مصر و العالم العربي بين الشرق والغرب .. مواقف واضحة وسياسة محددة هى الحل
مركز القلم للأبحاث والدراسات
24 سبتمبر، 2022
مقالات خالد محي الدين
86 Views
بقلم : خالد محيي الدين الحليبي
مركز القلم
كنا في زمن مبارك ننادي بانتهاج السياسة الوسطية التي تنتهجها تركيا بين العرب وإسر ائيل وإيران وروسيا
وحيث أننا تخاذلنا عن انتهاج هذه السياسة وانغمسنا وغرقنا في السياسة الغربية حتى علموا عن مصر كل شيئ على الأرض وفي باطن الأرض وفي السماء فانتقلت مصر من درك إلى درك أسفل فلما تناطح الشرق والغرب على الفكاك من سياسة هيمنة الدولار الذي يسلب ثروات الشعوب بحجة الحماية أصبحت سياسة التوازنات الآن فاشلة لأن رضا الشرق يسخط الغرب وسخط الغرب يثلج صدر الشرق وأصبحت مصر والبلاد العربية تعيش بين السخطتين فسخطة هذه ترضي هذه وسخطة هؤلاء ترضي هؤلاء ومن هنا ننصح بوضوح المواقف السياسية ولا حياد فإما مع سياسة هيمنة الدولار والوقوع في دائرة السخط الروسي وسواء رضيت روسيا أم سخطت على مصر والعرب فالغرب يتلاعب بهم في ملف حقوق الإنسان وإثارة الثورات والحصار الإقتصادي كما هو واضح بشدة في لبنان ومصر ولولا تدخل الخليج الذي انتهز الفرصة وتقدم لشراء ما كان قر يباً مستحيلا ً بيعه والتفريط فيه وننصح العرب بمراجعة أنفسهم خاصة في السياسة مع مصر والتي تمر بوضع استثنائي غير مسبوق في التاريخ ولن يستمر دون وضوح الرؤية وذلك لتعرض مصر الآن لحرب عالمية اقتصادية خفية ظاهرها الإقتصاد والنظريات الحاكمة لتوازونات السوق والتجارة العالمية وباطنها ضغوط سياسية وفن افتعال الأزمات لتفريط الحكومات العربية في أهم ما يمتلكونه من ثروات وطاقة ومنها الطاقة الشمسية التي لا تنفد وقد احتكرتها أيضاَ شركات عملاقة لكي تدخل في دائرة افتعال الأزمات في الطاقة قريبا وسيكون إجابة حكومات انتهازية معك أموال سنوصل لك الشمس التي هى فوق رأسك تحرقك أشعتها ومن ليس معه فلن تصل إليه الطاقة والمفترض أن يكون مشروعاً قومياً تتبناه الدول للتنمية وليس مشروعا للتصدير مع ترك الشعوب للجحيم والأزمات التي يتفنن العدو في إحداثها من منع مياة النيل أو دجلة والفرات أو تبني مشروعات طاقة شمسية للتصدير وليس لإحداث اكتفاء ذاتي أولا ثم التصدير أو الموازنة بين الداخل والخارج في طاقة ربانبة لا تنفد ومن هنا نوضح بأن على الدول العربية أن تكون أكثر وضوحاً في سياستها مع الغرب والشرق كلاهما مسيحي ولكن إحداهما استعماري والآخر تاجر حريص على النجاح في البيع والتجارة دون التدخل في سياسات الدول الداخلية و على العرب الإختيار بين من غربت شمسهم و من بدأت تشرق شمسهم من بلاد أخرى وهكذا حال الدنيا كما قال تعالى { وتلك الأيام نداولها بين الناس } وها هى دول يأفل نجمها وأخرى تتقدم نحو نظام مالي اقتصادي سياسي عالمي جديد يقوم على تعدد القطبية ربما يكون أكثر عدالة عن سابقة والذي لابد وأن يكون العرب واضحين في سياستهم دون مواربة بأن من عبث بالأمن القومي العربي لابد وأن تكون هكذا نهايته الحتمية يكررون أخطائهم بعد أن أضاعوا ثروات طائلة في حروب على العرب والمسلمين غير أخلاقية لا نفع ولا طائل من ورائها ولم يخسروا إلا أموالهم و تكنولوجيتهم و علومهم وأسرارهم العسكرية التي استفاد منها غيرهم بعد أن سقطت في أيديهم فتقدموا عليهم عسكرياَ حتى أصبحت عسكريتهم متخلفة لا تقدر على حرباً حقيقية معهم إلا بالأسلحة المحرمة وفيها إبادة للجميع دون استثناء .
وياليت الغرب يتعلم بأن هذا جزاء من يعبث مع المسلمين و العرب ويقتلهم ويحاول إبادتهم بحجج سخيفة لا يتبناها ولا يؤمن بها عاقل بأنهم يأجوج ومأجوج أو أنهم المسيح الدجال وها هو بوتين يقاتلهم مصرحاً نفس الدعوة ونفس الحجة بأنه يقاتل المسيح الدجال أعاذنا الله تعالى و العالم من الدجل الذي يتبناه كل حاكم لإبادة خصمه فيستخدم في ذلك مصطلحات دينية غاية في الخطورة لتصفية الخصم .
حفظ الله مصر والعالم العربي والمسلمين والأرض جميعاً من كل سوء
خالد محيي الدين الحليبي