بدأت مصر، إضافة اللغة الصينية كلغة ثانية اختيارية في 12 مدرسة إعدادية في 3 محافظات، بدءً من العام الدراسي الجديد.

جاء ذلك ضمن استراتيجية أعلنتها مؤخرا، وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، وفق مشروع التعاون مع وزارة التعليم الصينية.

وأقيم حفل يوم 25 سبتمبر/أيلول، في معهد كونفوشيوس بجامعة القاهرة، لإطلاق المشروع، الذي يتضمن تدريب مدرسي اللغة الصينية، وفقا لبيان الوزارة، بحضور القائم بأعمال السفير الصيني في مصر “لياو لي تشيانغ”.

وتم اختيار 12 مدرس من أصل 150 مدرس تقدموا، وذلك عن طريق لجنة من الخبراء المتخصصين في اللغة الصينية من مصر والصين من جامعتي القاهرة وعين شمس وأساتذة من جامعة اللغات في بكين.

وتم تأليف الكتاب من خلال لجنة الخبراء المختصة بوضع المناهج.

والمحافظات الثلاثة المقرر تدريس اللغة الصينية فيها هي: القاهـرة والجيزة والمنوفية.

 

 

من جانبه، عبر نائب وزير التربية والتعليم للتعليم الفني “محمد مجاهد”، خلال الحفل، عن سعادته بالاحتفال بثمار التعاون الصيني المصري في مجال تدريس اللغة الصينية والثقافة الصينية.

ولفت إلى أنه كان من المفترض أن يبدأ برنامج تدريس اللغة الصينية من العام المقبل 2023/2024، ولكن بفضل إصرار الجانبين وحرصهم الشديد على تفعيل هذا التعاون قام جميع الأطراف بالإسراع في العديد من الخطوات للتمكن من البدء في تدريس اللغة الصينية هذا العام.

وأثنى “مجاهد” على تعاون الجانب الصيني في اختيار المعلمين، والبدء الفعلي للدورة التدريبية للمعلمين الذين وقع الاختيار عليهم.

كما أشاد بالجامعة الصينية التي تتولى تدريب هؤلاء المعلمين، ومعهد كونفوشيوس، وجامعة القاهرة لقيامهم بدعم كبير في اختيار المعلمين وعقد المقابلات معهم، ودعم العملية التعليمية حتى نستطيع تعيين أولى المعلمين المتميزين.

وفي حديثه، أشاد القائم أعمال السفير الصيني في مصر، بالاتفاقية المصرية، معربا عن اهتمامه البالغ بتعزيز التعاون بين مصر والمؤسسات الثقافية الصينية.

ويرى العديد من المراقبين أن تدريس اللغة الصينية في المدارس المصرية، خطوة مهمة في تعزيز التعاون الثنائي الثقافي والتعليمي، ودليل على قوة العلاقات المصرية الصينية.

 

 

واللغة الصينية واحدة من أقدم اللغات المكتوبة في العالم، إذ تم العثور على نقوش بالحروف الصينية تثبت أن اللغة المكتوبة موجودة منذ أكثر من 6 آلاف سنة.

وتستخدم اللغة الصينية رموزًا مميزة واحدة لتمثيل كل كلمة من المفردات، بحيث يمكن للرمز أو الحرف الواحد أن يعبر عن كلمة.

وبلغ عدد المتحدثين بـ اللغة الصينية ما يزيد عن 1.3 مليار نسمة عام 2021.

يقول الكاتب المصري المتخصص في شؤون شرق آسيا “محمد صلاح الدين”، لموقع “المونيتور”، إن “تدريس اللغة الصينية في المدارس المصرية يظهر أن العلاقات بين البلدين قد توطدت خلال السنوات الماضية”.

ويصف “صلاح الدين”، هذه الخطوة بأنها “خطوة مهمة في ظل سعي الصين لأن تصبح قوة عالمية في السنوات المقبلة”.

ويشير إلى “اهتمام الصين بتعزيز قوتها الناعمة في مصر من خلال معهد كونفوشيوس، أحد أدواتها الرئيسية لنشر ثقافتها ولغتها عبر العالم”.

 

 

وخلال السنوات القليلة الماضية، تطورت العلاقات بين القاهرة وبكين بشكل ملحوظ، مع تبادل الزيارات بين قادة البلدين لبحث العلاقات والقضايا الإقليمية.

والصين أكبر شريك تجاري لمصر على مدى السنوات الثماني الماضية، وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو 20 مليار دولار في 2021، بزيادة 37% مقارنة بعام 2020.

وتجاوز حجم الاستثمارات الصينية المباشرة في مصر، حتى النصف الأول من عام 2022، 1.5 مليار دولار.

كما تشارك مصر أيضًا في مبادرة الحزام والطريق الصينية، والتي تعمل على بناء شبكة تجارة وبنية تحتية تربط آسيا بأوروبا وأفريقيا.

وفقًا لدراسة حديثة أجراها مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، يمكن توقع أن تعزز المبادرة علاقات أقوى وأكثر تنوعًا بين القاهرة وبكين.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات