في توثيق جديد لعلاقاتها مع روسيا، ورسالة ضغط أخرى على الولايات المتحدة من شأنها إثارة حفيظتها، أعلنت الإمارات عن عزمها الاستثمار في شركات التكنولوجيا المتطورة الروسية في قطاعات الفضاء والطب والصيدلة وغيرها.

جاء ذلك حسبما أعلن نائب وزير الاقتصاد الإماراتي “عبد الله الصالح”، الجمعة، على هامش مشاركته بمنتدى “صنع في روسيا” المقام في موسكو.

وقال “الصالح”: “التقينا (خلال المنتدى) بممثلي الشركات الروسية، ووجدنا أن مستوى التطور التكنولوجي لهذه الشركات مرتفع للغاية”.

وأضاف: “هم (الشركات الروسية) مستعدون لطرح عدد من الاختراعات والتقنيات الجديدة، ولذلك نود استثمار أموالنا في هذه الشركات، ورؤية مكاتب تمثيلها في بلادنا”.

وأشار إلى أن الإمارات تسعى إلى تطوير العلاقات مع روسيا في مجال تكنولوجيا الفضاء والطب والصيدلة وغيرها.

وأضاف نائب وزير الاقتصاد الإماراتي: “هذه هي المجالات التي سنطور فيها تعاوننا، ومن الضروري كذلك تعزيز تنمية الشركات الناشئة”.

والخميس، انطلقت النسخة العاشرة من منتدى “صنع في روسيا” في مبنى مانيج بالقرب من الساحة الحمراء، ويتواصل لمدة 3 أيام.

وتتم خلال الحدث مناقشة التدابير اللازمة لدعم المصدرين في روسيا، والفرض الجديدة المتاحة للعلامات التجارية الروسية، وتحديدا للمنتجات المصنوعة في روسيا وآليات التعاون الاقتصادي الخارجي لروسيا في الواقع الجيوسياسي الحالي.

ومن بين المشاركين في المناقشات ممثلو أكبر الشركات الروسية والأجنبية ومسؤولون روس من الأقاليم والمقاطعات الروسية ومراكز دعم الصادرات والجمعيات المتخصصة وكبار الخبراء ووسائل الإعلام.

 

 

ويأتي إعلان المسؤول الحكومي الإماراتي عن اعتزام الاستثمار بالتكنولوجيا الروسية، في ظل خطوات متتالية من الرياض وأبوظبي مؤخرا، واصلت فيها الدولتان الخليجيتان الإبحار بعيدا عن المرفأ الأمريكي والاتجاه شرقا نحو تعزيز العلاقات مع روسيا والصين.

وتأتي هذه الخطوات في ذروة الحرب الروسية الأوكرانية، وبعد تراجع واشنطن التدريجي في الالتزام بأمن دول الخليج، واتجاها للانسحاب التدريجي من المنطقة للتفرغ لمواجهة بكين.

وكانت تلك الخطوات وغيرها من قبل كل من السعودية والإمارات بمثابة رسائل ضغط قوية على الولايات المتحدة ، التي تدعم أوكرانيا ضد روسيا وتايوان ضد الصين.

ومن ذلك وقوف الرياض وأبوظبي وراء خفض تحالف “أوبك+” إنتاج النفط في تحدى واضح لمطالب واشنطن بزيادة الإنتاج لتخفيف أسعار الخام قبل شهر من انتخابات التجديد النصفي في الكونجرس.

وأعقب قرار “أوبك+” قيام رئيس الإمارات “محمد بن زايد” بزيارة إلي موسكو ولقاء الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” في إشارة إلى تعمق علاقات البلدين.

وفي خطوة من شأنها إضعاف العملة الأمريكية حال حدوثها، كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية عن إجراء الرياض وبكين مباحثات من أجل تسعير بعض الصادرات النفطية السعودية للصين باليوان بدل الدولار.

وفي خطوة مرتقبة وأيضا ورقة ضغط جديدة، من المقرر أن يزور الرئيس الصيني “شي جين بينج” الرياض قريبا، كما كشفت تقارير عن تعاون عسكري بين الرياض وبكين لبناء منشآت لتصنيع الصواريخ الباليستية في السعودية بمساعدة الصين.

 

 

وفي وقت سابق هذا العام، امتنعت الإمارات التي تشغل حاليا مقعدا غير دائم في مجلس الأمن، مرتين عن التصويت لصالح قرار يطالب روسيا بوقف عملياتها العسكرية في أوكرانيا، لكنها صوتت في الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح هذا القرار.

وإضافة إلي ذلك، لجأت الإمارات لشراء أسلحة من الصين، بعد خيبة أملها في إتمام صفقة مقاتلات “إف 35” الأمريكية.

إذ لم تكتف الإمارات بشراء طائرات “وينج لونج” المسيرة، بل أعلنت في فبراير/شباط الماضي، أنها ستطلب 12 طائرة هجومية خفيفة من طراز “آل 15” من الصين، مع خيار طلب 36 طائرة أخرى.

المصدر | الخليج الجديد + روسيا اليوم