أكد الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” أنه من المستحيل عزل روسيا، مشيرا إلى أن الدول الغربية تواصل التصرف بنهج استعماري فيما يخص موضوع تصدير الحبوب الأوكرانية.

وفي خطاب أمام منتدى الشرق الاقتصادي في مدينة فلاديفوستوك الروسية المطلة على المحيط الهادي، قال “بوتين” إن هناك المزيد من الفرص لدخول أسواق في الشرق الأوسط وإيران، وذلك بعد العقوبات واسعة النطاق التي فرضها الغرب ردا على الحملة العسكرية الروسية في أوكرانيا.

وأشار الرئيس الروسي إلى أن 3% فقط من كميات القمح التي خرجت من أوكرانيا، ذهبت إلى الدول الفقيرة والبقية إلى الدول الأوروبية.

وأعلن الرئيس الروسي أنه سيبحث مع نظيره التركي “رجب طيب أردوغان” تقييد وجهة صادرات الغذاء من أوكرانيا إلى الدول الغربية، مضيفا أن “الأزمة الغذائية في العالم ستتضاعف، وهذا أمر مؤسف”.

وحذر من أن كارثة إنسانية تلوح في الأفق، مشيرا إلى أن موسكو بذلت كل ما في وسعها لضمان قدرة أوكرانيا على تصدير الحبوب.

واستؤنفت صادرات الحبوب عبر موانئ البحر الأسود، بعد أن وقعت كييف وموسكو في يوليو/تموز الماضي اتفاقًا، تحت إشراف الأمم المتحدة وتركيا.

وتأمل أوكرانيا التي توصف بسلة خبز أوروبا في أن تصدر 20 مليون طن من الحبوب الموجودة في الصوامع، و40 مليون طن من محصول متوقع للعام الجاري، بعد أن عطلت الحرب الروسية عليها، منذ 24 فبراير/شباط الماضي، تصدير الحبوب والزيوت والأسمدة.

 

 

كما وعد “بوتين” بالعمل على تمديد الممر البحري عبر القطب الشمالي، الذي يعتبر ممرا آمنا لسفن الشحن.

وندد “بوتين”، بحمى عقوبات الغرب على روسيا، وقال إنها “تنم عن قصر نظر، وتشكل خطراً على العالم بأسره”، مشيراً إلى استبدال جائحة “كورونا” بتحديات أخرى تهدد العالم كله “حمى العقوبات”.

وأشار إلى أن الغرب قوض الاقتصاد العالمي بمحاولة “شرسة” لفرض هيمنته على العالم.

وأوضح أنه يميل بصورة متزايدة صوب تعزيز العلاقات مع آسيا، مبيناً أن منطقة آسيا والمحيط الهادي آخذة في الصعود.

وأضاف أن “دور دول منطقة آسيا والمحيط الهادي شهد نموا متزايدا”، مشيرا إلى أن روسيا ترى أن هناك مزيدا من الفرص لدخول أسواق في الشرق الأوسط وإيران.

وقال “بوتين” أيضا “اتخذنا قرارا مع الصين بتبادل البضائع بالروبل الروسي واليوان الصيني”.

 

 

وتابع أنه من المستحيل عزل روسيا، محملا الغرب مسؤولية تقويض الاقتصاد العالمي وتفاقم الأزمة الغذائية.

ودفعت مساعي الغرب لفرض عزلة اقتصادية على روسيا، أحد أكبر منتجي الموارد الطبيعية في العالم، بالاقتصاد العالمي إلى مصير مجهول، مع ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة.

ولفت إلى أن روسيا نجحت في مواجهة العدوان الاقتصادي الغربي، فيما وصل الغرب إلى طريق مسدود في أزماته الاقتصادية والاجتماعية.

ورأى أن قرارات القيادات الغربية تتعارض مع مصالح شعوبها.

وفيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، قال “بوتين” إن “عمليتنا في أوكرانيا وكل تحركاتنا كانت بهدف تعزيز سيادتنا وحماية مصالح شعبنا”.

وأضاف أن بلاده قررت بكل وعي الرد العسكري على التهديدات المحتملة القادمة من أوكرانيا.

 

 

وتابع: “روسيا لم تبدأ أي عمليات عسكرية، وإنما نحاول إنهاء الأزمة، التي لم تبدأ في هذا العام، وإنما بدأت منذ عام 2014 عندما رفض النظام الأوكراني الجلوس إلى طاولة المفاوضات، وحاول فرض إرادته بالقوة، وقام بالعملية العسكرية ضد دونباس تلو الأخرى، ومارس شتى أنواع القمع والتطهير العرقي تجاه شعب دونباس، خلال 8 أعوام”.

وأشار إلى أن “روسيا حاولت اللجوء إلى شتى الطرق السلمية”.

وأضاف: “روسيا بعد كل المحاولات قررت أن ترد بالمثل، وترد بالقوة مثلما مارس العدو المفترض محاولاته لحل الأزمة بالقوة، وكل جهودنا موجهة لمساعدة شعب دونباس.. هذا واجبنا، وهذا ما سنفعله”.

وتطرق “بوتين” إلى أن التضخم في روسيا آخذ في الانخفاض، وقال إنه “وفقا لنتائج العام سيكون عند 12%”، وأن الوضع الاقتصادي في روسيا استقر.

وتابع: “لكن المصاعب لا تزال قائمة وخصوصا المتعلقة بالإمدادات من الخارج”.

وزاد: “تكاد تكون روسيا الدولة الوحيدة في العالم القادرة على تلبية احتياجاتها من الموارد الطبيعية”.

 

 

وشدد “بوتين” على أن روسيا لن تواجه مشاكل في بيع مواردها الهائلة من الطاقة في مختلف أنحاء العالم، على الرغم من العقوبات الغربية التي تهدف لحرمان الكرملين من عائدات الطاقة الحيوية.

وانتقد أوروبا بشأن وضع حد أقصى لسعر الغاز الروسي ووصفها بأنها خطوة “غبية”، وقال إن ذلك سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار وإن الطلب العالمي على الطاقة الروسية مرتفع.

وأضاف أن موسكو وافقت على جميع المعايير الأساسية لبيع الغاز إلى الصين عبر منغوليا.

وأرسلت روسيا عشرات الآلاف من القوات إلى أوكرانيا يوم 24 فبراير/شباط الماضي فيما وصفته بـ”عملية خاصة” لتقويض القدرات العسكرية لجارتها الجنوبية، والقضاء على من وصفتهم بالقوميين الخطرين.

وتبدي القوات الأوكرانية مقاومة شديدة. ولم يكشف أي من الجانبين عن عدد الجنود الذين قتلوا.

ويعد منتدى الشرق الاقتصادي، منصة فعالة لتبادل الآراء والخبرات بين صانعي السياسة والمسؤولين وممثلي قطاع الأعمال من مختلف دول العالم.

ويجذب أكثر من 4000 مشارك وممثلين من أكثر من 60 دولة.

المصدر | الخليج الجديد