RT :
اعتبرت رئيسة وزراء اسكتلندا نيكولا ستيرجن أن “مشاهدة فشل حزب المحافظين البريطاني وهو يتكشف على شاشة التلفزيون تعزز قضية استقلال اسكتلندا كل ساعة”.
وفي مقال رأي لها في صحيفة “the courier”، قالت نيكولا ستيرجن: “من الصعب أن نعبر بالكلمات عن الحجم الهائل للفوضى المطلقة التي يترأسها حزب المحافظين الآن، وبالتالي، حجم مدى الاختلال الوظيفي الذي أصبحت عليه المملكة المتحدة نتيجة لذلك”.
وأضافت ستيرجن: “نشرت صحيفة نيويورك تايمز أمس مقالا بعنوان “خراب بريطانيا”، وربما يكون هذا من ردود الفعل الدولية الأكثر تهذيبا والمحسوبة حيث تحدق البلدان في جميع أنحاء العالم في دهشة لما يحدث هنا..في الحقيقة، الفوضى المستمرة التي فرضها المحافظون على شعب اسكتلندا وبقية المملكة المتحدة، منذ استقالة ديفيد كاميرون في أعقاب التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في عام 2016، ربما تكون قد دفعتنا إلى هذه الأشياء، لدرجة أن الفوضى الآن تبدو طبيعية..حسنا، لا ينبغي ذلك..لكن لا شيء في السنوات الست الماضية – لا الاضطرابات التي لا نهاية لها لرئاسة الوزراء الصخرية لتريزا ماي، ولا الفوضى الطويلة الأمد في عهد بوريس جونسون في داونينغ ستريت – يقترب بأي حال من مطابقة صعود ليز تراس وزوالها السياسي”.
وأردفت: “بيان استقالتها (تراس)، بعد 44 يوما فقط من توليها المنصب، يمنحها وساما غير مرغوب فيه لأقصر رئيس وزراء خدمة في تاريخ المملكة المتحدة..في الواقع وقت أقل من مسابقة القيادة التي لا نهاية لها بينها وبين ريشي سوناك والتي استمرت طوال الصيف”.
وأكملت رئيسة وزراء اسكتلندا: “لدينا الآن مهزلة مسابقة أخرى من هذا القبيل، إلى جانب السخافة المطلقة المتمثلة في أن بوريس جونسون يمكن أن ينزل بالمظلة إلى “الرقم 10″ (المقر الرسمي ومكتب رئيس الوزراء البريطاني) من قبل زملائه في غضون أسابيع فقط منذ أن طرده حزبه بعد مجموعة من الاستقالات الوزارية وما زال تحقيق معايير مجلس العموم معلقا فوقه، وكل هذا – سواء كان جونسون أو أي شخص آخر هو الذي يسود في المنافسة ليحل محل تراس – يتم القيام به مرة أخرى من قبل حزب المحافظين أنفسهم، دون سؤال الجمهور عما يفكرون به”.
وتابعت: “لقد فقد المحافظون تماما أي قدرة على الحكم، ومع تقطيعهم وتغييرهم اللانهائي لرؤساء الوزراء، لا يمكنهم الادعاء بالحصول على أي تفويض من الشعب..بالطبع في اسكتلندا، لم يكن لديهم مثل هذا التفويض في المقام الأول..هذا هو السبب في أن إجراء انتخابات عامة أمر واجب ديمقراطي الآن”.
واستطردت نيكولا ستيرجن: “إن الناس العاديين هم من يدفعون الثمن الباهظ كل يوم لعدم كفاءة وغطرسة حزب المحافظين..قد تحتوي الأحداث الجارية في وستمنستر على عنصر مهزلة بشأنها، ولكن لا يوجد شيء مضحك بالنسبة لملايين الأشخاص الذين يواجهون ارتفاع تكاليف الرهن العقاري أو الذين يتعاملون مع تأثيرات العالم الحقيقي الأخرى لرئاسة الوزراء الكارثية لتراس، ومع ذلك، فإن ما يوضحه هذا بالنسبة لاسكتلندا هو الحاجة الملحة أكثر من أي وقت مضى إلى بديل لنظام وستمنستر الذي ينهار على نفسه ويفشل في واجبه الأول المتمثل في الحكم لصالح الشعب الذي من المفترض أن يخدمه”.
وقالت ستيرجن: “بصراحة، تزداد قضية الاستقلال قوة مع كل ساعة تمر، حيث ينظر الناس في جميع أنحاء اسكتلندا في رعب إلى الفوضى التي تظهر على شاشات التلفزيون لدينا..الاستقلال سوف يجلب تحديات، ولكن أيضا فرصا هائلة، وفوق كل شيء، سيسمح لنا برسم مسارنا الخاص في العالم، وإعادة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وسوقه الموحدة، والتي هي أكبر بسبع مرات من المملكة المتحدة”.
وأوضحت قائلة: “لن تقدم حكومة حزب العمال في وستمنستر التغيير الذي تحتاجه اسكتلندا حيث تبنى السير كير ستارمر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وجميع الآثار الضارة التي ينطوي عليها..سوف يمنحنا الاستقلال الفرصة لإنشاء اقتصاد يعمل من أجل الجميع، حيث يتم حماية حقوق العمال، ويتم حماية المعايير البيئية، ويتم التعامل مع أزمة المناخ بالإلحاح الذي تستحقه – كل الأشياء التي يتجاهلها وستمنستر على أنها ما بعد- تسعى بريطانيا لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي للتعويض عن فقدان الروابط التجارية التي اعتمدت عليها منذ عقود”.
وتابعت: “في عام 2014 ، طلبت حملة “لا” من الناس رفض الاستقلال من خلال التذرع بما وصفوه بقوة واستقرار المملكة المتحدة..بالنظر إلى فوضى وستمنستر التي أجبرنا على العيش فيها، لن يتمكن أي شخص مرة أخرى من تقديم مثل هذا الادعاء والتعامل معه على محمل الجد”.
المصدر: “the courier”