الجزيرة :
انقلاب بوركينا فاسو.. احتجاجات ضد فرنسا وحريق بسفارتها والرئيس المخلوع يدعو الانقلابيين لتجنب حرب بين الأشقاء
وتشير المواجهة إلى انقسام عميق داخل الجيش وفصل جديد مثير للقلق في بوركينا فاسو، حيث أدى تصاعد هجمات الحركات المسلحة الإسلامية إلى تقويض الثقة في السلطات وتشريد ما يقرب من مليوني شخص.
ودعا رئيس أركان جيش بوركينا فاسو الفصائل المتناحرة إلى وقف الأعمال القتالية ومواصلة المحادثات، واصفا ما يجري بأنه “أزمة داخلية داخل القوات المسلحة الوطنية”.
وفي وقت سابق أعلن قائد الانقلاب العسكري الرائد إبراهيم تراوري حل الحكومة وإغلاق الحدود، مشيرا إلى أن بول لجأ لقاعدة فرنسية ويخطط لهجوم مضاد.
وبرر قيامه ورفاقه بالإطاحة بالرئيس إلى فشله في التعامل مع الحركات الإسلامية المسلحة، وهو ذات السبب الذي قدمه داميبا كمبرر للإطاحة بالرئيس السابق روش كابوري قبل عدة أشهر.
فرنسا في صلب الأزمة
وبالتوازي مع إعلان الانقلابيين لجوء داميبا إلى قاعدة للجيش الفرنسي، نظم مئات المؤيدين لاستيلاء تراوري على السلطة احتجاجا أمام السفارة الفرنسية السبت، كما تجمع متظاهرون مناهضون لباريس ورشقوا المركز الثقافي الفرنسي في بلدة بوبو ديولاسو الجنوبية بالحجارة.
وأفادت وكالة الأنباء الألمانية أن مجموعة صغيرة من المواطنين نزلت الشوارع بالقرب من القاعدة الفرنسية أمس طالبين من جنودها مغادرة البلاد، وأكدوا دعمهم للزعيم الانقلابي تراوري، مشيرة أيضا إلى ظهور أعلام روسية متفرقة في صور التقطتها وسائل الإعلام.
وذكرت الوكالة نفسها أنه تمت مشاركة دعوات لمظاهرة تضامنية من أجل تراوري على وسائل التواصل الاجتماعي تحت شعار “ضد داميبا وفرنسا”.
وفي غضون ذلك، نددت الخارجية الفرنسية بما سمته العنف الذي حدث ضد بعثاتها الدبلوماسية “بأشد العبارات”.
وقالت هذه الوزارة في بيان إن القاعدة لم تستضف قط داميبا الذي استولى على السلطة بانقلاب في 24 يناير/كانون الثاني. كما نفى الرئيس المخلوع أيضا أنه كان في القاعدة قائلا إن هذه التقارير تلاعب متعمد بالرأي العام.
دعوة لتجنب حرب الأشقاء
وقال الرئيس المخلوع -في أول بيان له عن الأزمة نشره على الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية على فيسبوك- إنه يدعو الكابتن تراوري ورفاقه إلى “العودة إلى رشدهم لتجنب نشوب حرب بين الأشقاء لا تحتاجها بوركينا فاسو”.
ووصل داميبا إلى السلطة في يناير/كانون الثاني عبر انقلاب أطاح بالرئيس السابق روش مارك كريستيان كابوري الذي فقد مصداقيته بسبب تصاعد عنف الجماعات المسلحة.
والزعيم الجديد للمجلس العسكري (النقيب تراوري) قائد فيلق فوج مدفعية كايا شمال البلاد المتضرر من الهجمات الجهادية.
وأصبحت هذه الدولة الواقعة غرب أفريقيا والمحمية الفرنسية السابقة بؤرة لأعمال عنف نفذتها جماعات مرتبطة بتنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية بدأت في مالي المجاورة عام 2012، وامتدت إلى دول أخرى جنوب الصحراء الكبرى.
تنديد دولي
وقد شجبت الخارجية الأميركية والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الاضطرابات الجارية منذ يومين في بوركينا فاسو.
ومن جانب آخر، دانت كل من واشنطن والاتحادان الأوروبي والأفريقي هذا التغير في السلطة، على غرار عدة جهات دولية أخرى.
وقالت الخارجية الأميركية إن واشنطن تدين إطاحة عسكريين بالحكومة في بوركينا فاسو.
وقال المتحدث باسم الأمين العام الأممي في بيان إنه يدين بشدة أي محاولة للاستيلاء على السلطة بقوة السلاح ويدعو جميع الأطراف إلى “الامتناع عن العنف، والسعي إلى الحوار”.
ومن جانبه، قال الاتحاد الأفريقي في بيان إن رئيسه “يدعو الجيش (البوركيني) للامتناع فورا وبشكل كامل عن أي أعمال عنف أو تهديدات للسكان والحريات المدنية وحقوق الإنسان” مطالبا بإعادة النظام الدستوري بحلول يوليو/تموز 2024.
وقد أعرب رئيس الاتحاد الأفريقي موسى فكي عن قلقه البالغ -حيال عودة الانقلابات غير الدستورية- سواء في بوركينا فاسو أو بلدان أخرى في القارة.
من جهته، حذر الاتحاد الأوروبي من أن هذا الانقلاب يعرض للخطر الجهود التي بذلت لإعادة النظام الدستوري بحلول الأول من يوليو/تموز 2024 داعيا السلطات الجديدة إلى احترام الاتفاقات السابقة.
وقال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد جوزيب بوريل في بيان “الاتحاد الأوروبي يأسف لتدهور الوضع الأمني والإنساني في (هذه) البلاد”.
الجزيرة
قائد انقلاب بوركينافاسو يقول إن الرئيس المخلوع لجأ لقاعدة عسكرية فرنسية وباريس تعلّق
وقالت الخارجية الفرنسية “نُكذّب بشكل رسمي أي علاقة لفرنسا بالأحداث الجارية في بوركينافاسو منذ أمس”.
ودوت أصوات أعيرة نارية في عاصمة بوركينافاسو اليوم السبت بعد يوم من الإعلان عن الإطاحة بالرئيس داميبا، في ثاني انقلاب تشهده الدولة الواقعة في غرب أفريقيا هذا العام.
كما قالت رويترز إن إطلاق نار حدث خلال احتجاجات قرب السفارة الفرنسية في عاصمة البلاد.
ووسط أنباء عن حدوث انقسامات داخل الجيش، لم يرد أي تعقيب من قائد البلاد الجديد الرائد إبراهيم تراوري الذي عينته المجموعة نفسها من ضباط الجيش الذين ساعدوا داميبا في الاستيلاء على السلطة بانقلاب في 24 يناير/كانون الثاني الماضي.
وذكر مصدر أمني أجنبي في واغادوغو أن أنباء أفادت بوقوع إطلاق نار في عدة أجزاء من المدينة نتيجة اشتباكات بين القوات الموالية لداميبا مع تلك المؤيدة لتراوري.
وأكد مصدر في جيش بوركينافاسو -رفض التعليق مباشرة على ما يجري في العاصمة- أن هناك قوات لا تزال موالية لداميبا في الجيش تحث قادة الانقلاب على التراجع، في حين لا يزال مكان داميبا غير معلوم.
وظهر تراوري أمس الجمعة على التلفزيون الحكومي، في نهاية يوم شهد إطلاق نار بالقرب من معسكر للجيش وانفجارا قرب القصر الرئاسي، وتوقف بث التلفزيون الرسمي.
وأعلن تراوري، محاطا بالجنود، حل الحكومة وإغلاق الحدود، مشيرا إلى أن فشل داميبا في التعامل مع الإسلاميين هو السبب في الإطاحة به. وكان داميبا قد أطاح بالرئيس السابق روش كابوري بسبب نفس المسألة.
وعاد الهدوء النسبي إلى واغادوغو في ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت، لكن دوي طلقات النيران في الظهيرة وظهور قافلة لقوات خاصة مدججة بالسلاح دفعا المتاجر إلى إغلاق أبوابها وهروب بعض المواطنين للاحتماء.
وقالت السفارة الفرنسية في بيان “الوضع لا يزال متوترا في واغادوغو.. يوصى بالحد من تحركاتكم”.
إدانات دولية
ودانت كل من أميركا والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي هذا التغير في السلطة على غرار عدة جهات دولية أخرى.
وقالت الخارجية الأميركية إن واشنطن تدين إطاحة عسكريين بالحكومة في بوركينا فاسو.
وجاء في بيان الاتحاد الأفريقي أن رئيسه “يدعو الجيش للامتناع فورا وبشكل كامل عن أي أعمال عنف أو تهديدات للسكان المدنيين والحريات المدنية وحقوق الإنسان”، مطالبا بإعادة النظام الدستوري بحلول يوليو/تموز عام 2024.
وأعرب رئيس الاتحاد الأفريقي موسى فكي عن قلقه البالغ حيال عودة الانقلابات غير الدستورية سواء في بوركينافاسو أو في بلدان أخرى في القارة.
وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل في بيان إن “الاتحاد الأوروبي يأسف أيضا لتدهور الوضع الأمني والإنساني في البلاد”.