Image processed by CodeCarvings Piczard ### FREE Community Edition ### on 2018-05-02 08:38:09Z | | b¶µ=ð0

قصة “الخادم” الذي طبعت صورته على أول جنيه مصري

موقع : عمرو خالد

بقلم | محمد جمال :
لا يعرف كثيرون قصة صورة المواطن المصري، ذي البشراء السمراء واللحية البيضاء التي وضعت على الجنيه المصري في عهد الملك فؤاد، وهي لرجل بسيط يدعى إدريس الاقصري، كان يعمل في معية الملك فؤاد، وهذا الأخير كان يعيش في إيطاليا حياة الضياع والإفلاس قبل أن يصبح ملكًا.

كان فؤاد في حالة يرثى لها، إلى الدرجة أنه اضطر لأن يسافر من إيطاليا إلى مصر على سفينة، في الدرجة الأدنى منها، بعد أن بعد‏ ‏أن‏ ‏فقد‏ ‏كل‏ ‏ما يملك‏ ‏وأفلت‏ ‏من‏ ‏ديون‏ ‏القمار‏، ‏وكان معه ‏ذلك‏ ‏الرجل‏ ‏الطيب‏ ‏الخادم‏ ‏له‏ ‏منذ‏ ‏عشرين‏ ‏عامًا‏ ‏والذي‏ ‏يرحل‏ ‏معه‏ ‏ويذهب‏ ‏معه‏ ‏أينما‏ ‏ذهب.‏

ذات يوم قام “إدريس” ‏من‏ ‏نومه‏ ‏على‏ ‏حلم‏ ‏جميل‏ ‏أراد‏ ‏أن‏ ‏يقصه‏ ‏على ‏مولاه‏,‏ لكن‏ ‏الأمير‏ ‏المديون‏ ‏لايهمه‏ ‏حلم‏ ‏خادمه‏ ‏فهو‏ ‏دائمًا‏ ‏مهموم‏ ‏لا‏ ‏طاقة‏ ‏له‏ ‏بسماع‏ ‏حلم‏ ‏ساذج‏ ‏من‏ ‏خادم‏ ‏ثرثار.

لكن‏ ‏أصر‏ ‏إدريس‏ ‏أن‏ ‏يقصه‏ رؤياه عليه، وقال‏ ‏له‏: “لقد‏ ‏حملت‏ ‏أنك‏ ‏أصبحت‏ ‏ملك ‏مصر،‏ ‏وفجأة‏ ‏غير‏ ‏فؤاد‏ ‏نظره‏ ‏إلى‏ ‏خادمه‏ ‏وتلك‏ الكلمات‏ ‏المستحيلة، ‏وفي‏ ‏ذهنه‏ ‏صورة‏ ‏السلطان‏ ‏المريض‏ ‏في‏ ‏مصر.

غير أنه سرعان ما ‏تراجع‏ عن التفكير في الحلم الذي رواه له، فقد‏ ‏تذكر‏ ‏أن‏ ‏للسلطان‏ ‏وريثًا،‏ ‏كما‏ ‏أنه‏ ‏يوجد‏ ‏في‏ ‏أسرة‏ ‏محمد‏ ‏علي‏ ‏من‏ ‏هو‏ ‏أولى‏ ‏منه‏‏، فهو‏ ‏بعيد‏ ‏كل‏ ‏البعد‏ ‏عن‏ ‏ذلك، ‏كما‏ ‏أنه‏ ‏عاجز‏ ‏عن‏ ‏حكم‏ ‏بلد‏ ‏لايعرف‏ ‏فيها‏ ‏أي‏ ‏شيء‏ ‏حتى‏ ‏أنه‏ ‏لايستطيع‏ ‏النطق‏ ‏بلغته.

واستمر‏ ‏إدريس‏ ‏يكرر‏ ‏حلمه‏ ‏على الأمير،‏‏ ‏مؤكدًا‏ ‏أنه‏ ‏رآه‏ ‏يجلس‏ ‏على‏ ‏عرش‏ ‏مصر‏ ‏في‏ ‏قصر‏ ‏عابدين‏، والجميع‏ ‏ينحني‏ ‏له،‏ ‏لكن‏ ‏فؤاد‏ ‏زجره‏ ‏وقال‏ ‏له:‏ ‏اصمت‏ ‏فأنت‏ ‏مجنون‏ ‏وحلمك‏ ‏مثلك.

لكن‏ ‏في‏ ‏نفس‏ ‏الوقت‏ ‏في‏ ‏قصر‏ ‏عابدين‏ ‏حدث‏ ‏مالم‏ ‏يتوقعه‏ ‏الأمير، ‏فقد‏ ‏تنازل‏ ‏الوريث‏ ‏كمال‏ ‏الدين‏ ‏عن‏ ‏عرش‏ ‏أبيه‏ ‏السلطان‏ ‏حسين‏ ‏كامل‏ ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏بعث‏ ‏إليه ‏وثيقة‏ ‏يطلب‏ ‏فيها‏ ‏إعفاءه‏ ‏من‏ ‏حكم‏ ‏مصر‏، ‏لأنه‏ ‏يكره‏ ‏هذا‏ ‏العرش‏ ‏الساذج‏ ‏الوهن، الذي‏ ‏يسيطر‏ ‏عليه‏ ‏الإنجليز‏ ‏ويحتقره‏ ‏الشعب، ‏ورجع‏ ‏السلطان‏ ‏إلى‏ ‏رغبة‏ ‏ابنه‏ ‏وتنازل‏ ‏الوريث‏ ‏عن‏ ‏حكم‏ ‏مصر‏.

وبعد‏ ‏وقت‏ ‏غير‏ ‏قليل‏، هبطت‏ ‏السفينة‏ ‏الحاملة‏ ‏للأمير‏ ‏فؤاد‏ ‏وخادمه‏ ‏إدريس‏ ‏إلى‏ ‏ميناء‏ ‏الإسكندرية‏، فجأة‏ سمعا‏ ‏حامل‏ ‏الجرائد‏ ‏وهو‏ ‏يصيح: “اقرأ‏ ‏خبر‏ ‏الأمير‏ ‏كمال‏ ‏الدين‏ ‏يتنازل‏ ‏عن‏ ‏عرش‏ ‏مصر”، هنا‏ ‏اندهش‏ ‏فؤا‏د، ‏قرأ‏ إدريس‏ ‏الخبر،‏ لكن‏ ‏ذلك‏ ‏لم‏ ‏يغير‏ ‏من‏ ‏الأمير‏ ‏شيئًا‏ فهناك‏ ‏من‏ ‏يرث‏ ‏العرش‏ ‏كالأمير‏ ‏عبد‏ ‏المنعم‏ ‏بن‏ ‏الخديوي‏ ‏عباس‏, ونسي‏ ‏فؤاد‏ ‏ذلك‏ الأمر‏ ‏كله‏ ‏فهو‏ ‏أبعد‏ ‏مايكون‏ ‏عنه.

لم‏ ‏يكن‏ ‏يعلم‏ ‏أن‏ ‏الأمير‏ ‏عبد‏‏المنعم‏ ‏قد‏ ‏رفضه‏ ‏الإنجليز‏ ‏واعترضوا‏ ‏على‏ ‏توليته‏ ‏عرش‏ ‏مصر،‏ ‏ولم‏ ‏يكن‏ ‏يعرف‏ ‏أن‏ ‏الأمير‏ ‏كمال‏ ‏الدين‏ ‏قد‏ ‏هاجر‏ ‏هو‏ ‏وزوجته‏ ‏إلي‏ ‏فرنسا‏ ‏تاركًا‏ ‏كل‏ ‏ذلك‏، ‏وظل‏ ‏بعيدًا‏ ‏عن‏ ‏الأحداث‏ حتى‏ ‏فوجئ‏ ‏بدعوة‏ ‏لمقابلة‏ “‏المستر‏ ‏وينجت”،‏ ‏المندوب‏ ‏السامي‏ ‏الحاكم‏ ‏الحقيقي‏ لمصر‏.

ولبى‏ ‏فؤاد‏ ‏دعوة‏ ‏اللورد،‏ ‏ولم‏ ‏يكن‏ ‏يعرف‏ ‏ماذا‏ ‏يريد‏ ‏منه، و‏فاجأه‏ ‏اللورد‏ ‏بأنه‏ ‏تم‏ ‏اختياره‏ ‏ليكون‏ ‏ملك‏ ‏مصر‏ ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏يموت‏ ‏السلطان‏ ‏حسين‏ ‏كامل‏ ‏وأمره‏ بألا‏ ‏يبلغ‏ ‏أحدًا‏ ‏بذلك‏، ‏وأصاب‏ ‏فؤاد‏ ‏ذهولاً‏ ‏طويلاً‏ ‏حتى‏ ‏رحل‏ ‏توًا‏ ‏من‏ ‏أمام‏ ‏اللورد‏ ‏متجهًا‏ ‏إلى‏ ‏بيته‏.

وجد‏ ‏إدريس‏ ‏جالسًا‏ ‏فابتسم‏ ‏إليه،‏ ‏وقال‏ ‏له‏ ‏انهض‏ ‏يا‏ ‏إدريس‏ ‏بك،‏ ‏واستغرب‏ ‏إدريس‏ ‏من‏ ‏ذلك‏، ‏فلم‏ ‏يعط‏ ‏الرتب‏ ‏والألقاب‏ ‏غير‏ ‏‏الملك‏، فكرر‏ ‏فؤاد‏ ‏عليه‏ ‏وقال‏ ‏له:‏ ‏لقد‏ ‏تحقق‏ ‏حلمك‏ ‏وأصبحت‏ ‏ملك‏ مصر،‏ ‏وستكون‏ ‏صورتك‏ ‏على‏ ‏أول‏ ‏جنيه‏ ‏تصدره‏ ‏حكومتي.

ووضعت صورته بالفعل على أول جنيه مصري من العملة الورقية يطبع باسم المملكة في‏ ‏يوم‏ 4 ‏يوليو‏ 1924، والذي عرف بجنيه إدريس أفندي وهو من أندر العملات في مصر والعالم، وثمنه الآن يساوى عشرات الألوف من الجنيهات، وهي حلم لكل هواة جمع العملات القديمة

عن مركز القلم للأبحاث والدراسات

يهتم مركز القلم بمتابعة مستقبل العالم و الأحداث الخطرة و عرض (تفسير البينة) كأول تفسير للقرآن الكريم في العالم على الكلمة وترابطها بالتي قبلها وبعدها للمجامع والمراكز العلمية و الجامعات والعلماء في العالم.

شاهد أيضاً

مصر تكشف عن كنزها الضخم وتهزم السعودية والإمارات لتصبح الأقوى والأغنى في الخليج’

اليمين الآن : اكتشف علماء الآثار كنوزا جديدة من مدينة هيراكليون، المدينة المصرية “المفقودة” التي …

اترك تعليقاً