حالة من الجدل تشهدها إسبانيا، إثر الإعلان عن منتدى صحرواي، يُرتقب انعقاده يومي 22 و23 سبتمبر/أيلول الجاري، في جزر الكناري، بسبب الجهة المنظمة التي يتهمها سياسيون في الجزر، بأنها قريبة من الحكومة المغربية.

وأعاد المنتدى الذي يحمل اسم “المؤتمر الدولي الأول للسلام والأمن”، إلى الواجهة اتهامات “الخيانة” لرئيس الحكومة الإسبانية “بيدرو سانشيز”، بسبب إعلانه، في مارس/آذار الماضي، دعمه لمقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب لحل قضية الصحراء الغربية، حسب صحيفة “أي بي سي” الإسبانية.

من جانبه، وصف حزب “نويبا كناريس” المنتدى المرتقب بأنه “مهزلة”، متهما المخابرات المغربية و”حلفاء” الرباط بالوقوف خلف تنظيمه، خاصة الرئيسين السابقين “خوسيه لويس رودريجيز ثاباتيرو” و”خوسيه بونو”.

وقال الحزب في بيان، إن هذا المنتدى يحظى بدعم الأجهزة الأمنية المغربية النشطة جدا في الجزر، و”هو جزء من استراتيجية الاحتلال غير القانوني والعنيف من قبل المغرب للصحراء الغربية”.

وأضاف أن الحكومة المغربية “تعتمد على هذه المنظمات والشخصيات التي تسعى إلى أن تحل محل إرادة الشعب الصحراوي والتي تكرس نفسها في الواقع لخدمة الاستراتيجية المغربية”، وبعضها “بحماس كبير، مثل رودريجيز ثاباتيرو”، وفق البيان.

وقال رئيس كابيلدو جران كناريا “أنطونيو موراليس”، إن المنتدى يأتي “لتحلية” قرار “سانشيز”.

ورفض التحالف الكناري “استخدام” الجزر لاحتضان منتدى حول الصحراء، ووصفه بأنه “ليس أكثر من عملية تجميل لحزب العمال الاشتراكي”، بعد رسالة “سانشيز”، في مارس/آذار إلى ملك المغرب “محمد السادس” لدعم خطة الحكم الذاتي للمغرب.

 

 

ولن تحضر جبهة البوليساريو المؤتمر الدولي الأول للسلام والأمن الذي تنظمه الحركة الصحراوية من أجل السلام في لاس بالماس، وفق ما أكد ممثلها في إسبانيا “حمدي منصور”، لصحيفة “إيبي” الإسبانية.

وتنفي الحركة الصحراوية من أجل السلام ارتباطها بالسلطات المغربية، فيما التزمت الحكومة المغربية الصمت بشأن المؤتمر المرتقب، والذي سيحضروه رؤساء سابقون للحكومة الإسبانية.

والصحراء الغربية مستعمرة إسبانية سابقة تعتبرها الأمم المتحدة “منطقة غير متمتعة بالحكم الذاتي”، وهي موضع خلاف بين المغرب وجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر منذ عقود.

والرباط التي تسيطر على ما يقرب من 80% من هذه المنطقة، تقترح خطة حكم ذاتي تحت سيادتها، فيما تدعو جبهة البوليساريو إلى إجراء استفتاء لتقرير المصير تحت رعاية الأمم المتحدة.

وفي مارس/آذار الماضي، أعلنت الحكومة الإسبانية في تحول بارز لموقفها، عن “مرحلة جديدة في العلاقة مع المغرب تقوم على الاحترام المتبادل واحترام الاتفاقات وغياب الإجراءات الأحادية والشفافية والتواصل الدائم”.

وجاء الإعلان بعد بيان للديوان الملكي المغربي أشار فيه إلى رسالة وصلت من رئيس الوزراء الإسباني “بيدرو سانشيز” اعتبر فيها أن مبادرة “الحكم الذاتي” المغربية المقترحة لإقليم الصحراء “بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف”.

وترفض الجزائر، التي لا تعتبر نفسها طرفا في الصراع بين المغرب وجبهة البوليساريو، مقترح الحكم الذاتي، وتدعو لتقرير مصير الصحراويين في استفتاء تحت إشراف الأمم المتحدة وفقا للشرعية الدولية.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات