رئيس سابق لـ”الشاباك” : إسرائيل على حافة الهاوية ويتهددها خطر وجودي من داخلها

الناصرة- “القدس العربي”:

عشية انتخابات الكنيست الخامسة والعشرين، في الأول من الشهر القادم، قال رئيس سابق للمخابرات العامة (الشاباك) إن إسرائيل على حافة الهوية ويتهددها خطر وجودي حقيقي من الداخل، فيما تعكس استطلاعات الرأي حالة التعادل الشديد بين المعسكرين المتصارعين على الحكم في إسرائيل.

 وقال رئيس “الشاباك” الأسبق يوفال ديسكين، في مقال مطول نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت”، اليوم الجمعة، إن إسرائيل تقف على حافة الهاوية بسبب حالة التشظي السياسي والاجتماعي والأزمة السياسية المستفحلة، داعياً الإسرائيليين للتصويت كل حسب قناعاته للكتل الكبيرة الأقدر على فرملة القوة وكبح جماحها وتعرف متى تتوقف عن استخدامها.

وبذلك يؤكد ديسكين على تحذير متطابق لرئيس إسرائيل السابق رؤوفين ريفلين، الذي قال خلال مؤتمر المناعة القومي في هرتزيليا عام 2015، إن التشظي بين “الأسباط الأربعة” في إسرائيل أخطر من قنبلة إيران.

 وكان ديسكين قد شن في الماضي هجمات قاسية على رئيس المعارضة الحالي بنيامين نتنياهو، واعتبره خطراً على الديموقراطية وعلى مستقبل إسرائيل، لحرصه على مصالحه الخاصة وتعميقه الصراعات بين الإسرائيليين وفقدانه أي رؤية إستراتيجية لكيفية تسوية الصراع مع الفلسطينيين.

وفي هذا المضمار كشف عن تسجيل لزوجة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، سارة نتنياهو، من قبل عشر سنوات، وصفت فيه يوفال ديسكين، بـ”القرف” و”الأبله” و”الوقح”، في حديثها مع نير حيفتس، وهو أحد المقربين من رئيس الحكومة الأسبق، بنيامين نتانياهو، ونشرت القناة الـ13 الإسرائيلية ذلك التسجيل.

 وأوضح موقع “واللا” الإسرائيلي أن التسجيل تم في عهد نتانياهو، ويتعلق بأمن شقة الزوجين الخاصة في شارع غزة في القدس المحتلة. وبالإضافة إلى ذلك، وصفت سارة نتنياهو، في ذلك الوقت، عمل الشاباك بأنه “فوضى”. وذكر حزب الليكود الإسرائيلي أن تلك التسجيلات تمت من قبل عناصر معادية لنتنياهو وعائلته، وأن “كل ما يُقال عن سارة ويائير نتانياهو أكاذيب، بل أكاذيب مُكررة وشريرة”.

حالة تعادل

على مسافة عشرة أيام من الانتخابات الإسرائيلية، وهي الخامسة منذ 2018، تدلل الاستطلاعات أن أياً من المعسكرين المتنافسين على الحكم، المعارضة بقيادة نتنياهو، و“حكومة التغيير” برئاسة يائير لبيد، غير قادر على تشكيل حكومة، مما قد ينذر بالعودة لانتخابات سادسة بعد شهور.

 ويشير استطلاع صحيفة “معاريف”، اليوم الجمعة، لوجود تغيرات طفيفة فقط داخل المعسكرين، وتوقع حصول معسكر أحزاب اليمين في المعارضة، بقيادة بنيامين نتنياهو، على 60 مقعداً، فيما يحصل معسكر الائتلاف الحاكم، لو جرت الانتخابات اليوم، على 56 مقعداً، بينما تفوز قائمة تحالف الجبهة/ التغيير برئاسة أيمن عودة وأحمد الطيبي بأربعة مقاعد،وهي ذات النتيجة التي تفوز بها “القائمة العربية الموحدة” برئاسة منصور عباس، التي باتت تحسب ذاتها جزءاً من معسكر التغيير، بعدما تنازلت عن دور “بيضة القبان” الذي استندت له في الانتخابات السابقة. بينما لم يتجاوز حزب “التجمع” نسبة الحسم، وكذلك حزب “البيت اليهودي”. ويؤكد 73% من المستطلعين أنهم سيشاركون في الانتخابات، وقال 48% من المستطلعين العرب إنهم سيشاركون في الانتخابات، مما يعني ارتفاع نسبة تصويت العرب بعدما كانت قبل أسبوع نحو 40% فقط، علماً أن نتنياهو يواصل حملة واسعة لتخفيض مشاركة العرب بتخديرهم واستبدال الاستعداء بالاحتواء في التعامل معهم، بعدما خبر قوتهم في صناديق الاقتراع حيث حرموه من العودة للسلطة أكثر من مرة منذ 2018.

وهذه هي نتائج استطلاع آخر للقناة العبرية 13 أظهر نتائج شبه متطابقة، لكنه يظهر أن قوة حزب “التجمع الوطني الديمقراطي” في ارتفاع ويقترب من نسبة الحسم (3.25% من الأصوات الصالحة)، حيث أظهر أنه ما زال دونها لكنه قريب منها (2.2%).

ووفقا لاستطلاع القناة 13، فإن حزب الليكود سيحصل على 32 مقعدا، ويرتفع تمثيل “الصهيونية الدينية” العنصرية، التي أدين بعض قادتها بالإرهاب، إلى 13 مقعدا، في حين يحصل “شاس” على 8 مقاعد، وتحصل قائمة “يهدوت هتوراة” على 7 مقاعد. في المقابل، يحصل معسكر الأحزاب التي تشكل الائتلاف الحالي مجتمعة على 56 مقعدا على النحو الآتي:

“ييش عتيد” برئاسة يائير لبيد: 26 / “المعسكر الوطني” برئاسة بيني غانتس: 11/ “يسرائيل بيتينو”: 5/ “العمل”: 5/ “ميرتس”: 5/  “القائمة الموحدة”: 4 مقاعد/ وتحصل قائمة الجبهة- العربية للتغيير على 4 مقاعد، في حين يحصل “التجمع الوطني الديمقراطي” على 2.5% من أصوات الناخبين، بعدما حصل على 2 في المئة في استطلاع نُشر قبل أيام، ما يؤشر إلى أنه في تصاعد مستمر وثابت. فيما تواصل قائمة “البيت اليهودي”، بقيادة وزيرة الداخلية الحالية، أييليت شاكيد، تراجعها، وتفشل في تجاوز نسبة الحسم (3.25% من أصوات الناخبين) وتحصل على 1.5% من الأصوات.

وكان “التجمع” قد شدد، في بيان، على أن الحزب برئاسة النائب سامي أبو شحادة “له قاعدة شعبية وجماهيرية واسعة ويعكس خطابًا سياسيًا يجيب على سؤال مكانة العرب الفلسطينيين في إسرائيل، ويطرح برنامجًا سياسيًا شاملًا يخرج الأقلية العربية الفلسطينية من المساحة السياسية الضيقة التي تريدها إسرائيل للعرب”.

وحول الشخصية الأنسب لرئاسة الحكومة الإسرائيلية المقبلة، تفوق نتنياهو على كل من لبيد وغانتس، إذ حصل مقارنةً مع لبيد على تأييد 48% من المستطلعة آراؤهم، مقابل 29% للأخير. وفي مقارنة مع غانتس حصل نتنياهو على دعم 48% مقابل 27% لغانتس. وعارض 48% من المشاركين في الاستطلاع تعيين رئيس قائمة “الصهيونية الدينية”، بتسلئيل سموتريتش، وزيراً للأمن، فيما أيّد ذلك 25% من المستطلعة آراؤهم، كما عارض 50% من المشاركين تعيين النائب العنصري تلميذ الحاخام العنصري الراحل مئير كهانا، إيتمار بن غفير، وزيراً للأمن الداخلي. وتوقع الاستطلاع أن تصل نسبة التصويت في الانتخابات 65%.

نداء من لجنة الوفاق الوطني للمشاركة بالانتخابات والتصويت الفاعل

وأمام حالة الخطر المحدقة بالقوائم العربية الثلاث حتى الآن، دعت لجنة الوفاق، النشطة في مجال تسوية الخلافات بين الأحزاب العربية، فلسطينيي الداخل للتصويت الفاعل، رغم تفهمها حالة العتب والغضب لديهم حيال أحزابهم التي فككّت “المشتركة” عدة مرات. وجاء في بيان لجنة الوفاق: “آن الأوان لتغليب صوت المسؤولية والتآلف نحو تحقيق الأهداف الجماعية وإيقاف التدهور نحو الهاوية”.

نحييكم أينما تواجدتم بكل الخير

 وتابع بيان لجنة الوفاق: “إدراكاً من لجنة الوفاق الوطني  بأن جماهير شعبنا تقف هذه الأيام على مفترق طرق  مصيري، وبأن كل الخيارات الواقفة أمامها خيارات صعبة وقاسية، وعلى الرغم  من تفهمها لمشاعر خيبة الأمل  العميقة لكافة شرائح شعبنا، من عدم توصل الأحزاب والأطر الفاعلة إلى تشكيل قائمة تآلفية واسعة وعريضة، إلا أنها وإزاء التحديات الجسام التي نحن بصددها، تدعو أبناء شعبنا إلى ممارسة حق التصويت والاقتراع  للأحزاب والقوائم التي يرونها مناسبة، للمضي قدما نحو تحقيق مطالب وأماني جماهيرنا بالعدل والمساواة التامة والسعي نحو حل عادل ومنصف للقضية الفلسطينية. لقد حقق المجتمع العربي مع تشكيل “القائمة المشتركة” عام 2015 إنجازاً سياسياً غير مسبوق جاء تعبيراً وتجسيداً لإرادة السواد الأعظم من الجماهير العربية الراغبة بإطار وحدوي يكون قادراً على مواجهة التحديات الجسام والهجمة الشرسة المستهدفة لوجود وحقوق وأمنيات أبناء شعبنا في هذه الديار. ونحن إذ نعتز بما بذلناه من جهود لتحقيق هذا الإنجاز، إلا أننا، كسائر أبناء شعبنا، نعبر عن بالغ أسفنا وعظيم ألمنا من تراجعه واضمحلاله وتشرذمه. كان من المفروض أن تتشكل المضامين الوحدوية لهذا الإطار بشكل تراكمي تصاعدي، تذوب من خلاله الخلافات والتشنجات، وتحترم في إطارها الاختلافات التي لا تتناقض مع روح الوحدة، وينمو فيه التنسيق بين المكونات المختلفة ويتطور الخطاب الجمعي الواحد الذي لا يترك مجالا للفئوية والفصائلية البغيضة أن تطغى بدلاً من التناغم والعمل المشترك الدؤوب في خدمة المواطنين، الذين هبوا ومدوا يد العون والدعم بكل ما أوتوا من قوة لدعم هذا المشروع الوطني الرائد. حيث قامت “المشتركة” على أساس تأكيد المشترك، وهو كثير، واحترام المختلف عليه، والذي يطفو على السطح بين الفينة والأخرى، وهو قليل. ومضت الفترة ولم يتحقق الكثير من الأهداف بدعوى الضغوطات والتحديات الخارجية وضرورة أخذ الوقت اللازم لترسيخ ثقافة التناغم والتنسيق رغم الاختلاف وتغليب المشترك على المختلف عليه. ثم جاءت ضربات شق “المشتركة” مرتين لنصل إلى الحالة التي نحن عليها اليوم. ونحن إذ نتفهم   الغضب الجماهيري العارم لعدم تغليب الوحدة على الانشقاق والتشرذم، إلا أننا لا نرى الظروف مواتية لعقاب مشروعنا الوطني وآمال صمودنا في أرضنا ووطننا الذي لا وطن لنا سواه، من خلال عملية الغياب وعدم استغلال الحق الشرعي الأساسي للعمل على التأثير وتغيير الظروف للأحسن. وبما أننا نقف على بعد واحد من الأحزاب، فإننا لا نوجه لقائمة أو حزب دون غيره، بل ندعو ونهيب بأبناء شعبنا للخروج لاستغلال حق التصويت لإحدى القوائم الثلاث المطروحة على الساحة السياسية العربية. قلنا إن كافة الخيارات والبدائل صعبة ومرة وقاسية، ولكن بديل سيطرة تيار اليمين المتزمت، الذي يقف على رأسه بنيامين نتنياهو، هو أكثرها قتامة ومرارة وإقلاقاً. فقد أثبتت الحملة المكثفة لبنيامين نتنياهو ورموز حزبه ومن لف لفهم وذهب في جريرتهم أن الاستهداف أولاً لوحدة أبناء شعبنا وقدرتهم على التكاتف والصمود في وجه المخططات المستهدفة لكينونة وجودهم. لقد كان لنتنياهو وللتيار الذي يمثله طموح بثورة عارمة تقوض أركان الديمقراطية وتهمش معاني وجودنا في أرضنا من خلال قانون القومية، وتمنع حل الدولتين من خلال المضي قدما بتوسيع المشروع الاستيطاني في الضفة الغربية، والسعي للضم وتمرير ما سمي بصفقة القرن على حساب الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده. وقد كانت معاني الوحدة التي تجسدت من خلال “القائمة المشتركة”، بكافة مركباتها، بمثابة عقبة كأداء منعت نتنياهو واليمين الصرف من تحقيق تلك المشاريع رغم الدعم الكامل وغير المسبوق من إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

وعلى كل ما تقدم، تدعو لجنة الوفاق أبناء شعبنا إلى نبذ المزايدات والتراشقات الكلامية والفئوية وجلد الذات، والخروج إلى التصويت بهدف منع اليمين الإسرائيلي المتطرف من تحقيق مآربه وتنفيذ ترانسفير سياسي بحقنا، قبل ترحيلنا الكامل الذي عبر عنه بشكل واضح بعض رموز أحزاب هذا التيار. فالتكاثف والتعاضد، قبل الانتخابات وبعدها، أمر مهم وضروري، ويد واحدة لا تصفق، وعلى الكل أن يمارس تأثيره من مكانه وموقعه. والله الموفق دائماً وأبداً”.

عن مركز القلم للأبحاث والدراسات

يهتم مركز القلم بمتابعة مستقبل العالم و الأحداث الخطرة و عرض (تفسير البينة) كأول تفسير للقرآن الكريم في العالم على الكلمة وترابطها بالتي قبلها وبعدها للمجامع والمراكز العلمية و الجامعات والعلماء في العالم.

شاهد أيضاً

دوتش فيليا : تهديد لأوروبا.. شولتس يحذر من تنامي نفوذ اليمين الشعبوي

DW : حذر المستشار أولاف شولتس خلال مؤتمر الاشتراكيين الأوروبيين من تعاظم نفوذ اليمينيين الشعبويين …

اترك تعليقاً