لقادة إسرائيل : معركتنا مع الإيرانيين وجودية.. فلا تجعلوا تهديداتكم فارغة

 القدس العربي :

لإيجاد قاسم مشترك في النقاش، سأقدم تعريف المؤرخ بزيل ليدل هارت، لاصطلاح الاستراتيجية: “الاستراتيجية هي نظرية إدارة المقدرات التي تحت تصرف الأمة، لغرض تحقيق أهداف عسكرية (أو أهداف وطنية أخرى)، تنشأ عن أهدافها السياسية”.

ستصبح إيران دولة نووية وعسكرية سواء استمرت العقوبات أم لا. فهي في وضع من الجاهزية بمجالات قدرة تخصيب اليورانيوم، وفي وضع غير واضح بمجال تحويل الطاقة النووية إلى سلاح، ولكن هذا المجال قابل للتقدم في الظل. إيران في وضع متقدم في مجال تطوير الصواريخ اللازمة لحمل السلاح، لكنها لم تنه الخطوة بعد. لديها آلاف الصواريخ لمديات متوسطة أنتجتها في السنوات الثماني الأخيرة. في حقيقة الأمر، مجال الصواريخ هو الوحيد الذي يؤخر المشروع الإيراني. لأسفي، هذا الموضوع ليس في مسودة الاتفاق.

في نظرة استراتيجية واسعة، معنى ما قيل هو أن إيران قوة عظمى نووية/عسكرية عملية. إيران دولة شمولية يمكنها أن تخفض مستوى المعيشة في بلادها إلى مستويات لا يمكن للغرب أن يصلها. فعلى حساب مستوى معيشة متدن، تواصل بناء منظومة نووية على مدى الزمن. لا يوجد للعقوبات في الوضع الحالي تأثير حقيقي على المشروع النووي الذي هو حرج بل وذو معنى وجودي بالنسبة لهم. قد يوافقون على تخصيص أساس المقدرات الوطنية للنووي والانشغال بالإرهاب العالمي على نحو أقل. لكن سيأتي دور هذا أيضاً. يتمتع الإيرانيون بمساعدة قوى عظمى لإنتاج مسارات تتجاوز العقوبات الاقتصادية.

لقد تعب الغرب من التفكير بالحروب، وهو غير مصمم، ويبحث عن سوق مالية جيدة، يبحث عن الثراء المادي وهو حذر حذره من النار من مرابطة مقاتلين على أرض الأعداء. العالم الليبرالي يفكر بتعابير أنانية للزمن والمجال. لن يأتي الخلاص أبداً بحرب مع إيران، والوعود الأمريكية بعدم السماح لإيران بالتزود بسلاح نووي محض أقوال عابثة.

الهدف الوطني لإسرائيل هو منع إيران من خلق نموذج تكون فيه إحدى الإمكانيات استخدام سلاح نووي على إسرائيل. في إطار ذلك أيضاً، الإيضاح بأننا مصممون على القتال ضد السلاح النووي الإيراني بكل شكل وتخطيط. عليهم أن يدخلوا إلى حالة فكرية بأننا نقصد العمل ولا ننثر تهديدات عابثة، وعليهم أن يفهموا بأن الموضوع وجودي من جهتنا. إننا مستعدون للتضحية كي نمنع عنهم الانشغال بالنووي العسكري. سنضحي بجل مقدراتنا الوطنية لهذا الغرض.

إسرائيل ملزمة بالبدء بتحريك كرة ثلج، بمبادرتها، تؤدي إلى تصعيد مباشر مع إيران. في التصعيد الذي يمكن وصفه بالحرب، يجب أن يتضمن هجوماً على بنى تحتية إيرانية حيوية كالنفط، والنقد البحري، والمطارات وغيرها. وينبغي الاستعانة بوسائل محددة، أي الطائرات والجنود، بل والسايبر والإلكترونيات الأخرى. خطوة كهذه ستمنع حرباً نووية. وهكذا نخلق الردع وقد نحيّد النووي. هي مسيرة يمكن الانتصار فيها، ولا أرى طريقاً آخر. وبالطبع، فإن جعل المشكلة مشكلة عالمية خطأ جسيم. والدليل أن العالم لا يبرر هذا الاعتقاد حتى الآن.

بقلم: العميد احتياط عودي تيرا

معاريف 13/9/2022

عن مركز القلم للأبحاث والدراسات

يهتم مركز القلم بمتابعة مستقبل العالم و الأحداث الخطرة و عرض (تفسير البينة) كأول تفسير للقرآن الكريم في العالم على الكلمة وترابطها بالتي قبلها وبعدها للمجامع والمراكز العلمية و الجامعات والعلماء في العالم.

شاهد أيضاً

33 قتيلاً بعدوان إسرائيلي على سوريا

YNP : قتل وأصيب العشرات من المدنيين والعسكريين السورييين جراء عدوان إسرائيلي غاشم على سوريا. …