كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال”، عن محاولات قام بها مندوبو الإمارات والعراق والبحرين والكويت، للتراجع عن قرار خفض إنتاج النفط ضمن مجموعة “أوبك+”، إلا أن هذه المحاولات لم تفلح.

وأقر تحالف “أوبك+” الأربعاء الماضي، تخفيض الإنتاج بمليوني برميل يومياً ابتداء من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وهو ما أغضب الولايات المتحدة التي اعتبرت القرار دعماً لروسيا.

وحمّل الرئيس الأمريكي “جو بايدن” روسيا والسعودية مسؤولية ارتفاع أسعار النفط، فيما نفت الرياض تعمّد الإضرار بالولايات المتحدة من خلال خفض الإنتاج، مؤكدةً أن الخطوة لضمان “استقرار السوق”.

ونقلت الصحيفة في تقرير لها الأربعاء، عن مصادر مطلعة (لم تسمها)، أن الإمارات، وهي منتج مهم آخر في “أوبك”، عارضت خفض الإنتاج ودعت سراً إلى تأجيله شهراً تماشياً مع الطلبات الأمريكية.

وأضافت المصادر: “في الأيام التي سبقت اجتماع أوبك+، تواصل المسؤولون الإماراتيون على نحو مكثف مع نظرائهم السعوديين والأمريكيين في محاولة لمنع قرار الخفض”.

وكشفت الصحيفة أن السعودية رفضت الاستجابة لمناشدات المسؤولين الأمريكيين تأجيل قرار خفض إنتاج النفط ضمن مجموعة أوبك+، لمدة شهر واحد.

ورفض المسؤولون السعوديون هذه الطلبات واعتبروها “مناورة سياسية” من قبل إدارة “بايدن”، لتجنب إضعاف موقف حزبه في انتخابات التجديد النصفي، وفقاً لمصادر الصحيفة الأمريكية.

 

 

في الوقت نفسه، كشف مسؤولون أمريكيون وإقليميون للصحيفة الأمريكية، أن الكويت والعراق والبحرين ضغطت في السر ضد الخفض المقترح، بذريعة أنه قد يؤدي إلى ركود من شأنه أن يضعف الطلب على النفط.

وأضافت المصادر، حسب الصحيفة: “لكن كل هذه الدول مضت في النهاية في تبني القرار من أجل الحفاظ على الوحدة داخل أوبك+”.

وبينما أكد مسؤولون أمريكيون أنهم فوجئوا بحجم الخفض، وكانوا يعتقدون أن “أوبك+” ستخفض الإنتاج بنحو مليون برميل فقط، قال مبعوثو أوبك+ إن روسيا ضغطت على السعوديين لخفض الإنتاج.

ويعد هذا الخفض هو الأكبر منذ جائحة كورونا، والثاني على التوالي للتحالف بعد أن خفّض الإنتاج بشكل رمزي بـ100 ألف برميل يومياً باجتماع سبتمبر/أيلول الماضي.

ووصف المتحدث باسم الكرملين، “ديمتري بيسكوف”، قرار أوبك+ بشأن خفض الإنتاج بأنه “عمل متوازن ومدروس ومخطط”.

 

 

في المقابل، وجهت الولايات المتحدة اتهاماً للسعودية بالانحياز إلى جانب روسيا عبر تأييد خفض في الإنتاج قد يؤدي إلى زيادة إيرادات موسكو النفطية، بعدما كانت واشنطن تسعى للحد منها.

وقال “بايدن”، الثلاثاء، إن علاقات الولايات المتحدة مع السعودية ستواجه “عواقب” بعد قرار أوبك+، لكنه لم يكشف عن الخيارات التي يدرسها.

في وقت قال متحدث الأمن القومي في البيت الأبيض “جون كيربي”، إن “قرار أوبك+ أصاب بايدن بخيبة أمل وأنه (الرئيس) يعتزم العمل مع الكونجرس على التفكير في الطبيعة التي يجب أن تكون عليها هذه العلاقة (مع السعودية)”.

قبل أن يقول وزير الخارجية الأمريكي “أنتوني بلينكن”، إن الولايات المتحدة “تدرس عدداً من خيارات الرد”، بخصوص علاقاتها مع المملكة.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات