنفاذ القانون ستلقن مخططي هذا الهجوم درساً قاسياً”.
El terrorista abrió fuego contra las personas que rezaban en el santuario de Shah Cheragh, Shiraz. Una mujer y 3 niños están entre los mártires y heridos. El terrorista fue arrestado y está siendo interrogadohttps://t.co/TXgmXnx1xz pic.twitter.com/0QRCcsdW3q
— IRNA Español (@irna_es) October 26, 2022
وذكرت وكالة إعلامية تابعة للسلطة القضائية في إيران أن “3 مسلحين دخلوا الضريح الواقع في مدينة شيراز بجنوب البلاد الساعة 5:45 مساء بالتوقيت المحلي (14:15 بتوقيت جرينتش)”.
ونقلت وكالة “إرنا” (رسمية) عن مساعد الشؤون السياسية والأمنية والاجتماعية بمحافظة فارس “إسماعيل محبي بور”، قوله إن “هجوماً (إرهابياً) حدث قبل ساعة في مرقد السيد شاه جراغ (مرقد السيد أحمد بن موسى الكاظم) حيث أطلق عدد من المسلحين النار صوب الزوار”.
وأعلنت الوكالة الإيرانية “القبض على اثنين من العناصر المسلحة” من بينهم “المنفذ الرئيس للعملية”، مشيرةً إلى “استمرار البحث للعثور على العنصر الثالث”.
وذكر موقع “نور نيوز” الإخباري، أن المسلحين الذين نفذوا الهجوم “ليسوا مواطنين إيرانيين”.
وقال شاهد في ضريح شاه جراغ للتلفزيون الحكومي: “سمعت دوي إطلاق نار بعد أن أدينا الصلاة. ذهبنا إلى غرفة مجاورة للضريح، لكنه جاء وأطلق وابلاً من الطلقات. ثم أصابت (الطلقات) ذراعي ورجلي وأُصيبت زوجتي في ظهرها لكن حمداً لله لم يصب طفلي البالغ من العمر 7 سنوات”.
وأظهر شريط بثته وسائل إعلام محلية وقالت إنه من كاميرا مراقبة في المرقد، شابًا ذا لحية خفيفة يحمل بندقية رشاشة (كلاشينكوف)، ويطلق النار قرب ما يعتقد أنه ممر عند مدخل المرقد، ويقوم بتلقيم سلاحه مرارًا.
CCTV footage, #Wahhabi terrorist entered the shrine and started firing on men, women and children.#Iran #Shiraz#شیراز #شاهچراغ pic.twitter.com/l9V9dqvRav
— Latif Aliani (@BalochLatif5) October 26, 2022
من جانبه، ألقى وزير الداخلية الإيراني “أحمد وحيدي” باللوم على الاحتجاجات التي تجتاح إيران في تمهيد الطريق لهجوم شيراز.
ويعد هذا المرقد الواقع في شيراز، مركز محافظة فارس، من أبرز المزارات الدينية في جنوب إيران.
وهذا الاعتداء هو ثاني هجوم دامٍ يطال مزارًا دينيًا في إيران هذا العام.
ففي مطلع أبريل/نيسان الماضي، قتل اثنان من رجال الدين الشيعة وأصيب ثالث بجروح بعد طعنهم بسكين في حرم العتبة الرضوية في مدينة مشهد (شمال شرق).
مقتل 15 شخصا في هجوم على مرقد شيعي في إيران.. وتنظيم “الدولة” يعلن المسؤولية
طهران: قتل ما لا يقل عن 15 شخصا في هجوم على مرقد شيعي جنوب إيران، اليوم الأربعاء، أعلن تنظيم “الدولة” لاحقا مسؤوليته عنه.
ونقلت الوكالة الإيرانية الرسمية عن شهود قولهم إن مهاجمين كانوا في سيارة أطلقوا الرصاص على الزوار والعمال عند مدخل ضريح شاه جراغ.
وقالت وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء إن القتلى بينهم عدد من النساء والأطفال.
ووصفت الوكالة المهاجمين بأنهم “إرهابيون تكفيريون”. وقال موقع نور نيوز الإخباري التابع لجهاز أمن إيراني كبير إن المسلحين الذين نفذوا الهجوم ليسوا مواطنين إيرانيين.
ونقلت وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء عن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي قوله إن الهجوم لن يمر دون حساب.
وقال رئيسي “تظهر الواقعة أن أعداء إيران، بعد فشلهم في إحداث انقسام في صفوف الأمة الموحدة، ينتقمون من خلال العنف والإرهاب. هذا الشر بالتأكيد لن يمر دون حساب، وهيئات الأمن وإنفاذ القانون ستلقن مخططي هذا الهجوم درسا قاسيا”.
وتستخدم إيران ذات الأغلبية الشيعية وصف “التكفيريين” للإشارة إلى جماعات سنية متشددة ومسلحة.
وأوردت تقارير مبكرة عن الهجوم روايات مختلفة. فقد قال قائد الشرطة المحلية إنه تم اعتقال مهاجم واحد، بينما أفادت وكالات أنباء بأن ثلاثة أشخاص متورطون.
وقال شاهد إن الهجوم وقع في اليوم نفسه الذي فتحت فيه قوات الأمن الإيرانية النار على مشاركين في إحياء أربعينية مهسا أميني في سقز، مسقط رأسها بإقليم كردستان.
وأضاف الشاهد “أطلقت شرطة مكافحة الشغب النار على المشاركين في إحياء ذكرى مهسا الذين تجمعوا عند مقبرتها.. ألقي القبض على العشرات”. ولم يتسن الحصول على تعليق من السلطات الإيرانية.
وقالت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية إن نحو عشرة آلاف تجمعوا عند المقبرة وأضافت أن خدمة الإنترنت قُطعت بعد اشتباكات بين قوات الأمن والموجودين هناك.
وأظهرت مقاطع فيديو نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مسيرة لآلاف الإيرانيين يتوجهون نحو المقبرة التي دفنت فيها مهسا على الرغم من الوجود الكثيف لشرطة مكافحة الشغب. وكان النشطاء قد دعوا إلى احتجاجات في جميع أنحاء البلاد بمناسبة مرور 40 يوما على وفاة مهسا بعد احتجازها بسبب ارتدائها “ملابس غير لائقة”.
This video from the entrance to Saqqez, shows people from other places flocking to Zhina (#MahsaAmini)’s birthplace and burial ground on the national occasion of the 40th day of her passing, with chants of #WomanLifeFreedompic.twitter.com/vlAuBXDlQl
— 1500tasvir_en (@1500tasvir_en) October 26, 2022
وتحولت الاحتجاجات التي أشعلتها وفاة مهسا (22 عاما) في 16 سبتمبر/ أيلول إلى واحدة من أجرأ التحديات التي تواجه القيادة الدينية للجمهورية الإسلامية منذ ثورة 1979.
وخرج عدد كبير من الإيرانيين إلى الشوارع، ودعا بعضهم إلى سقوط الجمهورية الإسلامية وهتفوا “الموت (للزعيم الأعلى آية الله علي) خامنئي”.
وقال شاهد “تجمع رجال ونساء حول قبر مهسا أميني في مقبرة أيشي في سقز وهم يهتفون ’المرأة، الحياة، الحرية’”. وقال شاهد آخر في سقز إن المقبرة امتلأت بأفراد من ميليشيا الباسيج المتطوعين وشرطة مكافحة الشغب.
وأضاف “لكن الناس من جميع أنحاء إقليم كردستان كانوا هنا. قمنا جميعا بتأبين مهسا”.
وقالت جماعات حقوقية إن الشرطة حذرت عائلة مهسا من إحياء مراسم تأبين وإلا “سيتم اعتقال ابنهم”، خشية أن يؤدي إحياء ذكرى الأربعين لوفاة مهسا إلى مزيد من الاحتجاجات العنيفة.
وذكرت وسائل إعلام رسمية أن محافظ إقليم كردستان زاري كوشا نفى فرض أي قيود حكومية على إقامة مراسم التأبين، وقال إن “عدم عقد أي تجمع كان قرار عائلتها”.
وأظهرت مقاطع مصورة نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي إغلاق قوات الأمن للطرق المؤدية إلى سقز لمنع القادمين من مدن أخرى من التجمع في المقبرة.
وأفادت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن السلطات أغلقت جميع المدارس والجامعات في كردستان اليوم الأربعاء “بسبب موجة إنفلونزا”.
وقالت منظمة هنجاو الحقوقية الكردية إن 50 على الأقل أُصيبوا اليوم الأربعاء في مدن سنندج وماريفان وسقز وديفانداره وبوكان ومهاباد في شمال غرب إيران حيث يعيش العديد من الأكراد الإيرانيين. وأضافت أن قوات الأمن أطلقت الناري في مدينتين.
وأظهرت مقاطع مصورة نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي حشودا تملأ الشوارع في العديد من المدن وأغلقت أسواق طهران وبعض المدن الأخرى وردد المحتجون هتاف “الموت لخامنئي”.
وتحدث حساب (تصوير1500)، على تويتر الذي يركز على الاحتجاجات الإيرانية وله أتباع يتجاوز عددهم 280 ألفا، عن “حملة قمع وحشية” ضد المتظاهرين في مواقع متعددة بطهران، بما في ذلك تجمع في جمعية طهران الطبية.
وأظهر مقطع فيديو على الحساب طلابا في جامعة طهران يفرون من مكان بينما سُمع دوي انفجار قوي.
Protests are still ongoing all over Iran on the 40th day since the murder of #MahsaAmini, despite brutal suppression by the Islamic Republic.
Tehran, today (Oct. 26): Armed regime forces, outnumbered by barehanded protesters, retreat while still shooting!pic.twitter.com/LtJbVF3hUg— 1500tasvir_en (@1500tasvir_en) October 26, 2022
Islamic Republic’s security forces shooting at protesters in Qazvin, October 26, 2022.#MahsaAminipic.twitter.com/dXUnWhoHNt
— 1500tasvir_en (@1500tasvir_en) October 26, 2022
وقال مسؤول إيراني سابق مؤيد للإصلاح إن انتشار الاحتجاجات فاجأ السلطات فيما يبدو ويتناقض مع تأكيدات المؤسسة بأن النظام الإسلامي يحظى بدعم ساحق.
وبينما يقول بعض المحللين إن آفاق بزوغ فجر وشيك لنظام سياسي جديد ضئيلة، يقول نشطاء إن جدار الخوف سقط وإن الطريق إلى ثورة جديدة لا يمكن قطعه.
(رويترز)
الخليج الجديد