ماليزيا : “رئيسنا يريد التحدث معك”.. هكذا اختطفت خلية “الموساد” الماليزية شاباً غزياً مختصاً بالتكنولوجيا

غزة– “القدس العربي”: لاقت العملية التي تمكن فيها جهاز الأمن الماليزي من تحرير شاب فلسطيني من قطاع غزة، اختطفه عملاء لجهاز الاستخبارات الإسرائيلية “الموساد”، في ذلك البلد الواقع شرق آسيا، إشادة كبيرة من قبل وزارة الداخلية في غزة، التي تديرها حركة “حماس”، خاصة بعد تمكن الماليزيين من الكشف عن إحدى خلايا الاستخبارات الإسرائيلية الناشطة هناك، والتي سبق لها أن قامت بتصفية أحد العلماء الفلسطينيين، المحسوبين على “حماس” خلال دراسته قبل عدة سنوات.

وفي بيان مقتضب، أعلنت وزارة الداخلية في غزة، والتي تتبع سلطات حركة “حماس”، عن تقديرها لـ “الجهود الكبيرة” التي بذلتها السلطات الماليزية في إنقاذ مواطن فلسطيني من سكان قطاع غزة، تعرّضَ للاختطاف في ماليزيا من قبل جهاز “الموساد” الإسرائيلي، بالإضافة لكشف أفراد خلية الموساد والعمل على ملاحقتهم.

واستنكرت الوزارة ما وصفتها بـ “الجريمة” التي ارتكبها الاحتلال بحق أحد أبناء الشعب الفلسطيني في ماليزيا، ودعت إلى محاسبة الفاعلين ومحاكمتهم.

وجاء ذلك بعد الكشف عن خيوط العملية الأمنية التي نفذها الأمن الماليزي، وتمكن خلالها من تفكيك شبكة الجواسيس التابعة لـ”الموساد” والمكونة من 11 ماليزياً على الأقل، جرى تجنيدهم من أجل تعقب شبان فلسطينيين.

وحسب ما نقل عن مسؤولين ماليزيين، فإن خلية “الموساد” اختطفت خبيرا فلسطينيا في تكنولوجيا المعلومات ينحدر من غزة وسط العاصمة كوالالمبور، في 28 من الشهر الماضي.

وعقب نجاح عملية الخطف تم نقله إلى منزل ريفي في ضواحي العاصمة، فيما تمكنت المخابرات الماليزية من الوصول إلى الخاطفين خلال 24 ساعة واعتقالهم وتحرير الرهينة.

وقد غادر المواطن الفلسطيني، بعد ذلك ماليزيا، لكن دون تحديد وجهته، وبدا أن الأمر مرده الخشية على حياته من عمليات اغتيال قد ينفذها “الموساد”، بعد أن قام بخطفه على الأرجح، من أجل الحصول منه على معلومات.

وعن تفاصيل العملية، ذكرت تقارير محلية أن فلسطينيين متخصصين في أنظمة البرمجة الإلكترونية والتكنولوجيا، كانا في طريقهما لركوب سيارتهما بعد أن تناولا العشاء في مركز تجاري وسط العاصمة كوالالمبور، عند الساعة العاشرة ليلا، قبل أن تتوجه صوبهم مركبة بيضاء، وينزل منها أربعة أشخاص، حيث وصلا إلى السائق وضربوه وسحبوه إلى المركبة التي كانت معهم وصرخوا في وجهه “رئيسنا يريد التحدث معك”.

وقد حاول زميله مساعدته، لكن تم تحذيره بالابتعاد عن مكان الحادث، ليهرع على الفور إلى فندق قريب لطلب المساعدة من الموظفين، بعد أن اتضح له أن الخاطفين يعملون لصالح جهاز “الموساد”، فيما كانت مركبة الخاطفين تفر من المكان بسرعة كبيرة، ليتلو ذلك قيامه بتقديم بلاغ للشرطة بعد 40 دقيقة من الحدث.

ويدور الحديث حول أن “الموساد” كان قد جند في عام 2018 سيدة ماليزية في منتصف الثلاثينيات من عمرها، على رأس فرقة الخاطفين، وهو نفس العام الذي اغتيل فيه الناشط في حركة “حماس” محمد البطش في ماليزيا.

وقامت هذه السيدة التي ترأست فرقة الخاطفين، بتشكيل فريقا لمرقبة الفلسطينيين في ماليزيا، حيث كانت تتلقى حوالي 2000 يورو شهريًا من جهاز “الموساد”.

ونقلت قناة “الجزيرة” عن مصادر ماليزية مطلعة، أن التحقيقات كشفت ضلوع خلية “الموساد” بالتجسس على مواقع مهمة في البلاد منها مطارات، فضلا عن اختراقها لشركات إلكترونية حكومية، ولم تستبعد هذه المصادر وجود خلايا أخرى نشطة لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي على أراضيها.

وقالت المصادر ذاتها إن الموساد استعان لتنفيذ العملية بعملاء ماليزيين كان قد دربهم في دول أوروبية.

والجدير ذكره أن الشرطة الماليزية نشرت، قبل أسبوع، تسجيلا مصورا لعملية اقتحام منزل تحصنت فيه عصابة اختطاف، ولم تشر الشرطة في تصريحاتها إلى عمليات تجسس إسرائيلية وهوية المستهدفين.

ولم يكشف عن هوية الشاب الذي تعرض للاختطاف، ولا طبيعة عمله الحالي، لكن من المعلومات التي أوردتها تقارير ماليزية، يتضح أن الاحتلال يتهمه لكونه خبيراً في تكنولوجيا المعلومات، بأن له علاقة بالعمل المقاوم.

يشار إلى أن مسلحين كانا قد اغتالا المهندس الفلسطيني فادي البطش، وهو خبير في مجال الهندسة الالكترونية، وحاصل على شهادة الدكتوراه في هذا التخصص، في ماليزيا عام 2018، واتهم جهاز “الموساد” الإسرائيلي بالوقوف وراء العملية.

وهذا الشاب الذي نقل بعد اغتياله إلى قطاع غزة، حيث دفن في القطاع، من المميزين في مجال عمله، وسبق أن كانت له العديد من الأبحاث العلمية المحكمة، وشارك في مؤتمرات دولية عدة دول آسيوية وأوروبية.

وقد أعلنت وزارة الداخلية في غزة، في شهر يناير الماضي، تمكنها من اعتقال شاب من القطاع، اتهم بالمشاركة في اغتيال البطش.

ووقتها تردد أن هذا الشخص عاد إلى غزة من “دون مشورة الموساد”، وأنه أجرى المكالمة لحاجته إلى المال، وهي المكالمة التي أدت إلى كشفه، وحسب تقارير محلية فقد أقر بأنه من أطلق النار بنفسه على الشهيد البطش.

عن مركز القلم للأبحاث والدراسات

يهتم مركز القلم بمتابعة مستقبل العالم و الأحداث الخطرة و عرض (تفسير البينة) كأول تفسير للقرآن الكريم في العالم على الكلمة وترابطها بالتي قبلها وبعدها للمجامع والمراكز العلمية و الجامعات والعلماء في العالم.

شاهد أيضاً

“فايننشال تايمز” : الاتحاد الأوروبي سيمنح تونس 165 مليون يورو لكبح الهجرة غير الشرعية

RT : قالت صحيفة “فايننشال تايمز” يوم الأحد إن الاتحاد الأوروبي سيقدم لقوات الأمن التونسية …