بدأ وزير الدفاع الإسرائيلي “بيني جانتس”، الخميس، زيارة رسمية للعاصمة التركية أنقرة، يلتقي خلالها الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، ونظيره “خلوصي أكار”، بعد عقد من انقطاع اللقاءات العسكرية على مستوى الوزراء بين البلدين.

ونقل موقع “أكسيوس” الأمريكي، عن مسؤولي دفاع في دولة الاحتلال الإسرائيلي قولهم إن القضايا الرئيسية التي ستتم مناقشتها هي العلاقات الدفاعية الثنائية، والتطورات الإقليمية في إيران وسوريا، والتوترات بين تركيا واليونان.

وقالت مصادر إسرائيلية، إن اللقاء بين “جانتس” و”أردوغان” لم يكن مخططّا مسبقا، وإن ذلك يدلّل على اهتمام تركيا بتوثيق العلاقات الأمنية مع إسرائيل.

يشار إلى أن “أردوغان” التقى في وقت سابق من العام الجاري، رئيس إسرائيل “يتسحاق هرتسوج”، ورئيس حكومتها “يائير لابيد”.

وكان “أكار”، قال في وقت سابق الإثنين، إنه “سيقيم الوضع العام مع نظيره الإسرائيلي”، مضيفا: “زيارة جانتس إلى تركيا ستكون الأولى من نوعها بهذا المستوى، منذ سنوات”.

 

 

وتابع: “سياساتنا وآراؤنا واضحة.. الجمهورية التركية دولة تمارس سياسة شفافة للغاية، هذا ما سنوضحه لهم، وسنرى ما الذي ستجلبه لنا المرحلة القادمة وفق المستجدات المرتقبة”.

يشار إلى أن آخر زيارة لوزير دفاع إسرائيلي إلى تركيا، قام بها “إيهود باراك” عام 2012، فيما تزعم مصادر إسرائيلية أن أنقرة تبدي توجها إيجابيا بشأن مطالب حكومة الاحتلال حول نشاط حركة المقاومة الإسلامية “حماس” على الأراضي التركية.

وقال مسؤولون إسرائيليون إنه خلال زيارة “جانتس” لأذربيجان قبل أسابيع، قال الرئيس “إلهام علييف”، ووزير الدفاع الأذربيجاني، إن على إسرائيل استئناف التعاون الأمني مع تركيا.

وقال المسؤولون الإسرائيليون إن تركيا وإسرائيل أكبر شريكين أمنيين لأذربيجان، وأن الحكومة في باكو تريد أن ترى حليفيها يعملان معًا.

وسافر مسؤول كبير في وزارة الدفاع الإسرائيلية بعد زيارة باكو إلى أنقرة لإجراء محادثات، وتوصل إلى اتفاق بشأن تجديد الحوار بين وزارتي الدفاع، ما مهد الطريق لزيارة “جانتس” لأنقرة، حسبما أفاد به موقع “أكسيوس”.

 

 

وشهد الشهران الأخيران اتصالات سرية بين جهات أمنية تركية وإسرائيلية بهدف تجديد العلاقات الأمنية وفق ما نقله موقع “واينت” العبري عن مصدر أمني إسرائيلي.

وقال الموقع إن “التقارب سيتم بالتدريج وخطوة خطوة وبشكل موزون وحذر”.

كما قال المصدر إن “أردوغان” أثبت أنه “يستطيع العمل ضد الإرهاب، وإن العلاقات الأمنية الثنائية مع تركيا جزء من منظومة إقليمية، وإسرائيل تستطيع مساعدة أنقرة أمام الولايات المتحدة طبقا لمصالحها”.

وتابع المصدر الإسرائيلي: “لم تكن هناك قطيعة في العلاقات الأمنية بين إسرائيل وتركيا في السنوات الماضية، بل تمت عمليات تعاون استخباراتية بينهما منها على سبيل المثال إحباط خلايا إرهابية إيرانية على الأراضي التركية كانت تخطط لاستهداف بإسرائيليين”.

واعتبر هذا المصدر الأمني الإسرائيلي محجوب الهوية، أن العلاقة مع تركيا تعزز كثيرا الحضور الإسرائيلي في المنطقة وتزيد التعاون وتفتح القنوات الدبلوماسية والأمنية والعسكرية وربما الصناعية مستقبلا مع دول أخرى.

 

 

وزعم أن هذا بحد ذاته يعني أن التقارب مع تركيا يخدم إسرائيل، منوّها لدور الاتفاق حول الحدود البحرية مع لبنان في تعزيز العلاقات مع أنقرة، وهو اتفاق تمت المصادقة عليه الخميس بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي بوساطة أمريكية في رأس الناقورة.

في أغسطس/آب الماضي، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي “يائير لابيد”، أن حكومته ستستأنف العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع تركيا، بعد سنوات من التوتر بين الدولتين.

وفي وقت سابق، أُعلن تبادل السفراء بين الجانبين، لتأتي هذه الزيارة لوزير الدفاع الإسرائيلي بعد فترة طويلة من انقطاع العلاقات.

وعُيّنت القائمة بالأعمال الإسرائيلية في تركيا “إيريت ليليان” سفيرة في أنقرة، فيما أعلنت تركيا تعيين “شاكر أوزجان تورنولار” سفيراً لها لدى دولة الاحتلال الإسرائيلي.

وتصدعت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، في 2010 إثر مقتل 10 مدنيين أتراك في غارة إسرائيلية على سفينة مساعدات، كانت تحاول الوصول إلى غزة وكسر الحصار الذي تفرضه عليه الدولة الإسرائيلية على القطاع الفلسطيني.

وأبرم البلدان اتفاق مصالحة عام 2016 شهد عودة سفيريهما، لكن المصالحة ما لبثت أن انهارت بعد عامين عندما استدعت تركيا سفيرها احتجاجا على استخدام القوات الإسرائيلية العنف لقمع احتجاجات فلسطينية خلال “مسيرات العودة”.

المصدر | الخليج الجديد