اندبندنت :
رصدت الولايات المتحدة الأميركية مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يرشدها إلى ثلاثة قراصنة إنترنت إيرانيين وجه إليهم القضاء الأميركي تهمة شن هجمات إلكترونية لتحصيل فدية مالية، مشيرة إلى أن هجماتهم استهدفت مئات الكيانات حول العالم، بما في ذلك ملجأ لضحايا العنف المنزلي ومستشفى للأطفال.
وبموجب القرار الاتهامي الذي نشر، الأربعاء الـ14 من سبتمبر (أيلول)، فإن منصور أحمدي (34 عاماً) وأحمد خطيبي أغدة (45 عاماً) وأمير حسين نيقاين (30 عاماً) شنوا اعتباراً من أكتوبر (تشرين الأول) 2020 سلسلة هجمات إلكترونية استهدفت كيانات في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل وروسيا، وداخل إيران أيضاً.
ولا يذكر القرار الاتهامي أي صلة للمتهمين الثلاثة بالحكومة الإيرانية، كما أن مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) يؤكد أن الغرض “الرئيس” للمتهمين من هذه الهجمات الإلكترونية كان إثراءهم الشخصي.
لكن وزارتي الخارجية والخزانة الأميركيتين أكدتا أن المتهمين الثلاثة هم جزء من مجموعة من القراصنة “المرتبطين بالحرس الثوري” الإيراني.
مكافأة
وأعلنت الوزارتان في بيانين منفصلين أنهما فرضتا عقوبات على المتهمين الثلاثة إضافة إلى سبعة إيرانيين آخرين وشركتين إيرانيتين.
وعرضت وزارة الخارجية مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يساعدها في القبض على المتهمين الثلاثة.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إن هذه المكافأة “تظهر تصميمنا على منع أي هجوم إلكتروني مقابل فدية مالية يستهدف بنيتنا التحتية”.
من ناحيته قال مسؤول كبير في وزارة العدل الأميركية طالباً عدم نشر اسمه، إن المتهمين الثلاثة موجودون في إيران على الأرجح.
استغلال عيوب
والرجال الثلاثة متهمون باستهداف مئات الشبكات المعلوماتية حول العالم.
وفي الولايات المتحدة، شملت أهدافهم شركات صغيرة إضافة إلى شركة كهرباء ومستشفى للأطفال في بوسطن وبلديات واتحاد المحامين الأميركيين “أيه بي أيه”.
وفي كل مرة، كان هؤلاء القراصنة يستغلون عيوباً في النظام لتشفير بيانات ضحاياهم ومطالبة هؤلاء بدفع آلاف الدولارات مقابل تزويدهم بمفتاح فك التشفير.
وبعض ضحاياهم وافق على دفع الفدية المالية، ومن هؤلاء ملجأ للنساء المعنفات في ولاية بنسلفانيا إذ دفع 13 ألف دولار لاستعادة بياناته ومنع الكشف عنها.
مكاسب شخصية
وقال مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كريستوفر راي، في رسالة مصورة نشرت على الموقع الإلكتروني لـ”أف بي آي”، إن المتهمين الثلاثة “نفذوا عمليات قرصنة وسرقة معلوماتية وابتزاز، لتحقيق مكاسب شخصية في المقام الأول”.
وأكد راي أن الـ”أف بي آي” نشر تنبيهاً حول “الخطر الأوسع الذي يشكله الناشطون السيبرانيون المرتبطون بالدولة الإيرانية”، مشيراً إلى أن هذا التنبيه تبنته أيضاً كل من كندا وأستراليا وبريطانيا.
وغالباً ما يتهم النظام الإيراني بالمسؤولية عن شن هجمات إلكترونية في الخارج، وهو ما ينفيه.
وقطعت حكومة ألبانيا أخيراً العلاقات مع طهران واتهمتها بالوقوف خلف حملة قرصنة إلكترونية واسعة النطاق استهدفت أولاً بنيتها التحتية الرقمية ثم أجهزتها الأمنية.
إدانة إيرانية
ودانت إيران الخميس، الـ 15 من سبتمبر (أيلول)، اتهامات أميركية “واهية” لثلاثة من مواطنيها بتنفيذ هجمات إلكترونية على الولايات المتحدة ودول أخرى.
وأعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني في بيان عن إدانته “بشدة قيام أميركا بإعلان عقوبات على بعض المواطنين والشركات الأميركية بتهمة التورط الواهية في هجمات إلكترونية، ونسب الإجراءات المزعومة ضدهم للحكومة والمؤسسات” في إيران.
ورأى كنعاني أن “اللجوء إلى إطلاق حملة دعاية كاذبة ونشر معلومات خاطئة ضد إيران هو جزء من سياسة الـ ’إيرانفوبيا‘ للحكومة الأميركية والتي لن تؤدي إلى نتيجة”.