شكك الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، في مصداقية نوايا زعيم المعارضة “كمال قليجدار أوغلو”، بعدم المساس بحرية ارتداء الحجاب، ودعاه إلى العمل على إدراج القضية في دستور البلاد بدل الاكتفاء باقتراح إصدار قانون يضمن عدم المساس بحرية ارتدائه.

جاء ذلك في خطاب ألقاه “أردوغان”، الأربعاء، خلال مشاركته في اجتماع الكتلة النيابية لحزب العدالة والتنمية في البرلمان التركي بالعاصمة أنقرة.

واعتبر “أردوغان” أن النص الذي قدمه حزب الشعب الجمهوري المعارض إلى البرلمان كمشروع قانون حول عدم المساس بحرية ارتداء الحجاب، بعيد كل البعد عن حل المشكلة بالطريقة المرغوبة.

 

 

ووجه الرئيس التركي كلامه إلى “قليجدار أوغلو” قائلا: “إن كنت صادقا في هذا الطرح، تعال لنعمل على إدراج مسألة الحجاب في الدستور بدلا من الاكتفاء بإصدار قانون، فالقانون يمكن تغييره بسهولة على عكس الدستور”.

كما خاطبه بالقول: “هذا البرلمان شهد في الماضي طرد نائبة من قاعته فقط لأنها دخلت بحجابها، والذين طردوها هم أسلافك في حزب الشعب الجمهوري”.

وأردف “أردوغان” قائلا: “قليجدار أوغلو كان في طليعة أولئك الذين رفعوا دعوى قضائية ضد رئيس مجلس التعليم العالي الأسبق بتهمة إساءة استخدام السلطة لقوله: “ارفعوا حظر الحجاب”.

 

 

وأكد أن قضية الحجاب لم تعد مدرجة على أجندة تركيا، وذلك بفضل كفاح حكومات حزبه (العدالة والتنمية) والتدابير التي اتخذها.

ولفت الرئيس التركي إلى أن قضية اللباس بشكل عام والحجاب بشكل خاص، حق طبيعي للمواطنين لا يستدعي قانونا ولا دستورا.

والاثنين الماضي، كشف زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض “كمال قليجدار أوغلو”، أن حزبه يعتزم تقديم مشروع قانون من شأنه إبعاد الحجاب ولباس النساء عن استغلال السياسيين في بلاده حتى لو كلفه ذلك خسارة أصوات انتخابية.

وسبق أن أقر “كليجدار أوغلو” في 2019 بأن العداء التاريخي لحزبه مع الحجاب كان خطأ.

وقال في حينها: “لدينا الكثير من العيوب. دعونا نتحدث عن الحقيقة. من القضايا الرئيسة التي بالغنا فيها، في تركيا قضية الحجاب. يا أخي. هي أرادت أن ترتدي الحجاب أم لا فما علاقتنا؟”.

 

 

وكان حزب الشعب الجمهوري، وهو حزب أسسه “كمال أتاتورك” مؤسس الدولة، معاديا للحجاب تاريخيا، ولكن خلافا لمواقفه السابقة إزاء قضية الحجاب أعلن “كليجدار أوغلو” أن موقف حزبه كان خاطئا من منع الحجاب في البلاد حين كان الحزب الحاكم.

وسبق أن أعلن رئيس المعارضة أنه لا يمانع ارتداء الحجاب في الجامعات، مؤكدا أنه لن يلجأ إلى المحكمة الدستورية لإبطال مفعول تعميم مجلس التعليم العالي بهذا الخصوص.

ونجح حزب “العدالة والتنمية” الذي أسسه الرئيس الحالي “رجب طيب أردوغان”، عام 2008، في تمرير مشروع قانون في البرلمان (بموافقة 411 صوتا من أصل 550 مقعدا) يسمح بارتداء الحجاب في الجامعات؛ ما استنفر “القوى العلمانية”، ونجحت عبر المحكمة الدستورية العليا في إبطال مفعول القانون رغم مصادقة رئيس الجمهورية “عبدالله جل”، ليصير بعد ذلك السماح رسميا بذلك.

وخلال خطاب “أردوغان”، تم عرض مشاهد من الممارسات التعسفية التي تعرضت لها المحجبات في البلاد في فترة الحكومات التي سبقت وصول العدالة والتنمية إلى السلطة عام 2002.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات