الناصرة- “القدس العربي”:
اعتبرت سلطة الآثار الإسرائيلية التنقيبات الأثرية الأخيرة مقابل البحر الأبيض المتوسط، قريباً من البلدتين الفلسطينيتين المهجّرتين يبنة والنبي صالح، قريباً من مدينتي الرملة ويافا داخل أراضي الـ 48، واحداً من “اكتشافات العمر” التي تحدث مرة واحدة، وفيها عثرت على كهف لدفن الموتى من الفترة الفرعونية، وعمرها 3300 سنة.
وتم كشف النقاب عن مغارة الموتى الفرعونية من فترة حكم رمسيس الثاني خلال أعمال تطوير، وبعدما ضربت جرافة صخرة ودحرجتها من موقعها فتكشفت فتحة المغارة التاريخية التي تم فتحها ودخولها من قبل باحثين للمرة الأولى منذ ثلاثة آلاف سنة وثلاثة قرون ووجدوا في أرضيتها عشرات الموجودات الأثرية المرتبطة بطقوس دفن الموتى في تلك الحقبة القديمة من تاريخ مصر الفرعونية.
وقالت سلطة الآثار الإسرائيلية، في بيانها، إنه مكتَشف أثري نادر جداً من فترة رمسيس الثاني، وبعض الأوساط تربط بينه وبين قصة أو أسطورة خروج اليهود من مصر. وتتابع: “بعد الكشف عن المغارة بشكل مفاجئ استدعى العاملون في أعمال التطوير في المكان موظفي سلطة الآثار الذين استخدموا سلما وحبالاً ونزلوا لأسفل المغارة، ووجدوا فيها كأن عقارب الزمن قد توقفت فيها قبل 3300 سنة.
وعثر داخل مغارة الموتى الفرعونية على عشرات الأواني الفخارية والتعاويذ البرونزية، التي بقيت على حالها منذ أن وضعت لجانب الموتى خلال طقوس الدفن كي تكون في خدمة الموتى في العالم الآخر، وفق المعتقدات المصرية القديمة.
ويتضح أن المغارة ليست طبيعية، بل تم حفرها في الصخر بشكل مربع، وفي مركزها عمود من الفترة البرونزية المتأخرة تزامنا مع فترة حكم الملك الفرعوني البارز رمسيس الثاني. ويرى باحثون أثريون أن اكتشاف مغارة أثرية مغلقة نجت من أيدي العبث والسرقة تمنح فرصة للدراسة العلمية بواسطة أدوات عصرية وحيازة معلومات غنية جداً من معاينة الموجودات الأثرية والمواد العضوية التي بقيت غير مرئية طيلة آلاف السنوات داخل الموقع المكتشف.
ويوضح الباحث الأثري وليد أطرش لـ “القدس العربي” أن مغارة الموتى الفرعونية المكتشفة تزود الباحثين بصورة كاملة عن طقوس الدفن في الفترة البرونزية المتأخرة. منوها لوجود عشرات الجرار الفخارية بأشكال وأحجام مختلفة، من بينها صحون عميقة وهشّة ورقيقة بعضها ملوّن باللون الأحمر وطناجر طهو ومصابيح وأباريق لتخزين زيوت الإنارة وسهام برونزية وأواني تخزين مواد ثمينة بكميات صغيرة.
ويشير أطرش إلى أن الباحثين يرجحون أن بعض هذه الأواني الفخارية قد صنع في ورشات قامت في سواحل سوريا ولبنان، خاصة في صيدا وصور، علاوة على أدوات فخارية ومعدنية صنعت في قبرص.
ويستذكر الدكتور وليد أطرش أنه خلال فترة حكم رمسيس الثاني، فترة حكم العائلة الفرعونية التاسعة عشر، ساد في فلسطين حكم مصري ضمن ازدهار التجارة فيها بشكل واسع. وينقل دكتور أطرش عن جهات في سلطة الآثار قولها إنه قبيل إعادة إغلاق المغارة مجددا تسلل شخص لداخلها وسرق بعض موجوداتها، والموضوع الآن قيد التحقيق.